| 19 أبريل 2024 م

بطولات أطباء الحسين.. ساعتان بين النيران

  • | الثلاثاء, 17 يوليه, 2018
بطولات أطباء الحسين.. ساعتان بين النيران

بطولات أطباء الأزهر أثناء حريق مستشفى الحسين الجامعى، كانت حديث الناس فى الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وتداول مغردون على «فيس بوك» و«تويتر» أشهر اللقطات للأطباء الذين قاموا بحمل المرضى وإنقاذهم من الاختناق بسبب الحريق.

ونشر النشطاء عدداً من القصص الإنسانية التى نشرها الأطباء عبر صفحاتهم والتى كان أبرزها قصة رواها الطبيب محمدى عمر طبيب القلب بمستشفى الحسين الجامعى، قائلا: «أنا كنت فى الحريق اللى حصل فى مستشفى الحسين النهارده وعيشته لحظة بلحظة، وبعيدا عن سبب الحريق أو الخسائر اللى سببها، أنا حابب انقل واقعاً عشته لمده ساعتين وأكثر،  فمستشفى الحسين يقدم خدمة عالية الجودة لقطاع كبير جدا من المرضى من القاهرة وخارجها من الإسكندرية إلى أسوان، من أجل تلقى العلاج».

وتابع محمدى: «وقت ما قام الحريق كنت فى العمليات، أغلقنا باب العمليات الرئيسى على أنفسنا، والنار فوقنا لمدة ساعة عشان الحالات متخدرة ومفتوحة ولازم العملية تكمل، والحقيقة دى عاوزه جراحين وتمريض أعصابهم فولاذية عشان يسمعوا بودانهم كلمة حريقة ويستمروا فى ثبات وتركيز فى شغلهم ودكتور تخدير مستنى الحالة تخلص حتى يقوم بإفاقتها ووضعها على سرير ويسير بها بعيدا عن الأذى».

مضيفا: «عندما انتهينا من العمليات خرجنا فوجدنا نواب القلب ونواب الصدر وبنات التمريض بـ 100 راجل، والعمال يسيرون بسرعة بالسراير ينقلون المرضى بعيدا عن الحريق وكان فى حالات اختناق كتير من المرضى، ويقومون بإسعاف المرضى رغم كثافة الدخان».

لافتاً إلى أنه تم التنسيق فى الوقت نفسه مع أطباء سيد جلال والزهراء حتى يستعدون لاستقبال الحالات وتجهيز اللازم لكل حالة،  مضيفا: «نزلت الدور اللى تحته لقيت نواب الرمد نفس الحال  شفت اتنين دكاتره شايلين مرضى كباراً فى السن على أيديهم والله ونازلين على السلم، والعمال والتمريض والطلبة والدكاتره هما اللى أنقذوا الناس حرفيا فى ظل تأخر المطافى والإنقاذ اللى على بعد 5 دقايق من المستشفى، وأخلوا مبنى كامل بدون خسائر بشرية ولا وفيات، وفى خلال دقايق كانوا تسلموا 9 حالات من رعايه الصدر ورعاية الباطنة والطوارئ ووضعهم على تنفس صناعى والعناية بهم هما والتمريض كانوا كالنحل والله وانقذوا مرضى كانوا على بعد دقائق من الموت».

واسترسل قائلا: «أبطال الحريق من وجهة نظري هما الدكتور محمود الجبالى، والدكتور محمد الألفى، أطباء بقسم القلب، حيث ضربا مثالا رائعاً فى التضحية لإنقاذ المرضى ومعهما عم رضا وعم محمد وكل التمريض وغيرهم كثيرا».

وعلق عدد من النشطاء على مواقع التواصل عبر عدد من الصفحات عبارات شكر وثناء لأطباء الحسين قائلين: «شكراً لفريق مستشفى الحسين الجامعى.. شكراً للأبطال»، مؤكدين: «رغم ضخامة النار التى اشتعلت فى بعض طوابق المستشفى انتهى بأنه لا يوجد ولا حالة وفاة بسبب الحريق، فى وجود مئات المرضى، منهم 115 حالة محجوزة بالمسشتفى غير حالات الكشف والزوار وقتها، ومنهم من كان داخل العمليات والرعاية، وهذا كله تم بفضل أطباء وممرضات وعمال كل واحد خاطر بحياته وعمل واجبه».

ونقل رواد مواقع التواصل تغريدة للدكتور محمود الجبالى طبيب بقسم القلب، قوله إنه كان لحظتها فى غرفة العمليات والحالات متخدرة والجراحات تعمل وهو ما يعنى أنه من المستحيل أن يتم ترك المرضى والفرار هاربين خوفا من الحريق، مضيفا: «نفس الموقف فى قسم الرمد حدث مع أطباء القلب حيث قام الأطباء بحمل المرضى على أكتافهم حتى يتم إنقاذهم».

وتابع الرواد قول الجبالى: «للأسف المطافى والدفاع المدنى اتأخروا ووصلوا بعد 50 دقيقة من الحريق، للأسف كمان مشفناش تغطيات إعلامية على قدر الحدث».

وعلق الرواد قائلين: «كل التحية والشكر لطاقم مستشفى الحسين الأبطال، ولكل مصرى عنده شرف وضمير بيشتغل فى مكانه ويؤدي واجبه فى أى مجال وفى أى مكان».

من جانبها، روت الممرضة «حنان»، قصتها قائلة: «أنا يوميا أقوم باستقبال الحالات فى الطابق الأرضى، وفجأة لاحظت تصاعد أدخنة من المستشفى فصرخت بأعلى صوتى: «الحقوا أحسن يكون فى حريق»، مطالبة أفراد الأمن بسرعة اكتشاف مصدره، مضيفة بعدها تبين اندلاع حريق بقاعة الاجتماعات فى الطابق الرابع الخاص بقسم الرمد، ليبدأ الجميع فى الهروب بعيدا عن مصدر النيران، متابعة: «جرينا كلنا ونقلنا المرضى لقسم الاستقبال فى الدور الأول».

وذكر أحد أهالى مريض، كان فى زيارة لأحد المرضى بقسم الجراحة قائلا: «كنت فى قسم الجراحة، ولقيت الدخان داخل علينا وسمعنا أصوات انفجارات كثيرة»، مشيراً إلى أنه ساعد أعضاء هيئة التمريض والعمال فى نقل الحالات بعيدا عن العنابر التى تحولت إلى قطعة فحم «النار أكلت الوجبات».

 وأضاف شاهد العيان، أن حالات الاختناق طالت الجميع ومن بينهم الممرضات «أنا كنت بسقيهم ميه»، موضحاً أن حالة من الفزع انتابت الجميع خاصة مع ارتفاع حالات الإغماء، وبينما ينفذ رجال الإطفاء عمليات التبريد لمنع تجدد الحريق.

من جهته قال محمد عبدالحليم أحد العاملين بمسشفى الحسين، وشاهد عيان على الحريق، إنه شاهد الادخنة تخرج من النوافذ، وسارع إلى الصعود للأعلى للتأكد من حقيقة الوضع، فذهب إلى السلم الخلفى فوجد ألسنة اللهب قد ارتفعت، وعند النزول وجدنا مسئولى الصيانة والصحة المهنية، وأصدروا تعليمات للعاملين والمرضى بسرعة إخلاء المستشفى من المرضى، مشيراً إلى أن النيران بدأت من الطابق الرابع ثم الخامس ثم السادس وكل هذا ونحن نشاهده من النوافذ أثناء إخلائنا للمرضى، لافتا إلى أن جميع الموجودين فى المستشفى كانوا يحملون المرضى حتى الأطباء الصغار والكبار.

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg