تم منح الباحث الحسينى حسن حماد عليو المدرس المساعد بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط درجة العالِمِيَّة (الدكتوراه) بتقدير مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالطبع والنشر والتداول بين الجامعات فى رسالته التى جاءت بعنوان «تطور نظم التعليم فى الأزهر فى الفترة 1326ـــ 1381ه، /1908ـ1961م.. دراسة تاريخية وثائقية».
وقد أرجع الباحث أهمية الموضوع وأهم أسباب اختياره إلى أن فترة الدراسة تعد هى الفترة المهمة والحيوية فى تاريخ التعليم الأزهرى وتطوره فى العصر الحديث؛ حيث شملت إصدار عدد من القوانين واللوائح التى انتقل الأزهر بها من النظام التعليمى التقليدى إلى النظام الجامعى الحديث، فشهدت ملامح وأطوارا مختلفة لنظم التعليم فى الجامع الأزهر والمعاهد الدينية التابعة له، بداية من تقسيم التعليم إلى مراحل دراسية، مروراً بفرض دراسة العلوم الحديثة والعصرية، والتوسع فى العلوم الدراسية، وتنظيم قواعد الدراسة والامتحانات، وإنشاء قسم الوعظ والإرشاد، وإنشاء النظام الجامعى بجميع أطواره، وتطوير نظم الدراسات العليا والتوسع فى التخصصات، وإرسال بعثات تعليمية إلى كبريات الجامعات الأوروبية، وإلحاق التعليم فى المساجد الكبرى بالأزهر، والتوسع فى إنشاء المعاهد الدينية فى مختلف الأقاليم المصرية، ووجود نظم وأقسام تعليمية خاصة للوافدين وتطورها بما يتناسب مع أحوالهم وبما يتوافق مع تحقيق أهدافهم من الدراسة بالأزهر، والتى تُوجت بإنشاء مدينة البعوث الإسلامية.
ومن أبرز النتائج التى توصلت إليها الدراسة: أن الأزهر هو أول معهد علمى يطبق الساعات العلمية المعتمدة (جودة التعليم)، والعمل بنظام أستاذ الكرسى (شيخ العمود). وانفراد الأزهر على مر العصور عن غيره من الجامعات بعالمية رسالته التى قامت ولا تزال على كونه منبعاً للعلوم الإسلامية والعربية والعقلية، وموطناً لطلاب العلم فى مشارق الأرض ومغاربها، ضارباً بذلك أروع الأمثلة فى الترابط العربى والإسلامى.
ونفت الدراسة ما روجه كثير من الباحثين والمؤرخين من وصف علماء الأزهر وشيوخه بالتأخر والجمود، حيث كشفت عن ميل شيوخ الجامع الأزهر للإصلاح والتطوير والتجديد فى نظم التعليم والعلوم الدراسية وضرورة مواكبتها لروح العصر منذ مطلع القرن التاسع عشر، وتَقَبُل شيوخ الأزهر ومجالس إدارته للنقد البناء من العلماء والطلاب والمثقفين، واستجابتهم لكل ما يسهم فى تطوير نظم التعليم.
كم أكدت على تواصل الأزهر مع العالم الخارجى وجامعاته المرموقة، وإيفاد عدد من البعثات التعليمية إلى كبريات الجامعات الأوروبية؛ للوقوف على النظم والوسائل المتبعة فى تلك الجامعات والإفادة منها فى نظم التعليم الأزهرية، ودراسة العلوم الفلسفية والتاريخية والإنسانية وتعلم اللغات الأجنبية وعلوم اللغة العربية وآدابها، وقد أثبت نجاح أعضاء تلك البعثات فى تحقيق الأهداف المرجوة منها قوة العزيمة والمثابرة والهمة العالية التى كان يتمتع بها الطالب الأزهرى، بالإضافة إلى حسن السلوك والسيرة الطيبة التى شهد بها الأساتذة والجميع أثناء فترة ابتعاثهم، فكانوا بحق خير سفراء للإسلام ومؤسسة الأزهر العريقة، وأن الطالب الأزهرى حينما أُتيحت له الإمكانات اللازمة والمناخ التعليمى والعلمى المناسب برع فى التخصص الذى درس فيه، وفاق أقرانه فى الاجتهاد والتفوق، وحاز أعلى الدرجات العلمية، ووقف على أحدث النظم التعليمية ووسائلها الحديثة والمعاصرة، متحدياً ما كان يواجهه من معوقات كتعلم اللغات الأجنبية المختلفة، والحياة فى بيئات مختلفة العادات والطباع.