بحفاوة بالغة استقبلت الدولة التنزانية الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى جولته الأفريقية التى استهلها بتنزانيا، استقبالا رسميا حافلا بدأ بإطلاق القذائف المدفعية وعزف السلام الوطنى والعروض العسكرية، وعقب هذا الاحتفال الرسمى نظم الشعب التنزانى احتفاء شعبيا على طريقته الخاصة حيث عزف الموسيقى الشعبية والرقصات التنزانية تعبيرا عن الحب العميق للرئيس السيسى وللدولة المصرية فرحا بعودة مصر إلى أحضان القارة السمراء.
واعتبر محللون سياسيون واقتصاديون أن هذه الزيارة سيكون لها أثر بالغ فى عودة العلاقات الطيبية بين دول القارة وستكون بداية تجنى أفضل الثمار السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، فى القريب العاجل، مؤكدين أن الرئيس السيسى صحح المسار الذى فقدته مصر بسبب تجاهل الانظمة البائدة.
الدكتور فخرى الفقى الخبير الاقتصادى، ومستشار رئيس صندوق النقد الدولى السابق، أكد أن الرئيس السيسى صحح المسار الذى فقدته مصر بسبب تجاهل الأنظمة البائدة، حيث إنه ينظر لمستقبل مصر من قارتها الأفريقية الغنية بالموارد من خلال توطيد العلاقات بين الطرفين لما سيؤول فى مصلحة مصر بالمستقبل القريب مطالبا رجال الأعمال بفتح عجلة التنمية والمشروعات فى الدول الأفريقية لأجل توطيد العلاقات مع دول أفريقيا بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
مضيفا أن الزيارات المتتالية للرئيس لدول أفريقيا هى رسالة طمأنينة لهم بأن مصر عادت لهم وجزء منهم وتحمل على اكتافها تطور البنية التحتية فى أفريقيا وذلك مهم جدا خلال المرحلة المقبلة.
فى نفس السياق، أكد اللواء حاتم باشات عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن الزيارات التى يقوم بها الرئيس السيسى، فى القارة الأفريقية، هى امتداد لنجاح الدبلوماسية الرئاسية فى أفريقيا والتى بدأت مع تولى السيسى للرئاسة، مؤكدا أن مصر أهملت أفريقيا لفترة طويلة نظراً للظروف السياسية التى مرت بها، وهو ما أعطى مساحة لدول أخرى أن تحل محلها وصعب مهمة مصر فى العودة إلى القارة مرة أخرى.
وأشار باشات، إلى أن ما قام به السيسى من زيارات سمح بالعودة بشكل جديد وأسلوب ومواقف جديدة فى القارة الأفريقية، مؤكدا أن مصر لديها رصيد قديم فى القارة الأفريقية، وحاليا القيادة السياسية تبذل مجهودا مضاعفا للعودة إلى القارة، ولدينا نقاط قوة نستند عليها ومن الممكن استغلالها، أهما المكانة والقوة التى أصبحت فيها مصر حاليا بعد تغلبها على كل المؤامرات التى حيكت ضدها، كما أن الغرب يغير نظرته تجاه مصر، وهناك نوع من التنسيق فى إدارة شئون المنطقة من خلال القيادة السياسية المصرية».
وشدد على أن الرئيس السيسى لديه نظرة فى استكمال الوجود داخل القارة الأفريقية، لافتا إلى أن روندا دولة معروف عنها أنها من أفضل الدول الأفريقية على المستوى الاستثمارى، وبالنسبة لتشاد تعد من الدول المتعلقة بشكل أساسى بركائز الأمن القومى المصرى، وتنزانيا من دول حوض النيل، واحدى الدول التى لها تأثير كبير فى منطقة حوض النيل، والجابون فى غرب أفريقيا، مما يدل على أن السيسى لديه نظرة ورؤية للانتشار فى كل الدول الأفريقية، دون التركيز على دول بعينها، مثل دول حوض النيل.
ولم يختلف رأى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، كثيرا عن سابقيه، حيث أكد أن الرئيس السيسى حريص على إجراء الجولات المكوكية لتنمية الموقف المصرى مع أفريقيا، ما يمهد لاستمرار التواصل السياسى بين مصر ودول حوض النيل، مؤكدا أن هناك عدة أهداف من وراء هذه الزيارة، أبرزها تأكيد أهمية الدبلوماسية الرئاسية فى حل الأزمات، بجانب إعادة بناء العلاقة الجيدة بين مصر ودول أفريقيا، وعودتها كما كانت فى السابق، بالإضافة إلى العودة المباشرة نحو تعزيز الاتفاقيات الزراعية والتجارية بين مصر ودول حوض النيل.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارات السيسى لدول القارة السمراء تأتى مع عودة حضور مصر لقاءات عنتيبى، فضلا عن إعادة بناء موقع مصر من دول الاتحاد الأفريقى.
أحمد نبيوة