طالبت دراسة أزهرية بالمساهمة فى نشر الثقافة الإسلامية، وزيادة الوعى الدينى بين أفراد المجتمع، وبيان أهمية فقه المعاملات، لما فيه من تحرى الحلال وتجنب الحرام، كما بينت الدراسة القيمة العلمية لكتاب سبل السلام من خلال أطروحة الباحثة وفاء أحمد محمد سيد أحمد المقيدة بقسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، المعنونة: بـ«اختيارات الإمام الصنعانى فى المعاملات من خلال كتابه سبل السلام دراسة فقهية مقارنة»، ونالت درجة الدكتوراه بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات المصرية.
هدفت الدراسة إلى إبراز شخصية الإمام الصنعانى والتعريف به من خلال تحديد اختياراته الفقهية، تقديرا لهذا الإمام لما له من جهود كبيرة فى إثراء الفقه الإسلامى. وبينت الدراسة بعض الأحكام الفقهية التى اختارها الإمام الصنعانى فى كتابه، ومنها أن العرف هو الفيصل فى الثمرة المشتراه إذا لحقتها جائحة، فما تعارف عليه الناس فى هذا التعامل وصارت جائحة سماوية، وإن الشفعة تثبت للجار الملاصق، وذلك لأن الحكمة التى شرعت من أجلها الشفعة هى لدفع الضرر عن الشريك، مبينة أن أخذ الأجرة على الحجامة جائز، وذلك لأن الحجامة أمر يكتسب عن طريق الاحتراف فليس كل شخص يعرف الحجامة، كما يجوز أخذ الأجر على تعليم القرآن، وذلك لأن فيها ضرورة، ولأن الاشتغال بالتعليم قد يأخذ وقت المعلم كله، فكيف يعيل نفسه أو يعيل عياله.
وأشارت الدراسة إلى أنه يجوز للأب الرجوع فى هبته لابنه، وذلك لأن بر الوالدين مبنى على الامتثال لما أمر به الله تعالى لا على الأجر، وكذلك رجوع الأم فيما وهبت لولدها، وذلك لأن الأم لها الأولوية فى بر الأبناء لها، موضحة أن التسوية بين الأولاد فى العطاء واجبة، لأن التفضيل قد يكون له سلبيات فى المستقبل، لما يترتب عليه من العداوة والبغضاء وقطيعة الرحم بين الإخوه فى المستقبل.
وأوصت الباحثة الدارسين والباحثين أن يوجهوا أنظارهم تجاه كتب التفسير والحديث وغيرها من المصنفات الشرعية، ليستخرجوا منها الجواهرة الفقهية الكامنة فيها، وطالبت بالاعتناء بدراسة فقه المعاملات.
لطفي عطية