عقدت كلية الدراسات العربية والإسلامية جامعة الأزهر بالديدامون ندوة توعوية لطلابها مع انطلاق الفصل الدراسى الثانى كان عنوانها «الأمن ودوره فى استقرار المجتمعات ونهضتها».. وفى البداية أوضح عميدُ الكليةِ الدكتور حسام علم أن نعمةَ الأمنِ التى أفاءَ اللهُ بها على الإنسانيةِ ينبغى إدراكُها وتثمين دورها؛ حتى تظلَّ على وفاءٍ مع هبات اللهِ التى لا تعدّ ولا تُحصى، محذرا الطلاب من الانسياقِ وراءَ الأفكارِ المغلوطة والدعوات الهدامة التى تحاولُ زعزعةَ استقرارِ بلادنا وأمننا، تلك الصادرة من ضعافِ النفوسِ والعقولِ الذين يلوثون أفكارَ الطلابِ بتحريضهم على ما يضرهم ولا ينفعُهم ومؤكداً أن نعمةَ الأمنِ مقدمةٌ على الرزقِ؛ نظراً لعظمها وعلوِّ قدرها. وذلك لسببين: الأول أن استتبابَ الأمن سببٌ للرزقِ، والآخر أنه لا يطيبُ طعامٌ، ولا ينتفع برزق إذا فُقدَ الأمنُ.
وتناول الدكتور عبدالغفار عبدالستار أستاذ الحديث وعلومه وسائلَ تحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ، فذكر أن أهمّها ضرورةُ نشرِ الوعى وحفظِ العقولِ مما يشوشها؛ لأنه لو استقامت عقولُ الناس فكروا فيما ينفعهم، ويخدمُ وطنَهم، ويعملُ على ازدهارِه واستقرارِه؛ لذا ينبغى الرجوعُ لأهلِ العلمِ - علماء الأزهر الذين يتمنعون بالوسطية.. هذا أولاً، وثانياً: فرض عقوباتٍ رادعةٍ على المروعين والمجرمين، انطلاقاً من المقولةِ التى تقولُ: مَنْ أمِنَ العقوبة أساءَ الأدب؛ لذا فإن القصاصَ والعقوباتِ شُرِعت لإحكام الأمن واستتبابه. ثالثاً: إصلاح ذات البين بينَ طوائفِ المجتمعِ استجابةً لقوله تعالى «فاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ» حتى يكونَ الناسُ جميعاً يداً واحدةً فى مواجهةِ أعداءِ الوطنِ. هذا بالإضافة لشكرِ النعمِ، والإيمان بالله، والدعاءِ بالأمنِ والأمانِ، وتربيةِ النشءِ إسلاميّاً على حبِّ الأمنِ والسلامِ والتزام وسطية الإسلام، وترسيخ أسس التفاهم والتعايش والاستقرارِ فى الإسلامِ.
وتطرقُ الدكتور عمر حسن حسين وكيل الكلية إلى أثرِ نعمةِ الأمنِ فى نهضة المجتمع قائلا: إن استقرارَ المجتمعِ ونهضته مرهونٌ بنعمةِ الأمنِ، فإذا عمَّ الأمنُ فى البلادِ وللعبادِ أصبحَ كلُّ فردٍ منتجاً، من هنا يجبُ علينا أن نعملَ جاهدين على تحقيقِ الاستقرارِ فى أوطاننا.