| 14 مايو 2024 م

مرصد الأزهر يكشف أسباب حرص "داعش" على استخدام الأطفال في الدعاية والتفجير

  • | الخميس, 5 أكتوبر, 2017
مرصد الأزهر يكشف أسباب حرص "داعش" على استخدام الأطفال في الدعاية والتفجير

بث تنظيم «داعش» الإرهابى مقطعاً مرئياً لطفلين يلعبان سوياً، ثم يعلنان ولاءهما للتنظيم، وبعد ذلك يظهر أحدهما بمفرده - فى نفس المقطع المرئي - ليدعى أنه ابن أحد الجنود الأمريكيين، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة «Post Huffington»، والتى نقلت أيضاً أن هذا التنظيم الإرهابى بث مقاطع أخرى لنفس الصبية وهما يقرآن ورقة بها رسائل أعدها عناصر التنظيم لهما من أجل قراءتها عبر المقطع لتهديد أمريكا، وعلى ما يبدو فإن هوية الصبيين لا تزال مثاراً للجدل، إلا أنه يبدو أنهما فى العاشرة من العمر.

ومن المعروف أن تنظيم «داعش» الإرهابي؛ اعتاد على مدى الأربع سنوات الماضية استخدام هذا الأسلوب الدعائى للفت الأنظار ولإظهار مدى قوة وتأثير جنوده الذين لا يزالون صبية فى عمليات القتال؛ فدائماً ما يظهر هؤلاء الصبية وهم يتدربون على القتال ويعلنون ولاءهم الكامل للتنظيم، والواقع يقول إن استخدام هذا التنظيم للصبية الصغار فى دعايته، إنما يعكس حرص عناصره على إرسال رسالة مفادها أن الحرب مستمرة ولن تتوقف، وأنه بالرغم من خسائرهم المادية على الأرض وتراجعهم فى كل من سوريا والعراق؛ فإن الحرب ستستمر رحاها من خلال هذا الجيل من الصبية الذين يؤمنون بالقضية وبالتنظيم.

واستخدام «داعش» للأطفال لا يتوقف فقط عند حد الدعاية؛ بل يتجاوز ذلك ليشمل القتال أيضاً، كما أنه ليس التنظيم الوحيد الذى يتبع هذا الأسلوب؛ فجماعة «بوكو حرام» النيجيرية تتبعه أيضاً، ومؤخراً استغلت طفلاً لم يتعد السبعة أعوام فى تنفيذ عملية إرهابية.

وتؤكد البروفيسور مايا جلوم، الأستاذة بجامعة جورجيا: «أن التنظيمات الإرهابية لم يسبق وأن تعاملت مع القتال مستخدمة الأطفال، إلا أن داعش وبوكو حرام كان لهما السبق فى ذلك الإجراء الذى يعتبر مفضلاً بالنسبة لهما»؛ مضيفة: «أن استخدام تنظيم داعش، للصبية فى عملياته الإرهابية؛ يعد إشارة واضحة إلى استمرار نهجه الذى قام بتربية أبنائه عليه، خاصة وأن التنظيم يفقد العديد من قادته مؤخراً».

وفى هذا السياق يؤكد مرصد الأزهر؛ أن حقوق الطفل نراها تتجسد فى تلك العناية الفائقة التى أولاها الإسلام له، بداية من اختيار الأب لزوجته ومروراً بإطعام أسرته من كسب حلال وتنشئة أولاده وذريته على المنهج الربانى المستقيم وحسن تربيتهم وتعليمهم والاهتمام بتنشئتهم النفسية والعلمية والصحية، ولم يأمر هذا الدين الحنيف بتعليم الصغار الكراهية وعدم قبول الآخر كما تدعى ذلك «داعش» زوراً وبهتاناً، وإنما حرص على غرس بذرة المحبة والرحمة فى قلوبهم، ولا أدل على ذلك من مداعبة ومواساة النبي - صلى الله عليه وسلم - للطفل الصغير الذى مات عصفوره، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِى أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِيناً فَقَالَ: ‏«مَا شَأْنُهُ‏»‏؛‏ قَالُوا مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: ‏»‏يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ»، ‏ ‏(سنن أبى داود).

إنها نفس الرحمة التى أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلم الأقرع بن حابس - رضى الله عنه - كيفية غرسها فى نفوس الأطفال حتى يشبوا عليها كباراً، ففى الحديث الذى رواه أبوهريرة - رضى الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الحسن بن على رضى الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع‏: ‏ إن لى عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً‏؛‏ فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏: ‏ من لا يرحم لا يُرحم»، ‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏‏.‏

هذه هى رحمة الإسلام وروحه التى أراد أن يغرسها فى نفوس الناشئة حتى يشبوا وقد ملأ الحب جنبات نفوسهم ومس شغاف قلوبهم وأضاء نوره صدورهم بنور المحبة الخالصة؛ أما أن نعلمهم كيف يقتلون وينصبون الفخاخ ويقطعون رؤوس الناس ويهددون أمن الأبرياء والعزل والمدنيين فهذا ما لم تأمر به تعاليم الإسلام أو تدعوا الناس إلى العمل به صغارا كانوا أم كبارا.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg