| 29 أبريل 2024 م

مرصد الأزهر يكشف العلاقة الخفية بين الجماعات المتطرفة وتجار السلاح والمخدرات

  • | الجمعة, 8 ديسمبر, 2017
مرصد الأزهر يكشف العلاقة الخفية بين الجماعات المتطرفة وتجار السلاح والمخدرات

لا يخفى على أحد أن التنظيمات الإرهابية التى تسعى فى الأرض فساداً تعتمد على مصادر دخل قوية تساعدها على القيام بعملياتها الإجرامية، سواء فى مناطق النزاع فى سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول التى تسيطر التنظيمات الإرهابية على جزء منها. ومما لا شك فيه أن هذه التنظيمات تستخدم هذا الدخل أيضاً لإغراء واستمالة أعضاء جُدد لاستقطابهم إلى التنظيم سواء من الشرق الأوسط أو من البلدان الغربية.

هناك من يجزم بوجود قوى عظمى تعمل على تمويل تلك الجماعات الإرهابية التى تنفذ أجنداتها فى مناطق النزاع، إلا أن مثل هذه التكهنات لا تستند على دليل يبرهن على صحتها. فى حين أن هناك حقائق أخرى حول مصادر الدخل بالنسبة للتنظيمات الإرهابية والتى سوف نحاول سردها فى السطور التالية، خاصة فى أمريكا الجنوبية، والتى تكمن فى العصابات الإجرامية ومافيا المخدرات والتهريب وغسيل الأموال التى توفر أموالاً طائلة للتنظيمات الإرهابية التى تعمل فيها بشكل مباشر من خلال الاتجار أو توفير الحماية اللازمة لعبور المواد المخدرة والبضائع المهربة عبر الأماكن التى يسيطرون عليها.

ومن هنا يحاول مرصد الأزهر فتح ملف الجماعات الإرهابية وعلاقتها الوطيدة بعصابات المخدرات والمافيا فى أمريكا اللاتينية. بشكل عام، حذّرت الأمم المتحدة من قيام الجماعات الإرهابية باللجوء إلى الاتجار بالمخدرات لتمويل أنشطتها الإجرامية، مثل تنظيم داعش الإرهابى وطالبان فى أفغانستان وبوكو حرام فى نيجيريا، أو من خلال تسهيل عبور تجارة المخدرات عبر الأماكن التى يسيطرون عليها. ولدينا التقرير العالمى حول المخدرات الذى نشرته الأمم المتحدة عن أن تنظيم طالبان يحصل على مبالغ مالية كبيرة تتراوح ما بين 150 و200 مليون دولار بفضل الإتاوات التى تفرضها على زراعة وتجارة الأفيون فى أفغانستان، بما يشكل على الأقل نصف دخل هذه الجماعات الإرهابية. كما يُقدر معدل دخل تنظيم داعش السنوى بما يقارب 400 مليون دولار، ويمثل 50% من هذا الرقم هو حصيلة الاتجار بالمخدرات. جدير بالذكر أن جماعة بوكو حرام تساعد على تهريب المخدرات من الهيروين والكوكايين عبر أفريقيا الغربية مقابل فرض إتاوات. كما أن هناك مؤشرات تشير إلى ضلوع القاعدة فى بلاد المغرب العربى فى الاتجار بالمخدرات أو تسهيلها لهذه التجارة من خلال تقديم الحماية اللازمة لتلك التجارة عبر الأماكن التى يسيطرون عليها، أو تلك التى يقطنون فيها.

وفى هذا السياق، أشارت تقارير عديدة إلى وجود صلة وثيقة بين الجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة مع تجار السلاح والاتجار بالمخدرات فى العديد من دول أمريكا اللاتينية، حيث تبين أن كلاهما يشكلان وجهين لعملة واحدة. وقد أكد أحد الخبراء الأمنيين فى أمريكا اللاتينية أن العلاقة الوطيدة بين الجماعات الإرهابية وعصابات المخدرات تكمن فى أنهم يستخدمون نفس الوسائل للحصول على السلاح، مثل غسيل الأموال، وتهريب منتجات غير شرعية بين الحدود من خلال شبكات إرهابية إجرامية شديدة الخطورة. وفى الوقت ذاته تشير التقارير إلى أنه على الرغم من وجود علاقات وطيدة بين الجماعات الإرهابية وعصابات الاتجار بالمخدرات فى المكسيك وكولومبيا وفنزويلا إلا أن المثلث الحدودى بين باراجواى والبرازيل والأرجنتين يعتبر هو مركز الدعم للجماعات الإرهابية المتطرفة. وبالفعل فإن هذه المنطقة تُعد أرضاً خصبة لأنشطة الخلايا النائمة، كما أنه يمكن الإشارة إلى أن ضَعف القوانين التى تسنها الحكومات فى تلك المناطق تساعد على تهريب ونقل المخدرات والبضائع المزورة الأمر الذى يُعد بمثابة أرض خصبة لجذب المنظمات الإجرامية. هذا وقد أصبح الاتجار بالمخدرات هو المصدر الرئيسى لتمويل الجماعات الإرهابية، وبذلك فإن هذا الخليط من الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية يشكل خطراً كبيراً على الأمن العام لبلدان أمريكا اللاتينية التى تعانى ويلات تلك التنظيمات حتى يومنا هذا. وفى المكسيك، تبين وجود توأمة بين التنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية الخطيرة، كما أن هذه العلاقات فى تزايد مستمر يوماً بعد يوم. وفى كولومبيا تشير الإحصائيات إلى أن هناك تعاونا مشتركا بين إحدى الجماعات المتطرفة وحركة فارك ظل لفترة طويلة فى مجال بيع وشراء الأسلحة والاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال وغيرها من الأنشطة غير الشرعية، مع العلم بأن دخل الحركة من تجارة الكوكايين وصل إلى ما يقرب من ألف مليون دولار سنوياً، وفقاً لأحد التقارير التى أصدرتها صحيفة «الميديو» الإلكترونية. وبالتالى أصبح التحالف المتزايد بين الاشتراكيين والإسلاميين وتجار المخدرات فى الجنوب عند المثلث الحدودى يمثل خطراً كبيراً وواضحاً للولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقاً لهذا التقرير، فقد تبين ضلوع تنظيم القاعدة واشتراكها مع مافيا المخدرات بقارة أمريكا الجنوبية، حيث تُعتبر هى طريق الكوكايين إلى أوروبا من أمريكا الجنوبية من خلال تمريرها عبر أفريقيا. كما أشار مسئول أمريكى رفيع المستوى إلى وجود صلات قوية بين عصابات الاتجار والجماعات الإرهابية.

وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن هناك صلات قوية بين عصابات مكسيكية مع المنظمات الإرهابية فى دول أخرى بما فيها تنظيم داعش الإرهابى.

وفى ترينداد وتوباجو، تشير التقارير إلى أن هناك جماعات متطرفة موجودة داخل هذه الدولة منذ فترة ليست بالقصيرة، وقد ظهرت مؤخراً جماعة أكثر شراسة وعنفاً من غيرها وتسمى «ثُوّار داعش» أعلنت ولاءها لهذا التنظيم الإرهابى مؤخراً، فضلاً عن وجود أكثر من مائة شخص ممن تم تجنيدهم من هذه الدولة وتم نقلهم إلى مناطق النزاع فى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف داعش، الأمر الذى أثار قلق السلطات فى هذه الدولة الصغيرة. وفى هذا السياق أشار وزير الخارجية هناك إلى أن هذه الجماعة استطاعت أن تستقطب العديد من الشباب فى الفترة الأخيرة، فضلاً عن عمليات الهجرة القادمة من دول شمال أفريقيا والدول العربية بشكل عام والتى ساعدت على تنامى أعداد المتطرفين. تجدر الإشارة إلى أنه فى الوقت ذاته، أكد وزير الخارجية أن الجالية المسلمة فى الأصل هى مجموعة مسالمة تشكلها مجموعة أشخاص قد قدموا من آسيا ويعيشون فى سلام وانسجام مع باقى أفراد المجتمع فى ترينداد وتوباجو.

يمكن القول بأن العلاقة الموجودة بين الإرهاب ومافيا المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة ليست جديدة، بل هى قديمة لها جذورها نظراً لوجود قاسم مشترك يجمع بينهما والذى يكمن فى البحث عن المال والحصول عليه بأسرع الطرق الممكنة من أجل تنفيذ هجماتهم الإجرامية.

وحدة رصد اللغة الإسبانية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg