| 06 مايو 2024 م

شيخ الأزهر.. أول شخصية عامة تزور أهالى "الروضة"

  • | الخميس, 7 ديسمبر, 2017
شيخ الأزهر.. أول شخصية عامة تزور أهالى "الروضة"

أثنى علماء الأزهر وبرلمانيون على زيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لأهالى قرية الروضة، وقالوا إن الإمام الأكبر هو أول شخصية عامة تزور الأهالى، وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية، إن زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وكوكبة من العلماء الأجلاء من أساتذة وأستاذات الأزهر لموقع حادث مسجد الروضة، كانت أكبر رد على تخاذل الكثيرين من الذين يسلطون سهامهم وانتقاداتهم المباشرة للأزهر الشريف وإمامه الأكبر، مؤكدا أن فضيلة الإمام دائما يتقدم الصفوف لمشاركة المصريين آلامهم، وأفراحهم، بخلاف من يصنعون ضجيجا ولا نرى طحينا.

ولفت إلى أنه يتعجب من بعض العلمانيين الذين يحزنون بعمق وبشدة على ما قدمه الأزهر وإمامه لأهالى قرية الروضة الصابرة المحتسبة من قرارات أهمهما بناء (معهد دينى) يُدرس فيه كلام النبى صلى الله عليه وسلم من البخارى ومسلم، لافتا إلى أن بعض هؤلاء يرون أن مواد الأزهر فيروسات قاتلة وهنا يعالج الفيروس بكثرة الفيروسات حسب رؤية بعضهم، موضحاً: «لا أدرى كيف استنبط عقل هؤلاء من هذا الفهم الفيروسى الفكرى؟».

وتسائل عميد العلوم الإسلامية وأحد المشاركين فى الوفد الأزهرى برفقة الإمام الأكبر قائلا: «هل من ذهبوا للقرية من وفد أزهرى بقيادة إمامه الذى نزل الشوارع هناك وطرق الأبواب على الأسر المكلومة ليواسيهم كانوا مرضى يحملون الفيروسات التى يخاطبنا بها الطبيب المحترم، وذهبوا ليصفقوا للقتلى هناك أم ماذا؟، بأى منطق يخاطب العلمانيون أبناء مصر الكرام ليشككوا شبابهم فى الأزهر وعلمائه؟، أتظنون أنكم تعيشون بين شعب لا يُفرق بين الأبيض والأسود، والغباء طبعه؟!، مضيفا أن عورات أمثال هؤلاء بابت ظاهرة للجميع عن طريق أفكارهم ومناهجهم، لافتا إلى أنه بالتأكيد أن من يواسى المصابين ويفعل الخير ويسارع فى لم الشمل يُحزن أمثال هؤلاء العلمانيين.

ودلل د.فؤاد، على حزن هؤلاء ممن يقدمون المساعدات والافعال الخيرية للمكلومين بقوله تعالى: «إن تصبكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا»، مشيراً إلى أن من قرارات الإمام هو إنشاء مجمع معاهد «ابتدائى إعدادى ثانوى» وليس معهدا واحدا، وليطمئن هؤلاء العلمانيون.

ولفت إلى أن زيارة الإمام الأكبر للأسرة المكلومة نزلت بردا وسلاما على قلوب أهل الشهداء بل زار فضيلته بعد الصلاة الأسر فى البيوت ووجدهم مرابطين صابرين فبشرهم بجزاء الصابرين الذى لاحد له عند رب العالمين كما جاء فى كتابه العزيز ونحن الآن فى طريق العودة من أرض الفيروز التى تجلى عليها رب العالمين.

وتابع: «هذا هو إمام المسلمين الإمام الطيب بحق والذى يتطاول البعض على الأزهر الذى يتولى مشيخته يجوب معنا الصحراء فى سياراته أكثر من خمس ساعات بين القاهرة ومسجد الروضة ذهابا ومثلها إيابا ويواسى أهل القرية ويصلى معهم ويثلج صدورهم بكلماته النابعة من القلب ثم يواسى الأسر والثكالى ويدخل لهن البيوت ثم يصدر قرارات عاجلة للارتقاء بالمستوى العلمى والثقافى والمعيشى لهؤلاء المكلومين، ثم بعد كل هذا يعود ليصل إلى الإسماعلية ليدخل على الجرحى بالمستشفى ليثلج صدورهم بكلمتته ويضع يده على رأس كل من أصابه جرح، وما كان الرد من هؤلاء الصابرين  إلا تقبيل هذه اليد المباركة يد شيخ الإسلام الطيب، متسائلا: «فهل يتريث ويعتبر المتطاولون المتهمون للأزهر دائما بالتقصير؟. 

وأكد الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، أن الله أراد أن يصطفى هؤلاء الناس ليتخذ منهم شهداء لأن الله يحب أهل قرية الروضة، لافتا إلى أنه على قدر المحبة يكون الابتلاء من الله، لافتا إلى أن شهداءنا الأبرار الذين اغتالتهم يد الخسة والندالة الذين امتدت إليهم يد إخوان الشياطين أحياء عند ربهم يرزقون وفرحون فى الجنة ويمرحون لأن الله رضى عنهم، وأنهم فى مقعد صدق عند مليك مقتدر، مطالبا أهالى الشهداء بتحقيق الصبر على ذويهم الراحلين، قائلا: «هؤلاء الشهداء يُفرح بهم ولا يُحزن عليهم وهم فرحين بلقاء ربهم وهم فازوا بالجنة».

من جهته، أكد النائب يونس الجاحر، عضو لجنة الدفاع والأمن والقومى بمجلس النواب، أن كلمة شيخ الأزهر عقب صلاة الجمعة الماضية بمسجد الروضة، احتوت على ردود عديدة لكل من يهاجم مؤسسة الأزهر ويتهمها بالتقصير فى التعريف بالجماعات الإرهابية وطبيعة مواجهتها، كما أن الزيارة موفقة للغاية وجاءت فى وقتها تماما لإثبات التضامن الشعبى والرسمى مع شهداء الروضة.

 

وأضاف الجاحر أن تلك الزيارة تأتى كأبلغ رد على ما حدث الأسبوع الماضى من هجوم للجماعات الإرهابية على مسجد أثناء أداء المصلين لصلاة الجمعة، لافتاً إلى أن تلك الجماعات لا تراعى حرمات الأديان، ولا تفرق بين مسلم وغير مسلم، مشيراً إلى أن تبرع الأزهر برحلات حج لزوجات وأمهات الشهداء، وتكفله بتعليم أبناء الشهداء فى مراحل التعليم الأزهرية المختلفة، وهو ما يؤكد أن الأزهر الشريف لديه من المحددات والقيم ما يتوجب علينا احترامه والعمل مع مؤسسات الدولة حتى يؤدى كل منها دوره المنوط به.

من جهته، قال الإعلامى عمرو أديب، إنه قدر جدا زيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى قرية الروضة بالعريش، وصلاة الجمعة أمس بمسجدها ومعه علماء الأزهر الأجلاء والقيادات السياسية، والتنفيذية مشيراً إلى أنه «كان منقوط عند سماعه أن وفد أزهرى هيروح الروهينجا ومش هيزور الروضة».

 وأضاف أديب، خلال برنامجه «كل يوم» المذاع على فضائية «أون إى» أن شيخ الأزهر كعالم دين، لا بد أن يوجد مع الناس بقرية الروضة لافتا إلى أن الإرهابيين وصلتهم رسالة أن الدولة وأزهرها لا يخافون، إلى أن المواطنين بقرية الروضة شعروا أن المسئولين بالدولة بجوارهم ويشعرون بهم، مضيفا: «الناس كانت فارقة معاها الزيارة دى».

وقالت د.إلهام شاهين مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إنه لا ينتقد عملاً إنسانياً جليلاً مثل هذا العمل إلا شخص انعدمت فيه معانى الإنسانية، وفقد روح التعاون مع الناس والاحساس بالامهم وليس لديه أى استعداد لمشاركة الناس آلامهم واحزانهم فهو ينتقد كل عمل طيب يسعد الناس ويشعرهم باآداميتهم واسانتهم، فزيارة فضيلة الأمام وجدنا لها اصداء طيبة وشكر واستحسان من كل المصريين المخلصين، الذين يعيشون داخل مصر وخارجها، والشكر والامتنان من أهالى الروضة بصفة خاصة وأهالى سيناء بصفة عامة، حيث حضر جمع كبير منهم للمشاركة فى الحدث واظهار تضامنهم مع الأزهر الشريف وتقديرا للإمام وعمله الجليل.

كما أظهرت ردود الافعال من الإعلام والناس خارج مصر رد فعل إنسانياً راقياً وكانت مشاركات الناس وتعليقاتهم على الزيارة من المسلمين وغير المسلمين الغربيين على السواء تحمل معانى التقدير والاعجاب لهذا العمل الإنسانى النبيل الراقى.

وزيارة فضيلة الإمام الأكبر كأول شخصية هامة وعامة بهذا الثقل ومصاحبته هذا الوفد الكبير فى العدد ورفيع المستوى كان هو الأهم والأكبر تأثيرا فى نفوس الناس من أهالى سيناء الذين كانوا يشعرون بالتهميش وتحول هذا الشعور السلبى إلى شعور إيجابى بالاهتمام كما تحول الاحساس لدى أهالى الروضة  من الإهمال إلى الرعاية والعناية خاصة بعد زيارة الإمام الأكبر لكل طوائف المجتمع هناك، حيث صلى مع الرجال فى المسجد وزار النساء فى البيوت وسلم على الأطفال وزار المصابين فى المستشفيات، فمن من هؤلاء الذين انتقدوا الأزهر وإمامه الأكبر قام بربع هذا العمل الجليل، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تعد أفضل هدية يقدمها الإمام الأكبر للنبى صلى الله عليه وسلم فى يوم مولده.

أحمد نبيوة 

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg