| 16 مايو 2024 م

سليمان جودة.. يكتب: بنس الذى جاء يشعل البيت ناراً!

  • | الخميس, 18 يناير, 2018
سليمان جودة.. يكتب: بنس الذى جاء يشعل البيت ناراً!
سليمان جودة

بعد ثلاثة أيام سوف يكون مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، فى القاهرة، فى زيارة تأجلت مرتين بسبب قرار ترامب حول القدس، ومن الوارد أن تتأجل فى اللحظات الأخيرة للمرة الثالثة، إذا ما أحس صاحبها بأنها لن تؤدى إلى شىء، وبأنها ستكون زيارة فاشلة على كل مستوى!

ومما تسرب عن جدول أعمال الزيارة، التى من المفترض أن تشمل القاهرة، وعمان، وتل أبيب، أنها ستناقش ملف الإرهاب، وموضوع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك ملف الأقليات!

وإذا كان الأقباط هم المقصودين من وراء حكاية الأقليات، فإن الكنائس المصرية كلها قد استبقت زيارة بنس فقالت فى بيان لها، إنه لا لقاءات من أى نوع ستتم بينها، أو أى ممثلين عنها، وبين نائب الرئيس الأمريكى، وإن مشاكل الأقباط تُناقش داخل مصر، لا خارجها، ولا مع أى طرف خارجى!

والمؤكد أن بياناً كهذا، سوف يُشعر بنس بنوع من خيبة الأمل، وسوف يتمنى معه، لو أنه ألغى الزيارة.. وإلا.. فماالذى سيفعله الرجل أو يقوله فى القاهرة، إذا كانت الكنائس المصرية جميعها قد قررت مسبقاً مقاطعته، وعدم الجلوس إليه بشكل مباشر، أو غير مباشر، وإذا كان فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد قرر من قبل، ومنذ وقت مبكر، الاعتذار عن عدم استقبال الزائر الأمريكى، فى لقاء كان مقرراً قبل قرار القدس، فلما صدر القرار متحدياً كل المشاعر الفلسطينية، والعربية، والإسلامية، كان تقدير الأزهر أن الاعتذار عن عدم الاستقبال هو أقل واجب!

فإذا عرفنا أن الرئاسة الفلسطينية ذاتها، اعتذرت هى الأخرى عن عدم استقباله، رغم تأجيل الزيارة مرتين، لعل موقفها يلين، ورغم الضغوط الأمريكية وغير الأمريكية القوية عليها، فإن صورة عن أجواء الزيارة عموماً سوف ترتسم أمام أعيننا، وسوف يبدو لنا، بوضوح، أن بنس يقوم بزيارته وسط أجواء غير مرحبة بالمرة!

وأظن أنه لولا بقية من اعتبارات سياسية ودبلوماسية مجردة، لكانت القاهرة وعمان قد اعتذرتا عن عدم استقباله فى أجواء من هذا النوع!

ولو أن إدارة الرئيس الأمريكى تتمتع بقدر يسير من العقل، لكانت فى مواجهة هذا الحجم من ردود الفعل السلبية على القرار، قد أعلنت دون حرج، أنها بصدد اخضاع قرارها للمزيد من التقييم، وأن ماظهر فى العالم، وليس فى المنطقة وحدها، من صدى رافض تماماً له، يوجب عليها أن تراجع ماأقدمت عليه!

ولكن الذين قرأوا شيئاً عن كتاب (النار والغضب) الذى صدر مؤخراً فى الولايات المتحدة الأمريكية، عن أسلوب إدارة ترامب للأمور فى بلده، وحول العالم، يستطيع أن يرى على أوضح مايكون، أن العقل سلعة شحيحة للغاية فى عمل هذه الإدارة!

ولابد أن الذين سيتابعون زيارة الخواجة الأمريكى إلى العواصم الثلاث، سوف يفعلون ذلك ولسان حالهم هو لسان حال والد ليلى العامرية، حين كان يخاطب قيسا قائلاً: جئت تطلب ناراً، أم تشعل البيت ناراً؟!

والغالب أن قرار الرئيس ترامب بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، يجعل زيارة نائبه أقرب إلى إشعال النار، لا إلى طلبها!

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg