فى تطور مفاجئ، قال وزير الخارجية الإيطالى، «أنجلينو ألفانو»، إنه سيعيد سفير بلاده إلى القاهرة بعد أكثر من عام على استدعائه بسبب مقتل الباحث جوليو ريجينى فى مصر، واثبات الطب الشرعى لوفاته جراء التعذيب.

وأضاف «ألفانو»، فى بيان، مساء أمس الأول: «الحكومة الإيطالية ما زالت ملتزمة باستجلاء ملابسات اختفاء جوليو المأسوى».

ويأتى الإعلان الإيطالى المفاجئ، بعد ساعات قليلة من اتصال هاتفى بين النائب العام المصرى المستشار نبيل أحمد صادق، ونائب الجمهورية فى روما بغرض المشاركة والتشاور واطلاع الجانب الإيطالى على آخر مستجدات التحقيقات التى يتولاها فريق التحقيق من النيابة العامة المصرية، بشأن بشأن مقتل جوليو ريجيني  عقب اللقاء السادس لوفدى النيابتين فى شهر مايو الماضى.

وقالت النيابة العامة، فى بيان لها أمس، إن الحديث خلال الاتصال الهاتفى دار على وجه الخصوص فى شأن سؤال بعض ضباط الشرطة عن تحرياتهم التى أجروها عقب بلاغ نقيب الباعة الجائلين بالقاهرة، وكذلك فى شأن أنشطة استرجاع البيانات الخاصة بكاميرات مترو الأنفاق التى عهد بها إلى شركة أجنبية وهو الإجراء الذى اتفق على مشاركة الجانب الإيطالى فيه.

وأضاف البيان أنه فى نهاية الاتصال الهاتفى قدّم نائب عام روما الشكر للنيابة العامة المصرية على العمل المبذول لما يشكله من خطوة للأمام فى طريق التعاون بين النيابتين واتفق على عقد لقاء جديد بين مكتبى النواب العامة المصرى والإيطالى عقب لقاء شهر سبتمبر للتشاور حول ما تم التوصل إليه وتطورت القضية المحتملة.

وأوضح البيان أن النائبين العامين فى مصر وإيطاليا أكدا استمرار التعاون الإيجابى بينهما وصولا إلى الحقيقة وراء ملابسات اختفاء ومقتل الطالب الإيطالى ريجينى.

وتسببت قضية ريجينى فى أعنف أزمة تشهدها العلاقات المصرية الإيطالية عبر تاريخها، والتى انتهت باستدعاء روما فى أبريل من العام الماضى، عقب حملة من الهجوم ضد مصر فى الأوساط الإيطالية والأوروبية، وتجميد لعدد من اوجه التعاون مع مصر نتيجة ما اعتبرته الحكومة الإيطالية «عدم تعاون من جانب القاهرة لكشف غموض الحادث».

وعُثر على جثة طالب الدكتوراه الإيطالى فى جامعة كامبردج جوليو ريجينى فى 3 فبراير 2016، وذلك بعد نحو 10 أيام على اختفائه، فى أحد المصارف بجانب طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوى، وكانت مشوهة وظهرت على جسده آثار تعذيب مروع، ما أثار موجة من الانتقادات ضد مصر. من جهة أخرى قال المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن الوزارة تتابع على مدار الساعة حالة اختفاء المواطن المصرى عبده عبده إبراهيم عقل (الشهير بمجدى عقل) من خلال التواصل المستمر بين القنصلية العامة المصرية فى ميلانو والسلطات المعنية فى إيطاليا للوقوف على حقيقة اختفاء المواطن فى أقرب فرصة ممكنة ومن أجل طمأنة ذويه.

وأضاف أبوزيد أن أحمد شاهين القنصل العام المصرى فى ميلانو استقبل قبل يومين نجل شقيق المواطن المصرى المختفى وأحد أصدقائه من أجل اطلاعهما على جهود القنصلية للعثور على المواطن مجدى عقل، حيث أكد القنصل العام على أن القنصلية قامت فور علمها بالحادث بالتواصل رسميا مع السلطات الإيطالية، وإجراء اتصالاًت مع نائب مدير الأمن العام بميلانو الذى وعد ببذل كافة الجهود واتخاذ الإجراءات اللازمة للتوصل إلى حقيقية اختفاء المواطن المصرى.

كما تتواصل القنصلية العامة مع مختلف المستشفيات وبعض رموز الجالية المصرية بميلانو للوصول إلى أى معلومات تسهم فى العثور على المواطن، وقد قام ذوى المواطن بتوجيه الشكر للقنصلية على جهودها فى هذا الصدد.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن المعلومات المتوافرة حاليا تشير إلى أن المواطن مجدى عقل قد حضر إلى إيطاليا عام 1992، وظل يعمل بشركة Carparelli للشحن والتفريغ منذ عام 1994 حتى تاريخ اختفائه يوم الثلاثاء الأول من أغسطس 2017، وأنه قد نشبت عدة خلافات بين المواطن ونجل صاحب الشركة التى يعمل بها، مؤكدا أن وزارة الخارجية لن تألو جهدا من أجل التوصل إلى حقيقة اختفاء المواطن.. وفى 25 مارس من العام الماضى.