| 14 مايو 2024 م

"داعش".. ماذا بعد الهزيمة؟

  • | الأحد, 10 سبتمبر, 2017
"داعش".. ماذا بعد الهزيمة؟

لا شك أن تنظيم داعش الإرهابى يوشك أن ينفرط عقده، وقد بات سقوطه تماماً مسألة وقت، لكن هذا لا يعنى أبداً أن خطر داعش سينتهى بسقوط التنظيم، فلن يكون خطر ما بعد داعش بأى حال أهون مما قبل ذلك، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار الأعداد الهائلة من المنضمين لداعش من مختلف الدول والجنسيات. لقد بات سؤال ما بعد داعش هو المعضلة الكبرى التى تتردد فى أروقة المراكز البحثية والمؤسسات الاستخباراتية.

وقد نشرت فى الآونة الأخيرة عدة تقارير فى هذا الشأن تشير فى مجملها إلى عدة احتمالات لما بعد داعش، يمكن أن نجملها فيما يلى:

 - بالنسبة لكبار مقاتلى داعش فربما يحاولون البقاء فى سوريا والعراق على أمل محاولة بناء تنظيم جديد أو تشكيل خلايا صغيرة يمكنها مزاولة أنشطتها الإرهابية، خاصة أن تنظيم داعش إنما بدأ بطريقة مشابهة لذلك، وربما يكون هؤلاء الأفراد هم الأقل خطورة إذا استطاعت القوات العراقية والسورية إحكام قبضتها الأمنية ومتابعة هؤلاء الأشخاص.

 - المجموعة الثانية ربما تحاول الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فى بلدان أخرى مثل ليبيا، خاصة التنظيمات التى أعلنت ولاءها لداعش، وهؤلاء الأفراد ربما يضعون ضغوطاً على الدول التى تواجه الإرهاب فى المنطقة، ما يستلزم التأهب لمنع دخول هؤلاء المتطرفين إليها.

 - المجموعة الثالثة وهم صغار المقاتلين، خاصة من الدول الأوروبية، وهؤلاء سيحاولون العودة إلى بلادهم مرة أخرى، مما يفرض تحديات كبيرة على الدول الأوروبية التى بدأت تواجه ازدياد العمليات الإرهابية مؤخراً، خاصة أن هؤلاء الأفراد قد تلقوا تدريبات مكثفة وليسوا مجرد أفراد يحملون فكراً متطرفاً.

وإذا كنا نتابع الشأن الأوروبى فإن الفئة الثالثة هى الأخطر هنا، ولهذا بدأت التحذيرات تتزايد من عودة هؤلاء المقاتلين لأوروبا. وفى هذا الصدد  نقل موقع صحيفة الاندبندنت عن صحيفة الجارديان أن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) عممت قائمة تضم 173 مقاتلاً مشتبهاً بانضمامهم لتنظيم داعش- بل وربما تلقوا تدريبات على التفجير وتنفيذ الهجمات الانتحارية فى أوروبا. يذكر أن تلك القائمة تضم أسماء لمشتبه بهم، بالإضافة إلى تاريخ تجنيدهم وآخر عنوان لهم والمسجد الذى كانوا يصلون فيه وأسماء أمهاتهم وأى صور لهم، إن وجدت.

وتعرّف القائمة تلك المجموعة من المتطرفين على أنهم أشخاص تلقوا تدريبات على صناعة وزرع المواد المتفجرة بهدف القتل والإصابة. ويُعتقد أن تلك القائمة من المشتبه بهم بإمكانهم السفر دولياً للمشاركة فى تنفيذ الأنشطة الإرهابية. وقالت صحيفة الجارديان إن المخابرات الأمريكية هى من قامت بجمع تلك المعلومات قبل تسليمها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالى، الذى بدوره مررها إلى الإنتربول للتعميم.

من جانبها، قالت منظمة الإنتربول الدولية إنها ترسل تحذيرات وتحديثات بانتظام فيما يتعلق بالإرهابيين والمجرمين عبر شبكة اتصالات شرطتها الدولية، وأن الغرض من إرسال تلك التحذيرات والتحديثات هو ضمان توفير المعلومات الشرطية المهمة عند الحاجة إليها بما يتناسق مع مطلب الدول الأعضاء.

جدير بالذكر، أن الخبر يؤكد عدم وجود أى دليل على تخطى أى من المشتبه بهم الموجودين فى القائمة للحدود وصولاً إلى أوروبا. إذا لا شك أن عودة هؤلاء المقاتلين- خاصة من سافر مؤخراً لسوريا أو العراق ممن لم يتم التعرف عليهم من قبل حكوماتهم- سيكون كابوساً للغرب عموماً، وربما يحاولون الانتقام من الدولة التى شاركت فى التحالف الدولى الذى أسقط التنظيم الإرهابى.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 

طباعة
الأبواب: مرصد الأزهر
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg