| 25 يونيو 2025 م

بحقائق التاريخ والجغرافيا.. ادعاءات الصهاينة في فلسطين قائمة على أساطير

  • | الخميس, 18 يناير, 2018
بحقائق التاريخ والجغرافيا.. ادعاءات الصهاينة في فلسطين قائمة على أساطير

يحاول الصهاينة بشتى السبل وعلى مدى تاريخهم تزييف الحقائق وليّ أعناق النصوص للتلبيس على العالم بأحقيتهم فى أرض فلسطين.. وأنهم أولى بها من الفلسطينيين، لكن هذه الادعاءات الكاذبة لا تصمد أمام حقائق التاريخ والجغرافيا التى تفند مزاعمهم وترد على أباطيلهم، وحتى التوراة نفسها أبطلت هذه المزاعم مما يؤكد أن كل هذه المزاعم التى يرددها الصهاينة قائمة على أساطير من وحى خيالهم المريض..

من جهتها، تقول الدكتورة هدى درويش عميدة معهد الدراسات الاسيوية الأسبق ورئيس قسم الأديان المقارن ومديرة المركز الإسرائيلى بجامعة الزقازيق، إن فلسطين دولة هويتها عربية أصيلة، وكل حجر ومدر فيها ينادى أنا عربى، وإن ما يسعى إليه الصهاينة من تزييف الحقائق فهذا دأبهم وديدنهم، مشيرة إلى أن المصادر التاريخية واليهودية خاصة التوراة أثبتت أن العبرانيين أصل اليهود، وأن إبراهيم عليه السلام وأسرته قد رحلوا من بلادهم بلاد الكلدانيين بالعراق إلى أرض كنعان، التى عرفت فيما بعد بأرض فلسطين، وقد اختلفت المصادر التاريخية فى تحديد زمن قدومهم أرض فلسطين، ولعل أرجحها منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد.

وبينت درويش أن العبرانيين فى الأصل قبائل بدوية صحراوية لم تعرف الاستقرار فى بلد واحد معين، بل كانت ترحل من مكان إلى آخر بإبلها وماشيتها بحثا عن الكلأ والماء، وأطلق عليهم من قبل الكنعانيين وغيرهم اسم العبرانيين، لعبورهم نهر الأردن أو نهر الفرات، أو لكثرة ترحالهم من بلد إلى آخر، وقد جاءت جماعة منهم إلى أرض فلسطين سنة 2000 ق.م، أى بعد استقرار الكنعانيين بمئات السنين.

وتكمل: وذكر المؤرخون أن فترة حكم الكنعانيين لفلسطين استمرت من سنة 3000 ق.م-997 ق.م والدلائل على هذا:  أنه فى أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثانى عشر قبل الميلاد قدمت إلى هذه الأرض قبائل آرية غير سامية تعرف بقبائل (فلستين)، وذلك من جزيرة قريطش التى تعرف اليوم بجزيرة (كريت) استقرت هذه القبائل بساحل البحر المتوسط بين يافا وغزة، واختلطت القبائل (الفلستينية) بالقبائل الكنعانية عبر صلات تجارية واجتماعية من مصاهرة وزواج، وسرعان ما امتزجوا بهم، وأخذوا عاداتهم، وتحدثوا لغتهم، واستفادوا من ثقافتهم، وبمرور الزمن تكون فى هذه الأرض مزيجا من السكان غلب عليه الدم العربى واللغة العربية السامية من جانب، وغلب عليه الاسم الوافد من جزيرة (كريت) من جانب آخر، فأصبحت البلاد تعرف بفلسطين، ويعرف السكان بالعرب الفلسطينيين.

وأشارت درويش إلى أن بعض الدراسات ذهبت إلى أن القبائل الكنعانية لها وجود قبل سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، واستند هؤلاء إلى المكتشفات التى تتبعت آثارهم فى المدن القديمة، والتى تعتبر أريحا من أقدمها، بل من أقدم مدن العالم، حيث كانت المدينة محاطة بأسوار حجرية قاهرة منذ سبعة آلاف سنة قبل الميلاد،  وأن الحفريات الكثيرة المكتشفة التى أجراها علماء الآثار فى إسرائيل أبطلت التسلسل التاريخى لبنى إسرائيل على أرض فلسطين كما ترويه التوراة، موضحة أن التاريخ القديم والكتب المقدسة عند اليهود والنصارى ذكرت أن أقدم الأجناس البشرية الذين سكنوا فلسطين عرفوا باسم الكنعانيين الذين سميت البلاد باسمهم،  وإن العرب هم أول من قدموا إلى أرض فلسطين، وأسبق فى ذلك من القبائل العبرية التى جاءت إليها فيما بعد.

وفى ذات السياق قالت الدكتورة صفاء محمد الحديدى مدرس التاريخ القديم بكلية الدراسات الإنسانية بتفهنا الأشراف جامعة الأزهر، إن قادة الصهيونية يجمعون يهود العالم فى هذه الأرض بناء على أساطير وادعاءات كاذبة، وأخذوا يزيفون التاريخ ويزعمون أن لهم حقا تاريخيا فى أرض فلسطين، وأن فكرة الحق التاريخى لهم فى فلسطين من أهم الذرائع التى تقوم عليها الحركة الصهيونية، وتبدأ الأسطورة بالآية رقم 18 من الإصحاح 15 من سفر التكوين والتى نصها (فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات)، كما يوجد أيضاً ما ورد فى سفر التكوين (ظهر الرب «أى لإبراهيم» وقال له: إن نسلك سيكون غريبا فى أرض ليست لهم) وهذا دليل قاطع الثبوت على أن الادعاء الذى يستندون عليه باطل لو كانوا يحتجون بالآية السابقة على أحقيتهم فى أرض فلسطين.

وأضافت الحديدى قائلة: فى الواقع لا توجد أى صلة بين اليهود المعاصرين واليهود القدامى غير صلة الدين، ومن وجهة نظر العلوم الإنسانية فاليهود اختلطوا بعشرات الشعوب الأخرى، ومن هنا لا يملكون أرضا ثابتة أو ثقافة متجانسة أو لغة واحدة، أو حياة اقتصادية واحدة، ولهذا لا يعتبر اليهود المعاصرون شعبا بالمعنى المتفق عليه، وبالتالى فإنهم لا يشكلون قومية، وهذا ما شهد به الدكتور ميلر بورز أستاذ الدراسات التوراتية بجامعة بيل فى الولايات المتحدة الأمريكية قائلا: «إن صلة الأمة العربية بفلسطين صلة حقيقية ومباشرة، وهو أقوى وأوثق من الصلة التى تربط أبناء إسرائيل بأرض كنعان، وأما عرب فلسطين على وجه الخصوص فإننا نجد أن البلاد هى وطنهم التاريخى، بمعنى أنهم وأسلافهم فقط عاشوا طوال أجيال وقرون كاملة، وصلتهم حية ومستمرة بفلسطين».

وشددت الحديدى على أن علماء الأنثروبولوجى أكدوا أن الناطقين بالعربية من فلاحى فلسطين هم نسل القبائل التى استوطنت فلسطين قبل الغزو الإسرائيلى، ولم ينفكوا عن الأرض ولا اقتلعوا منها، بجانب وجود أنسال الكنعانيين.

ووضحت الحديدى أن عدد اليهود فى القدس إبان الحكم الإسلامى كان نحو عشرين شخصا وقد ارتفع عددهم فى العهد الأموى إلى اثنين وأربعين فردا تحول أكثرهم إلى الإسلام، وكانوا يعملون فى خدمة المسجد الأقصى، ومما سبق يتضح أن اليهود يريدون بكل السبل غير المشروعة سلب أرض فلسطين من شعبها، واغتصابها لأنفسهم ظلما وبهتانا.

لطفي عطية

طباعة
الأبواب: كلام يهمنا
Rate this article:
1.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg