| 29 مارس 2024 م

د. شوقي علام يكشف كواليس مؤتمر الإفتاء العالمي: رعاية الرئيس للمؤتمر تعكس تفاعله مع القضايا الدينية

  • | الخميس, 12 أكتوبر, 2017
د. شوقي علام يكشف كواليس مؤتمر الإفتاء العالمي: رعاية الرئيس للمؤتمر تعكس تفاعله مع القضايا الدينية

ستة أيام تفصلنا عن انطلاق فعاليات مؤتمر دور وهيئات الإفتاء فى العالم الذى تنظمه دار الإفتاء المصرية برئاسة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فى الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر الحالى، والذى يأتى هذا العام تحت عنوان:  «أهمية الفتوى فى استقرار المجتمعات»، خاصة أنه يأتى فى توقيت مهم للغاية بعد أن تسببت الفتاوى الشاذة فى إشاعة الفوضى وإثارة الفتنة بين الناس، وأدخلت المواطنين -بل والقادة- فى جو من الحيرة والقلق.. «صوت الأزهر» حاورت الدكتور شوقى علام، ليكشف لنا تفاصيل وكواليس المؤتمر فى هذه السطور..

نبدأ حوارنا من رعاية الرئيس السيسى للمؤتمر العالمى للإفتاء.. كيف ترون ذلك؟

- الرئيس السيسى أعلن موافقته على رعاية المؤتمر العالمى للإفتاء، وهذا يعكس حرصه الدائم على دعم أى فعالية تساهم فى حل قضايا المجتمع فى جميع المستويات بصفة عامة، والتفاعل فكرياً مع القضايا الدينية بصفة خاصة، لأجل المساهمة فى استقرار المجتمع وبنائه.

 وما الجديد فى المؤتمر هذا العام؟

- الجديد فى مؤتمرنا هذا العام أننا نسعى من خلاله إلى التعرف على المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ومن ثم محاولة وضع الحلول الناجعة لها، والكشف عن الأدوار التى يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها فى تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، بالإضافة إلى بحث آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحياة الناس فى مختلف مناشطها.. سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكذلك دراسة كيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة فى خدمة عملية الفتوى، والوصول إلى أدوار محددة تؤديها عملية الإفتاء فى مجال التنمية المجتمعية.

 كما نحاول من خلاله فهم طبيعة العلاقة بين الإفتاء والسياسة، وتحديد الادوار التى يمكن التأثير والتأثر من خلالها، ونقل مجال الإفتاء من مجال سلبى يقتصر على حل المشكلات إلى مجال إيجابى ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات بل ويشارك فى البناء والتعمير، كما سنعمل على تحويل الجهد العلمى لمؤتمر الأمانة هذا العام إلى برامج تستفيد منها كافة المؤسسات والمدارس والجامعات على مستوى العالم.

 كم عدد الدول المشاركة؟ ومَن أبرز الشخصيات المشاركة فى المؤتمر هذا العام؟

 - سيشارك فى المؤتمر هذا العام أكثر من 60 عالماً من مصر، والسعودية، والأردن، وفلسطين، ولبنان، وتونس، والمغرب، وموريتانيا، وإندونيسيا، وباكستان، وماليزيا، والهند، وأمريكا، ودول أوروبا، وأستراليا، كما أنه لم يتم توجيه الدعوة لقطر وتركيا وإيران، وهذا المؤتمر سيعمل على محاولة فهم طبيعة العلاقة بين الإفتاء والسياسة، وتحديد الأدوار التى يمكن التأثير والتأثر من خلالها، وكذلك نقل مجال الإفتاء من مجال سلبى يقتصر على حل المشكلات إلى آخر إيجابى ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات بل ويشارك فى البناء والتعمير، ووضع ضوابط محددة لعملية الاستنباط من التراث والتنبيه على خطورة الفتاوى التاريخية، إذا تمت دراستها بعيدا عن سياقاتها التاريخية والواقعية.

 أما عن أبرز الشخصيات المشاركة فى هذا المؤتمر، فهم كثر أغلبهم مفتو دول العالم الإسلامى ولعل من أبرز هذه الأسماء: أبوبكر عثمان إبراهيم وزير الأوقاف السودانى، ومحمد المنصور بن الشيخ محمد المأمون بن الشيخ إبراهيم أنياس مستشار الرئيس السنغالى، ومحمد حمد أحمد لو رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا بالسنغال، وشعبان رمضان موباجى مفتى أوغندا، بالإضافة إلى العديد من المشاركين من الدول العربية والأفريقية.

 «أهمية الفتوى فى استقرار المجتمعات» عنوان تم اختياره بعناية وفقا لما يمر به العالم من أعمال إرهابية.. نود التعليق.

 كيف يمكننا الاستفادة من توصيات المؤتمر؟

- ستتم الاستفادة من توصيات المؤتمر عقب خروجها للنور مباشرة وسيتم تفعيلها، كما ستناقش دور الفتوى فى مواجهة الإفساد والتخريب، وذلك عن طريق النقد والرد على فتاوى الجماعات المتطرفة والفوضى تأصيلا وتاريخا، وبحث رعاية المقاصد الشرعية ومواجهة الفوضى والتخريب، وإدراك الواقع فى فتاوى الجماعات الإرهابية. عرضا ونقدا، وكذلك سنتناول فوضى الإرهاب وفوضى الإسلاموفوبيا عرضاً وتحليلاً.

 كما سنناقش الجانب المتعلق بتحول القيم فى الفضاء الإلكترونى، وكذلك التحول النفسى والاجتماعى لمستخدم الإنترنت، مع ربط هذا كله بظاهرة التطرف والإرهاب ثم تأصيل ومساحة الثوابت والمتغيرات، وأصول المواجهة، والمبادرة الاستباقية. وكل ذلك من أجل معرفة الأسباب ووضع الحلول الناجعة لها.

 أثبتت دار الإفتاء نجاحها فى تنظيم المؤتمرات العالمية.. ماذا عن هذا العام؟

 - هذا بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل العمل المخلص الدؤوب من أجل خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية ونشر السلام بين البشر جميعاً، وكعادتنا كل عام أعددنا لهذا المؤتمر قبل فترة طويلة جداً حتى يغطى كافة الجوانب المهمة التى تتعلق بدور الفتوى فى تحقيق استقرار المجتمعات، وحصر ودراسة كافة الاشكالات التى تواجه عملية الفتوى، والمشكلات الموجودة والتحديات كذلك من أجل إيجاد حلول عملية لها يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

 ما أهم محاور المؤتمر.. والهدف منه فى هذا التوقيت؟

 - يأتى المؤتمر فى وقت أثارت فيه الفتاوى الشاذة خلال السنوات الماضية اضطرابات فى المجتمعات، وبينت مدى ما يعانيه مطلقوها من سطحية وبُعد عن الواقع، فى محاولة جادة علمية وعملية فى آن واحد لتشخيص هذه الظاهرة ودراسة أسبابها، ومن ثم وضع مقترحات لتشريعات وأطر ضابطة لهذه الظاهرة.

 والمؤتمر سيتناول محاور عديدة ومتنوعة، ولكن أهمها دور الفتوى فى تحقيق الاستقرار، وسيناقش الإفتاء وتحقيق السلم المجتمعى، الإفتاء والإجابة عن الأسئلة القلقة والمحيرة مثل أسئلة الإلحاد وغيرها، والفتاوى الشاذة وأثرها السلبى على الاستقرار، وأيضاً الإفتاء وحفظ هوية الدول والأمم، وكذلك دور الفتوى فى مواجهة الإفساد والتخريب، ويناقش من خلالها فتاوى الجماعات المتطرفة والفوضى تأصيلا وتاريخا، ورعاية المقاصد الشرعية ومواجهة الفوضى والتخريب، وفوضى الإرهاب وفوضى الإسلاموفوبيا.

 كما سيتناول أيضاً دور الفتوى فى دعم البناء والعمران، وسيدور النقاش فيها عن دعم العمران مقصدا وضابطا لعملية الإفتاء، والتنمية بالفتوى الاستراتيجية والضوابط، والفتاوى الاقتصادية وضوابط التنمية، وأيضاً الفتوى ودعم القضايا الإنسانية المشتركة.

 والهدف الرئيسى للمؤتمر العالمى للإفتاء هذا العام هو دور الفتوى فى عملية بناء واستقرار المجتمعات، وهناك مجموعة من الأهداف الفرعية التى تتمثل فى الكشف عن الأدوار التى يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها فى تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، وبحث آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحياة الناس فى مختلف مناشطها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بالإضافة إلى دراسة كيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة فى خدمة عملية الفتوى، والوصول إلى أدوار محددة تؤديها عملية الإفتاء فى مجال التنمية المجتمعية.

أحمد نبيوة

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg