تعتبر المدينة الجامعية للبنات بجامعة الأزهر من أوسع وأجمل المدن الجامعية فى الأزهر الشريف، التى تتكون من 8 مبانٍ تسع لأكثر من عشرة آلاف طالبة، وتضم ملعباً كبيراً، وحديقة، ومطعماً، وكافتيريا، كما أنها المدينة المركزية التى تضم حالياً 5208 طالبات.

تجولت «صوت الأزهر» داخل المدينة الجامعية للتعرف على الحياة التى تعيشها الطالبة الأزهرية داخل بيتها الثانى، ولمعرفة ما تحتاجه الطالبة وسماع آرائها فيما توفره المدينة.

تقول الطالبة يمنى محمد، إن «المدينة  بشكل عام أفضل بكثير من السكن الخارجى لأنها توفر الأمان والاستقرار، وكأنى أعيش داخل بيتى لما أجده من حنان المشرفات، وخوفهن علينا ومراعاتهن لنا طوال اليوم، ويقمن بواجباتهن على أكمل وجه فى سبيل راحتنا، بغض النظر عن بعض السلبيات التى توجد فيها».

بينما ناشدت أمينة خلف الله، إدارة المدينة بتحسين جودة الطعام المقدم لهن بمطعم المدينة، وطهيه جيداً، لأن به بعض الملاحظات ولكنه ليس سيئاً في الإجمالً.

وقالت أسماء مصطفى، «لقد تغيرت نظرتى للمدينة الجامعية تماماً عما كنت أسمع من الطالبات عن المعاملة السيئة من المشرفات والشئون الاجتماعية، وأن المدينة مليئة بالسلبيات، ولا توجد بها أى مميزات، ولكن بالعكس وجدت الكثير من الأمان والرعاية والاهتمام والاستماع إلى شكوانا، كذلك الاستجابة لبعض مطالبنا».

كما أشارت إسراء أحمد، إلى تغير النظام بالمدينة خلال العامين الماضيين فيما يخص الطعام، وافتتاح مبنى السيدة حفصة، وعمليات الصيانة. وأوضحت هدير رجب، أن المدينة الجامعية يوجد بها معمل كمبيوتر لإجراء أبحاثنا بالمدينة مجاناً، وهذا يساعدنا على إنجاز مذاكرتنا والتفوق، كما توجد رقابة على كل جهاز نستخدمه حتى لا ندخل إلى فيس بوك أو غيره من مواقع الدردشة المضيعة للوقت، لافتة إلى وجود صالة رياضية والاشتراك فيها بأسعار رمزية.

وقالت نجلاء أحمد: يوجد بالمدينة مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب القيمة وكتب التراث والأدب والشعر والاجتماع وغيرها من الكتب فى جميع المجالات.

وتناشد هبة محمد، الرعاية الطبية بالمدينة والطبيبة المقيمة بتوفير أجهزة كافية حتى لا يتم اللجوء إلى مستشفيات الجامعة فى وقت متأخر، مشيدة فى الوقت نفسه بوجود طبيبة بشكل دائم، وهذا ما يعد رعاية شاملة من المدينة وخدمة متميزة للطالبات.

وتروى أمانى أحمد دسوقى، قصة معاناتها مع السكن الخارجى، حيث أكدت أن الإقامة فى سكن خارجى شكل من أشكال العذاب، حيث تكدس الطلاب واستغلال المؤجرين وجشع السماسرة، مؤكدة أن الوضع اختلف تماماً بعد الإقامة فى المدينة الجامعية، التى تساعدهن على المذاكرة والتركيز وعدم تضييع الوقت والجهد. فى حين تطالب أسماء عبدالفتاح، المسئولين بالنظر فى فتح باب المدينة لكل الطالبات المغتربات وليس الحاصلات على تقدير فقط، كذلك بدء عمل المدينة من اليوم الأول للدراسة وليس بعد الدراسة بفترة طويلة، كما ناشدت المسئولين بالنظر فى التقديم الإلكترونى للمدينة أسوة بطالبات المدن الأخرى. وقالت وسام محمد، «وجدت فى المدينة جميع ما تمنيت، فالمدينة تقيم ندوات توعوية وتتثقيفية وتشجع على ممارسة الرياضة، وتنظم مسابقات ورحلات ترفيهية، وتوفر سبل الراحة لإرضائنا، ولكن مسألة الروتين فى الحصول على الإجازة هو ما نتمنى أن ينتهى».

تقول عبير عبدالفتاح، مشرفة، «إننا نتعامل مع الطالبات كما نتعامل مع بناتنا بكل احترام، ونشعرهن دائماً أنهن مؤثرات فى المجتمع، ونسمع لمشاكلهن ونشاركهن أفراحهن وأحزانهن، وأى مشكلة تحدث بين أى طالبة نحاول نحلها بالود والتفاهم حتى ولو كانت مشكلة أسرية».

وتؤيدها فى ذلك المشرفة أمنية محمد، التى توضح أنهن كمشرفات يعمدن إلى الهدوء التام فى حل أى مشكلة مع الطالبات، وأنهن يسرن على القوانين فى حل أى خلاف بين الطالبات، ومن لا ترتاح فى غرفتها يتم نقلها مباشرة إلى غرفة أخرى.

وأوضحت عواطف إسماعيل مديرة مبنى «ح»، أنه يتم تسكين خمس طالبات أو ثلاثة أو اثنتين حسب كل حجرة بالمبنى، قائلة: «نفضل دائماً تسكين الصديقات ومن يعرفن بعضهن البعض معاً ليوفرن الجو المناسب لأنفسهن، وتجنباً لأى مشاكل».

من جهتها، قالت أمانى محمود مديرة المدينة الجامعية بالقاهرة إن المدينة تضم قسم إسعافات أولية، وقسم زراعة، وملعباً كبيراً، وقاعة إنترنت، ومكتبة، وقسماً لرعاية الشباب. وأوضحت أنه فيما يخص فصل أى طالبة من المدينة الجامعية إذا تم إنذارها 3 مرات بالتأخير ففى المرة الرابعة يتم فصلها من المدينة بعد إخطار ولى أمرها.

ولفتت إلى أن الطالبات الكفيفات وذوى الاحتياجات الخاصة لهن أماكن، يتم قبولهن على الفور دون شروط للتقديرات، وكذلك الطالبة التى توفى والدها فى نفس العام.

بدورها، قالت وفاء محمد مسئولة رعاية الشباب، إن المدينة تقيم كل فصل دراسى مجموعة من المسابقات فى مختلف المجالات، كما تقيم المدينة مسابقة أفضل غرفة، ومسابقات الجرى والتنس والطاولة والشطرنج.

وأضافت أن المدينة تنظم عدة ندوات تثقيفية يحاضر فيها مجموعة من علماء الأزهر الشريف.

من جهتها، قالت هدى راغب مدير عام المدن الجامعية للبنات، إن هناك 15 مدينة جامعية للبنات فى 12 محافظة.

نعمات مدحت