| 18 يونيو 2025 م

جامعة الأزهر على رأس الجامعات في التصنيف الأفريقي

  • | الخميس, 12 أكتوبر, 2017
جامعة الأزهر على رأس الجامعات في التصنيف الأفريقي

فى الوقت الذى يتعرض فيه الأزهر الشريف لهجمة شرسة من عدة اتجاهات، يحاول من خلالها المغرضون أن يرسموا فى أذهان العامة صورة متناقضة عما عرف عن الأزهر وتاريخه الماجد، وكان من ضمن ما ركزوا عليه فى حملتهم المشبوهة، أن الأزهر بكل مؤسساته بعيد عن مستحدثات العلوم، ولا يتعايش علماؤه وطلابه مع واقع المجتمع وتطور الحياة.

وفى ظل هذه الحملة يأبى الله إلا أن يرد كيد هؤلاء فى نحورهم، حيث جاءت شهادات من أكبر المؤسسات العلمية فى أفريقيا وأوروبا لتضع جامعة الأزهر فى المرتبة الثانية من بين الجامعات التى دخلت فى تصنيف الجودة والتميز، علماً بأن المركز الأول لا يزال شاغراً حيث لم تحتله أى جامعة أخرى حتى تقوم جامعة الأزهر باستيفاء بعض الإجراءات المطلوبة لتتبوأ هى المركز الأول عن جدارة واستحقاق.

 

وأعلن فريق الخبراء الدوليين الذى زار جامعة الأزهر مؤخراً ضمن آلية تصنيف الجودة الأفريقى نتائج الزيارة النهائية فى ضوء معايير تقييم آلية التصنيف الأفريقية والتى قسمت أداء الجامعات إلى خمسة مستويات من المستوى الأول أداء متميز إلى المستوى الخامس أداء ضعيف، وحصلت الجامعة على نسبة 85.5% لتتبوأ الجامعة المستوى الثانى، كما حصل برنامج الطب والذى يقدم من خلال 4 كليات على 87.5% ليكون على قمة المستوى الثانى، وضم فريق التقييم كلاً من الدكتور فيوليت ماكوكو - اتحاد الجامعات الأفريقية وخبير ضمان جودة التعليم ومديرة مشروع HAQAA- أكرا- بغانا، والدكتور هورتنس أتا ديالو - نائب رئيس جامعة نانجى أبروجوا - بكوت ديفوار، والدكتور تاتيانا فولكوفا، رئيس مفوضية الترخيص والاعتماد بدولة لاتافيا.

وتقدم جامعة الأزهر الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى بالمجان من خلال 6 مستشفيات منتشرة على مستوى الجمهورية، مما ساهم فى تقدير الفريق للخدمة المجتمعية التى تقدمها الجامعة للمجتمع المصرى سواء الخدمة الطبية أو غيرها من الخدمات التى تقدمها كليات الجامعة ومشاركتها المجتمعية مما أدى إلى حصول فى مجال خدمة المجتمع على نسبة 96.5%؛ حيث تميزت الجامعة بتقديم العديد من الخدمات للمجتمع المدنى سواء كانت فى شكل قوافل طبية وتنموية وتعليمية من خلال برنامج محو الأمية فضلا عن برامج توعية الأسرة وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

وأكد تقرير الخبراء أن جامعة الأزهر تستحق الثناء على الإنجازات التى حققتها مؤخراً والقيادة المبصرة التى تقود الجامعة إلى مستوى أعلى من التنمية، وقد تم اختيار جامعة الأزهر فى وقت سابق ضمن 15 جامعة أفريقية لتمثيل مصر ضمن فعاليات مبادرة تنسيق جودة التعليم العالى بأفريقيا التى أطلقها الاتحاد الأوروبى مع اتحاد الجامعات الأفريقية؛ علماً بأنه تم اختيار ثلاث دول من شمال أفريقيا هى مصر والجزائر والمغرب.

أقدم جامعة

وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الأزهر الشريف هو أقدم جامعة فى العالم بدأ فيها التعليم واستمر حتى الآن، وتنفرد بأنها تضم إلى جانب الدراسات النظرية الدراسات التقنية والعلمية، كما أن مناهجها تقوم على التعددية الفكرية ومناقشة الآراء بموضوعية دون إقصاء لفكر أو احتكار للصواب، فهى تدرس لطلابها المذاهب المختلفة والرأى والرأى الآخر، ولذلك يصعب استقطابهم من قبل التيارات الفكرية المتطرفة.

وأضاف فضيلته خلال استقباله وفد خبراء التصنيف الأفريقى للجامعات، أن مصر تنتشر فيها المذاهب الفقهية الأربعة لوجود الأزهر فيها، وهو ما لا يتكرر فى دول أخرى تقتصر على مذهب واحد، مؤكداً أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين علاقة طيبة تسودها المودة والسلام، يشهد لذلك بيت العائلة المصرية الذى يضم مسلمين ومسيحيين للحفاظ على النسيج الوطنى المصرى، موضحاً أن الأزهر يعمل على ترسيخ قيم السلام على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

منهج تعددى

من جانبه، أكد وفد خبراء التصنيف الأفريقى للجامعات أن جامعة الأزهر لا يوجد لها مثيل فى أفريقيا لما تملكه من أصالة وعراقة وتاريخ، وما تضمه من خبرات وتجهيزات ضخمة، ولما رآه من انفتاح على الآخر وتعاون فى تقديم المعلومات اللازمة، وهو ما يبشر بأن تكون الجامعة سبباً فى تقدم أفريقيا.

وأوضح أعضاء الوفد أن ما يقوم به شيخ الأزهر والفريق المعاون لفضيلته من جهود عظيمة فى جامعة الأزهر يرسخ لقيم السلام واحترام المبادئ الإنسانية، ويؤثر بالإيجاب فى طلاب الجامعة وعائلاتهم، وهذا أمر جدير بالتقدير، مشيدين بعملية الاحتواء التى وجدوها داخل الجامعة حين رأوا طلاباً وافدين من جميع جنسيات العالم إلى جانب الطلاب المصريين، لافتين إلى أن الوفد سيعمل على الترويج لجامعة الأزهر ولمنهجها التعددى فى العالم كله.

حدث تاريخى

وأكد الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، أن حصول الجامعة على المستوى الثانى للتصنيف الأفريقى الأوروبى للجامعات، يعد حدثاً تاريخياً ليس للأزهر فقط بل لمصر كلها، ويعزز مكانة جامعة الأزهر ويؤكد على عالمية رسالتها؛ موضحاً أن تحقيق هذا المستوى المتميز يعكس إيمان دول العالم بأهمية جامعة الأزهر، ويعد رداً عملياً على المشككين فى دورها، مشيداً بالدعم الكامل الذى يقدمه فضيلة الإمام الأكبر، من أجل الارتقاء بمؤسسة الأزهر الشريف جامعاً وجامعة.

وأضاف «المحرصاوى» أن جامعة الأزهر أخذت على عاتقها تشكيل لجنة لإدارة ملف التصنيف الأفريقى، ودعم مكتب التميز الدولى بالجامعة لتتبوأ المكانة التى تستحقها فى أفريقيا والعالم، ولتستمر بداخل كلياتها مسيرة العطاء الحضارى والإنسانى، مشيراً إلى أن جامعة الأزهر يمتد تاريخها لأكثر من ألف عام، وتعلّم فى رحابها عدد من الملوك والرؤساء والحكام، إضافة إلى كوكبة من الوزراء والسفراء وعلماء الدين ورجال الفكر والثقافة والأدب وغيرهم.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة تضم نحو 80 كلية منتشرة فى غالبية المحافظات، وتُدرس فروع العلوم «الإسلامية، والنظرية، والتطبيقية»؛ بالإضافة إلى التخصصات الأكاديمية الفريدة، كما تضم عدداً من المراكز العلمية والثقافية، وأيضاً عدداً من المنظمات الدولية العاملة فى مجال التعليم والبحث العلمى، والتى احتضنت عبر هذا التاريخ الطويل دارسين من شتى قارات العالم، وهى فى الوقت الحاضر تعدّ أكبر جامعة تستضيف أكبر عدد من الطلاب الوافدين من كل قارات العالم.

وأشار «المحرصاوى» إلى أن جامعة الأزهر تربطها علاقة تاريخية بشعوب القارة الأفريقية، وتعد أروقة الأزهر التى كانت تستقبل الطلاب الوافدين من القارة الأفريقية خير شاهد على عمق العلاقات «الأزهرية - الأفريقية»، مؤكداً أن الدول الأفريقية كان مخصصاً لها عدة أروقة بالجامع الأزهر لاستقبال الطلاب الأفارقة الدارسين به، وقد كانت لهذه الأروقة دور فريد فى عملية التفاعل بين الحضارات والثقافات من خلال اشتغالها بالترجمة من العربية إلى اللغات المختلفة والعكس.

التصنيف الأكاديمى

وأوضحت، الدكتورة أمانى الشريف، نائب مدير مكتب التميز الدولى، أن أعضاء المكتب يسعون منذ إنشائه فى يوليو 2016 م، بكل جهد فى دعم جهود جامعة الأزهر فيما يخص التصنيف الأكاديمى والعلاقات الدولية وجذب المنح، وذلك من خلال إنشاء موقع رسمى للجامعة بعدة لغات، وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على النشر الدولى، ودعم قدراتهم فى هذا المجال من خلال عقد ورش عمل ودورات تدريبية بالتعاون مع الجهات الدولية المتخصصة فى هذا الشأن، كما تم تعميم توحيد اسم الجامعة باللغة الانجليزية على الأبحاث التى تنشر دولياً، والتشديد على ضرورة كتابة ملخص الأبحاث باللغة الإنجليزية، وغيرها من الإجراءات التى تساعد على زيادة وجود اسم الجامعة على شبكة الإنترنت.

وأضافت نائب مدير مكتب التميز الدولى أنه تم ترشيح منسق من كل كلية للانضمام لمكتب التميز وأطلق عليهم «سفراء التميز»، وذلك بهدف سهولة وسرعة توصيل وتطبيق كل ما يخرج من مكتب التميز من قرارات بعد اعتمادها من رئيس الجامعة؛ مؤكدة أن الجامعة قامت بتقييم نفسها ذاتياً من خلال استبيان يحتوى على 11 معياراً بالتعاون مع مدير مركز الجودة بالجامعة، وتم تحديد نقاط القوة والضعف وتم العمل على استيفاء نقاط الضعف من خلال تشكيل فرق عمل شارك فيها سفراء مكتب التميز ومعظم إدارات وكليات الجامعة وتم العمل على قدم وساق فى جو ساده العمل الفريقى وروح التعاون وأصبحت الجامعة فى شهور قليلة شعلة نشاط حتى إن الخبراء أبدوا انبهارهم بما لمسوه وشاهدوه من نشاط وتعاون العاملين بالجامعة والتواصل الواضح مع قيادات الجامعة.

وأكدت «الشريف» أن مكتب التميز تقدم باسم جامعة الأزهر لتمثيل مصر فى مسابقة أطلقها الاتحاد الأروبى واتحاد الجامعات الأفريقية فى يناير من العام الحالى، وتم اختيار الجامعة فى مارس من ذات العام، ومنذ ذلك الحين والعمل يجرى على قدم وساق بالجامعة؛ موضحة أن الدكتور المحرصاوى، رئيس الجامعة، قام بتذليل كل العقبات وأصدر تعليمات واضحة للكل بالعمل لتحقيق معايير التقييم الأفريقى فعلياً وليس فقط على الورق.

مشروع ضخم

وأشارت نائب مدير مكتب التميز الدولى إلى أن مكتب التميز برئاسة رئيس الجامعة أشرف على تحقيق معظم متطلبات التقييم، كما أوصت اللجنة فى لقائها الأخير مع رئيس الجامعة بضرورة تمثيل المرأة على مستوى القيادات العليا للجامعة وزيادة الانفتاح على العالم الخارجى والاهتمام بترجمة المخرجات البحثية من العلوم الإنسانية والإسلامية والتى ستضيف كثيراً للإنسانية، وقد أصدر رئيس الجامعة توجيهاته لمكتب التميز بضرورة إطلاق مشروع ضخم لترجمة تراث الجامعة الثقافى خلال الفترة المقبلة.

وأكد الدكتور غانم السعيد، رئيس قسم الأدب والنقد بجامعة الأزهر، أنه فى الوقت الذى يتعرض فيه الأزهر الشريف لهجمة شرسة من عدة اتجاهات، يحاول من خلالها هؤلاء الأفاكون الكذابون أن يرسموا فى أذهان أبناء الأمة من الأجيال الجديدة صورة متناقضة عما عرف عن الأزهر وتاريخه الماجد، وكان من ضمن ما ركزوا عليه فى حملتهم المشبوهة، أن الأزهر بكل مؤسساته بعيداً عن مستحدثات العلوم، ولا يتعايش علماؤه وطلابه مع واقع المجتمع وتطور الحياة؛ فى ظل هذه الحملة يأبى الله إلا أن يرد إليهم كيدهم فى نحورهم، حيث جاءت شهادات من أكبر المؤسسات العلمية فى أفريقيا وأوروبا لتضع جامعة الأزهر فى المرتبة الثانية من بين الجامعات التى دخلت فى تصنيف الجودة والتميز.

وأوضح «السعيد» أن المركز الأول لا يزال شاغراً حيث لم تحتله أى جامعة أخرى حتى تقوم جامعة الأزهر باستيفاء بعض الإجراءات المطلوبة لتتبوأ هى المركز الأول عن جدارة واستحقاق، قائلاً: «أعتقد أن هذا الإنجاز العظيم لو تحقق لأى جامعة مصرية أخرى غير جامعة الأزهر لتسابقت وسائل الإعلام إلى إبراز هذا الحدث وتسويقه على أنه إنجاز ضخم لمصر وللأمة العربية - وهو كذلك - ولكن تظل مؤسسة الأزهر تعيش حالة التعتيم المتعمدة على كل إنجاز تقوم به».

وتابع رئيس قسم الأدب والنقد بجامعة الأزهر أن الأزهر ومؤسساته سيظل محفوظاً مصاناً فى ضمير الأمة ولن تؤثر فيه هذه الأعاصير، ولن تنال منه تلك العراقيل، مضيفاً: «لا نملك إزاء هذه الشهادة الدولية المحايدة فى التميز والجودة والإتقان التى حصلت عليها جامعتنا العريقة؛ إلا أن نهنئ شيخنا فضيلة الإمام الأكبر ورئيس الجامعة ومكتب التميز الدولى وكل من ساهم فى هذا الإنجاز العظيم».

وعلى هامش الزيارة السابقة، قام وفد خبراء التصنيف الأفريقى للجامعات الذى ينفذه الاتحاد الأوروبى بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، بتفقد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وذلك للتعرف على الأنشطة التى يقوم بها المركز فى نشر الفكر الوسطى للإسلام، وجهوده فى مكافحة التطرّف، حيث أشاد الوفد بالجهود التى يقوم بها المرصد، لتفكيك الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتقديم تعاليم الإسلام السمحة إلى الشباب، لتحصينهم من الوقوع فى براثن الجماعات المتطرفة، مؤكداً أن هذه الجهود ذات أهمية كبيرة فى تحديد معايير الجودة بالجامعة، معرباً عن تقديره للأزهر الشريف وجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى نشر الوسطية والتسامح والسلام.

أحمد نبيوة – حامد سعد

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg