بمشاركة أكثر من 15 دولة عربية أقيم المؤتمر الإقليمى الثالث للملتقى العربى للنساء ذوات الإعاقة بعنوان: «التعاون من أجل عالم آمن وخال من الحواجز»، تحت رعاية أحمد أبوالغيط رئيس جامعة الدول العربية، وطالب المشاركون فى المؤتمر بتفعيل الحقوق الطبيعية للنساء ذوات الإعاقة، وحمايتهن حماية فعلية مما يتعرضن له من ضياع حقوقهن وعدم الاهتمام بهن، وسن تشريعات تضمن لهن هذه الحقوق.
بداية قالت الدكتورة جهدة أبوخليل المدير العام للمنظمة العربية للأشخاص ذوى الإعاقة إن هذا المؤتمر مهم وحيوى ليس فقط لأنه الثالث فى خلال 12 عاما، الذى تدعو إليه المنظمة العربية للأشخاص ذوى الإعاقة، ولكن لأنه يشكل أيضاً محطة فاصلة بل وحاسمة تساعد فى نقل العمل على قضية النساء ذوات الإعاقة من مرحلة إعلان الحقوق والمطالبة بتكريسها فى القوانين والتشريعات، إلى مرحلة المساهمة، التى نأمل أن تكون مباشرة وفعالة من خلال المشاركة الكاملة بالتساوى مع سائر أفراد المجتمع وشرائحه على مختلف الأصعدة وفى جميع المجالات، فى وضع خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فبعد اعتراف المجتمع بحقوق هذه الفئة الضعيفة المهمشة وتكريسها تشريعيا، لا بد من تفعيل دور النساء ذوات الإعاقة من خلال تأكيد حضورهن الفاعل وتثبيت مشاركتهن الكاملة فى نشاط مجتمعاتهن.
وفى ذات السياق قالت السفيرة إيناس مكاوى، رئيس إدارة المرأة والأسرة والطفولة فى جامعة الدول العربية: لا بد من أن نعترف بأن صوت المرأة من ذوات الإعاقة فى الوطن العربى لم يعلُ بعد، لا شك أن النساء ذوات الإعاقة يتعرضن لتحديات حقيقة فى ظل غياب سياسات تتعامل مع هذه القضية المهمة، وبصفة خاصة فى ظل الظروف التى تشهدها المنطقة العربية من حروب ونزاعات وأزمات اقتصادية باتت تحديات تعانى منها المرأة العربية وتزداد تلك المعاناة مع ذوات الإعاقة.
من جانبها، قالت الدكتورة حصة آل ثانى مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية للشئون الإنسانية، والمقرر الخاص المعنى بالإعاقة فى الأمم المتحدة سابقا إن موضوع الحرب واﻹعاقة شغل حيزاً كبيراً من العمل مع منظمات اﻹعاقة، والوكالات الإنسانية والغوثية، والفرق الطبية وفرق الاستجابة للأزمات جنباً إلى جنب، وكيف يمكننا حماية ومساعدة والتعامل مع وتقديم العون للأشخاص ذوى اﻹعاقات العالقين فى النزاعات المسلحة والحروب لاحقا.
وقالت الدكتورة مها عبدالعزيز آل الشيخ، ممثلة «الأجفند» بالمملكة العربية السعودية، وخبيرة التنمية البشرية ببرنامج الخليج العربى للتنمية (الأجفند)، إن موضوع المؤتمر يشكل اهتماما رئيسا فى استراتيجية أجفند منذ تأسيسه عام 1980 بمبادرة من صاحب السمو الملكى الأمير طلال بن عبدالعزيز، ودعم دول الخليج العربية، فالمرأة كانت ولا تزال محورا أساسيا فى الحراك التنموى لأجفند، وتمكينها يحتل المرتكز الثانى لأجفند ضمن المحاور الخمسة التى يعمل فى إطارها وهى: «تنمية الطفولة المبكرة، تمكين المرأة، التعليم الجيد، تحقيق الشمول المالى للفقراء، تعزيز دور المجتمع المدنى».
فى ذات السياق قالت الدكتورة آنا بيلاييس نارباييت نائبة رئيس المنتدى الأوروبى للإعاقة، والمرشحة الإسبانية للجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة، إن التقارير تشير إلى أن واحدة من كل خمس نساء تعانى من الإعاقة، وتنتشر الإعاقة بين النساء أكثر مما تنتشر بين الرجال بنسبة: (19.2% مقابل 12%)، وتشمل العوامل المساهمة فى ذلك الوضع الاقتصادى والاجتماعى، وكذلك العنف القائم على أساس نوع الجنس والممارسات الضارة والتمييزى، مبينة أن هيئة الأمم المتحدة تجاهلت القوانين والسياسات المتعلقة بالنساء صاحبات الإعاقة.