| 18 يونيو 2025 م

د. شومان .. ثقة الإمام الأكبر والدولة تتوجان مسيرة عطائه

  • | الأحد, 10 سبتمبر, 2017
د. شومان .. ثقة الإمام الأكبر والدولة تتوجان مسيرة عطائه
د. عباس شومان .. وكيل الأزهر الشريف

خلال الأربع سنوات الماضية بزغ نجم الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر كأحد أبرز الشخصيات الدينية المؤثرة فى مصر فكريا وثقافيا لدخوله الكثير من المعارك الفكرية والثقافية، بدءا من قضية تجديد الخطاب الدينى مرورا بتعديل وإصلاح المناهج الأزهرية، ثم بضبط العملية التعليمية بالأزهر الشريف.

الدكتور شومان بدأ فى الظهور إعلاميا مع بدء مناقشة قانون الصكوك الإسلامية فى عهد جماعة الإخوان وكان من أبرز المعارضين لهذا القانون على الساحة الإعلامية خلال رئاسته قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وفور عرض المشروع للمناقشة على هيئة كبار العلماء استدعاه فضيلة الإمام الأكبر لجلسة الهيئة لمناقشة رأيه وملاحظاته على القانون وبالفعل استجابت الهيئة لرأيه وملاحظاته، وعقب تلك الجلسة تم اختياره أمينا عاما للهيئة، ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية لمدة أسبوع ثم وكيلا للأزهر بقرار من الرئيس السابق المستشار عدلى منصور.

وفى اليوم الثانى لتوليه منصبه مباشرة أسند إليه الإمام الأكبر مسئولية تطوير المناهج الأزهرية فى وقت اشتدت فيه الحملة الإعلامية ضد مناهج الأزهر واتهام المؤسسة بأباطيل كبيرة، وهو ما تحقق بفضل الله، حيث أصبحت المناهج المطورة بين أيدى الطلاب والطالبات، ومن المقرر أن تخضع هذه المناهج للتعديل والتحديث كل ثلاث سنوات على الأقل. وقد كان من الضرورى السير فى اتجاه موازٍ لتطوير المناهج الأزهرية، وهو مواجهة جميع أشكال التسيب والتقصير التى لحقت منظومة الامتحانات بالأزهر خلال السنوات الأخيرة، فبادر شومان بالعمل على معرفة مواطن القصور وأسبابها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها دون تردد، فدخل معركة مباشرة مع من يسمون أنفسهم مافيا تسريب الامتحانات، ولم يتردد فى إعادة امتحان أى مادة ثبت تسريبها، بل إلغاء نتائج لجان بالكامل فى أثناء التصحيح بعد أن ثبت وجود غش جماعى فيها، وكان ذلك مع بداية توليه لمنصبه، واليوم أصبحت امتحانات الأزهر بفضل الجهود التى بذلها بدون تسريب أو تمرير.

وفى آخر حديث للإمام الأكبر عن الدكتور شومان، مع عمداء كليات جامعة الأزهر، استنكر الدكتور أحمد الطيب الهجوم على شومان من قبل بعض المغرضين، واتهامه بالعديد من الاتهامات والأباطيل التى لا أساس لها من الصحة، مشيدا بجهوده وإخلاصه فى خدمة الأزهر، وعمله الدؤوب فى تطوير العمل داخل هيئاته.

صوت الأزهر تعرض أهم الملفات التى أشرف عليها د.شومان تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبتوجيهات مباشرة من فضيلته:

* اللجنة العليا لإصلاح التعليم، وهى لجنة دائمة تضم علماء متخصصين وخبراء تربويين يقومون على إعادة النظر فى المناهج الأزهرية وعرضها بأسلوب بسيط ولغة سهلة، وحذف الموضوعات التى لا تناسب العصر الحالى دون تجريف للعلم أو تسطيح للعقول. يهدف إلى توعية الطلاب بمخاطر التطرف والإرهاب، وتحصينهم من الوقوع فى براثن الجماعات التى تنتهج العنف، وذلك من خلال توضيح المفاهيم التى شاع فَهمُها فهماً مغلوطاً، وبيان العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبين المسلم وغير المسلم، وترسيخ قيم المواطنة والعيش المشترك، وغيرها من القضايا التى باتت معالجتها معالجة عصرية منضبطة ضرورةً ملحةً هذه الأيام، ونسعى أن تكون هذه المادة مقرراً عاماً فى التعليم العام والجامعات المصرية كافة.

* اللجنة العليا للمصالحات، وهى لجنة مخولة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإصلاح ذات البين، والعمل على رأب الصدع بين المواطنين، وإعلاء المصلحة العليا للوطن بما يؤدى إلى تحقيق أمنه واستقراره، وحفظ الأرواح والأعراض والممتلكات من خلال نبذ العادات المتوارثة والعصبية القبلية، والتحلى بخلق الإسلام. وتتم أعمال هذه اللجنة بالتنسيق مع الجهات المعنية بموجِب محاضرَ معتمَدةٍ وموثقةٍ من الجهات التنفيذية بالمحافظة محل النزاع، ومن ثم فقراراتها نافذة وملزمة للجميع بما لا يتعارض مع القوانين الخاصة بالأحكام الجنائية والمدنية، وقد شُكلت لجانٌ فرعية لهذه اللجنة بالمحافظات المصرية المختلفة خاصة المحافظات التى يكثر فيها النزاع القبلى، تضم محافظ الإقليم ومدير الأمن ومدير البحث الجنائى، بالإضافة إلى علماء من الأزهر والكنيسة، ومتخصصين فى القانون، وغيرهم.

* مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، وهو عين الأزهر على العالم؛ حيث يضم عدداً من الباحثين الأزهريين الشباب الذين يجيدون العديد من اللغات الأجنبية إجادةً تامة، ويعملون بِجِدٍ ودأب على مدار الساعة لرصد ما تبثه التنظيمات المتطرفة، ومتابعة ما ينشر عن الإسلام والمسلمين فى العالم عبر القنوات التليفزيونية، وإصدارات الصحف والمجلات، ومواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعى، ويقومون بالرد عليها بموضوعية وحيادية باللغة الواردة بها من خلال لجان متخصصة.

* مركز الأزهر للترجمة، وهو يقوم بترجمة الكتب التى من شأنها توضيح صورة الإسلام الحقيقية فى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التى انتشرت لدى الغرب، لإرسالها إلى سفارات الدول الأجنبية وغيرها من الجهات المستهدفة، ومن أبرزِ ترجماتِه وأهمها ترجمتُه لسلسلة حقيقة الإسلام التى تضم (مقومات الإسلام، ونظرية الحرب فى الإسلام، والإنسان والقيم فى التصور الإسلامى، ونبى الإسلام فى مرآة الفكر الغربى)، وذلك بإحدى عشرةَ لغة.

* مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية والرد على الشبهات، وهو انطلاقة كبرى لمواجهة الفكر المتطرف عبر الإنترنت من خلال القضاء على فوضى الفتاوى، وتَصدُّر المجترئين على فتاوى القتل والتكفير، وتصحيح كل ما يثار من شبهاتٍ ومفاهيم مغلوطة. وقد أطلق المركز تطبيقاً إلكترونياً باسمه يعمل على الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، ويجرى حالياً إعداده لأنظمة التشغيل الأخرى.

* أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ والمفتين، وهى آلية جديدة سيتم افتتاحها قريباً بإذن الله تعالى داخل جامعة الأزهر، ومن المقرر أن تعمل هذه الأكاديمية على محورين: الأول: تأهيلى، وهو يستهدف الراغبين فى الالتحاق بمجال الدعوة أو الإفتاء ممن تخرجوا فى الكليات المتخصصة، ويدور حول الممارسة العملية وكيفية التعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية المستجدة، والتأكد من الصلاحية العلمية والفكرية والنفسية لمباشرة العمل الدعوى.. والثانى: تدريبى، وهو يستهدف عقد دورات تدريبية دورية للعاملين فى مجالى الدعوة والإفتاء لرفع كفاءتهم، وسيكون اجتياز برنامج الأكاديمية الذى من المقرر أن تكون مدته ستة أشهر هو المعول عليه فى قبول الالتحاق بمجالى الدعوة والإفتاء حتى ولو كان من يريد الالتحاق بهذين المجالين من أوائل دفعته فى سنوات الدراسة، ويجرى الآن مراجعة برنامج الأكاديمية التأهيلى والتدريبى الذى أُعد بالتنسيق بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، واختيار المدربين الذين سيكونون من داخلِ الأزهر وخارجه، وإعداد النظام العام للأكاديمية، تمهيداً لاستصدار قرار جمهورى بإنشائها.

* المشاركة في الندوات والمؤتمرات المحلية والعالمية، وإصدار مؤلفات علمية، وإجراء حوارات إذاعية، ولقاءات مجتمعية، ونشر مقالات صحفية، وتسيير قوافل دعوية وطبية تجوب مصر والعالم حاملةً معها الدواء الشافى للأفكار والأبدان.

* إجراء حوارات مجتمعية بجميع محافظات الجمهورية مع الشباب للوقوف على جميع المشكلات والقضايا والاقتراب فكريا منهم لحل مشاكلهم وتوجيههم بعيدا عن الأفكار المتطرفة.

* الاهتمام بالوعظ والإرشاد بالأزهر ومنح الوعاظ دورا كبيرا داخل المجتمع والعمل على تنمية قدراتهم وتدريبهم بما يناسب المرحلة الحالية فى إطار تطوير وتجديد الخطاب الدينى.

* عقد لقاءات مع العاملين بالمناطق الأزهرية وعاظا ومدرسين وطلاباً للوقوف على متطلباتهم وتفعيل الدور الرقابى.

 

محمد فتحي

 

 

طباعة
الأبواب: أخبار
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg