أدرك بعض القائمين على عدد من المساجد والمراكز الإسلامية ضرورة وجود تنسيق للجهود والتعاون فيما بينهم من أجل تنظيم العمل الإسلامى وشئون الدعوة فى أمريكا اللاتينية، فقاموا فى العام 1997م بعقد اجتماعا تشاوريا بحضور ممثلين للمساجد والمراكز الإسلامية من 19 دولة من تلك القارة، وكان من ثمار ذلك اللقاء تأسيس «المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية»، وقد حصلت المنظمة على دعم الأزهر الشريف فى مختلف الأنشطة المقدمة من المنظمة، حيث تقوم تلك المنظمة بنشاط ملموس يتمثل فى طباعة الكتب الإسلامية باللغات المحلية، التى تشرح الإسلام وأصوله ومبادئ العبادات والمعاملات، وتوزيعها على المراكز الإسلامية الأخرى والأفراد، كما تحرص هذه المنظمة، على إرسال بعض المسلمين من أمريكا اللاتينية لأداء فريضة الحج، إضافة إلى السعى لتوفير منح دراسية لبعض شباب تلك القارة فى جامعة الأزهر، ومحاولة توفير فرص عمل لهم بما يخدم الجالية المسلمة هناك، كما تسعى هذه المنظمة كذلك إلى تنشيط العمل الإسلامى على المستوى السياسى مثل المطالبة بإعطاء العاملين من المسلمين عطلة رسمية فى العيدين، مع تشجيع المسلمين على التمسك بحقوقهم السياسية أسوة بغيرهم من مواطنى تلك الدول، والارتقاء فى المناصب المؤثرة سياسيا واقتصاديا، والدفاع عن الجاليات المسلمة على المستوى الدولى وتمثيلها.
بداية جهود الأزهر
كانت بداية جهود الأزهر الشريف فى أمريكا اللاتينية قد تزامنت مع تيارات هجرة المسلمين إلى دول القارة، حيث تشكل المسلمون من خلال ثلاث موجات رئيسية من الهجرة، كانت الأولى بسبب الصراعات السياسية فى بلاد الشرق الأوسط أثناء الإمبراطورية العثمانية التى دفعت العديد من العرب للنزوح إلى الأمريكتين، أما الثانية فترجع إلى المهاجرين الفلسطينيين الفارين من بلادهم إبان الإعلان عن قيام الكِيان الصهيونى فى 1948، وأخيراً المهاجرون اللبنانيون خلال عقد الستينيات مع بداية الصراعات الطائفية الحزبية داخل لبنان، وقد نشأت فى بلدان ودول أمريكا اللاتينية من خلال هؤلاء المهاجرين جاليات إسلامية، استدعت ضرورة توجيه الأزهر الشريف طاقات علمية إسلامية لدى هذه الجاليات، وسرعان ما انتشرت فى أرجاء الدول اللاتينية المساجد الكبرى والمراكز الإسلامية، واندمج المسلمون فى المجتمعات اللاتينية، وأصبح للأزهر الشريف سفراء يقومون بنشر الدين الإسلامى فى عدد من دول القارة، خلال تلك الفترة.
وخلال السنوات الأخيرة قلت الهجرة من الدول الإسلامية إلى دول أمريكا اللاتينية، فأصبح المسلمون هناك يواجهون معضلة هامة وهى تقبل المجتمع اللاتينى لهم، وقيامهم بنشر الدعوة الإسلامية هناك، ولكن على غير المتوقع فقد تقبل المجتمع اللاتينى الجاليات العربية والإسلامية هناك، فارتفعت أعداد المسلمين فى دول أمريكا اللاتينية، وقامت الحكومات هناك بالاعتراف بالجمعيات والمراكز الإسلامية، وقامت الجمعيات الإسلامية بإنشاء العديد من المراكز الإسلامية الكبرى التى تضم مساجد ومدارس لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، كان الأزهر الشريف الداعم القوى لتلك المؤسسات والمراكز العلمية، فبادر بإرسال مبعوثين من مجمع البحوث الإسلامية للعمل فى المراكز الإسلامية والمساجد، وإرسال قراء للقرآن الكريم لإحياء ليالى شهر رمضان المعظم لدى الجاليات الإسلامية فى أمريكا اللاتينية.
مرحلة التأسيس
وخلال السنوات العشر الأخيرة، تنوعت أوجه التعاون والاهتمام من قبل الأزهر الشريف، بمسلمى أمريكا الجنوبية، فى مجالات عديدة، شملت 19 بلدا فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، شملت بعثات للأئمة لقيادة المراكز الدينية هناك، واستقبال وفود وطلاب من تلك الدول للدراسة فى رحاب جامعة الأزهر الشريف، من أجل إعدادهم كسفراء للإسلام فى دولهم، بالإضافة لعرض الأزهر الشريف بإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية وترجمة العديد من الكتب بلغات تلك البلدان.
كما تمت عمليات تبادل زيارات علمية وثقافية بين الأزهر والمراكز الإسلامية فى القارة اللاتينية، حيث تستقبل جامعة الأزهر العشرات من أبناء القارة للتعليم بالجامعة، وقام الأزهر الشريف خلال العامين الماضيين بدعم مختلف المؤسسات الإسلامية فى العالم العربى، وبخاصة المملكة العربية السعودية، وتقديم سبل الدعم للمؤسسات الإسلامية فى أمريكا اللاتينية بهدف مساعدة الجاليات الإسلامية هناك، ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة فى بلدان هذه القارة بشكل عام، باعتبارها أرضا خصبة لاستقبال منابع هذا الدين الحنيف دون مغالطات أو تحريف، كما وجه الأزهر الشريف أعمال مركز الأزهر للترجمة والتى تتناول كتب صحيح الإسلام التى تنشر الفكر الإسلامى الوسطى، وترجمتها إلى الإسبانية والبرتغالية، وهما اللغتان الرسميتان لدول القارة اللاتينية، فيما يقوم مرصد الأزهر الشريف بعمل دراسات ديموجرافية لتلك الدول للتعرف على خصائصها وكيفية التعامل معها، بالإضافة للتعاون مع المؤسسات الإسلامية اللاتينية، بهدف رفع مستوى التعاون ومعرفة متطلباتهم وكيفية دعمهم من أجل رسم صورة صحيحة للإسلام، بالإضافة إلى جهود الأزهر فى إرسال قوافل سلام للتعريف بالأزهر.
قمم ومؤتمرات
يدعم الأزهر الشريف كافة الجهود المبذولة من جانب المؤسسات الدينية والمراكز الإسلامية العاملة فى دول أمريكا اللاتينية، حيث يدعم كافة المؤتمرات والقمم الحوارية التى تقام بهدف توصيل رسالة الإسلام ونشر الدعوة الإسلامية، حيث دعم الأزهر الشريف القمة التى عقدت فى بويرتوريكو والتى حملت عنوان «المؤتمر الوطنى الثانى للحوار بين الأديان» الذى عقد فى العاصمة «سان خوان» وجاء تحت شعار «ثقافة الحوار بين الأديان فى بناء السلام» وذلك بمشاركة أكثر من 250 شخصية تمثل الطوائف الدينية المختلفة من جميع أنحاء العالم. وخلال هذا المؤتمر، قدم عدد من رجال الدين الإسلامى والمسيحى واليهودى وغيرهم رسالة عامة فى سبيل دعم الحوار بين الأديان، وبيان أن الأديان جميعها تقوم على التعاون بين البشر، وليس على التفرقة أو التمييز. وقد ضمت فعاليات هذا المؤتمر العديد من الأنشطة الثقافية المختلفة الخاصة بكل ديانة من المشاركين فى المؤتمر، وذلك للتأكيد على تعزيز علاقات الصداقة والاتصال بين الجهات الفاعلة فى مجال الحوار بين الأديان. ولم يقتصر المؤتمر على مشاركة رجال الدين فحسب، بل شاركت شخصيات عامة وقيادات سياسية وكذلك مديرون ومسئولون بالحكومة وممثلون عن منظمات غير حكومية.
كما كان الأزهر الشريف داعما للقمة التى عقدت فى الأرجنتين للحوار بين الأديان بمشاركة المسلمين فى مدينة «أوشوايا» تحت عنوان «الإرهاب وتطور الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر ومعضلة التعليم الدينى»، حيث أبرز «جوستابو جيرمى» نائب رئيس المؤسسة اليهودية المسيحية الإسلامية للأمريكتين، أن مؤسسته تسعى إلى المساهمة فى أن تكون حياة المواطنين العاديين أكثر سعادة واستقرارا. وقد ضم هذا الملتقى 70 قيادة دينية من مختلف الديانات الموجودة فى الأرجنتين، منهم ممثلون ومبعوثون من الأزهر الشريف، حيث سعى المشاركون إلى تعزيز الحوار ومناقشة عدة قضايا تتعلق بالإرهاب وتطور الاتجار بالمخدرات وبالبشر وبعض المشاكل التى تواجه عملية التربية الدينية، وقد افتتح هذا الملتقى رئيس المؤتمر الأسقفى الأرجنتينى «خوسيه ماريا أرساندو» ومؤسس معهد الإسلام للسلام «سومر نوفورى»، وكذلك الحاخام «أبراهام سكوركا»، ولا شك أن مثل هذه الفعاليات تسهم فى تعزيز الحوار بين الأديان وتقريب وجهات النظر، ونأمل أن تستمر فى الانعقاد على المستويين المحلى والدولى. كما أن حضور المؤسسات الدينية والتعليمية فى مثل هذه المؤتمرات يعزز من قدرتها على مناقشة القضايا المعاصرة المطروحة على الساحة، والتى تمثل إشكالية للكثيرين.
وكان الأزهر الشريف موجودا فى قلب المؤتمرات والندوات الحوارية بمبعوثين وأئمة المراكز الإسلامية فى مؤتمر المركز الدولى للحوار بين الأديان والثقافات «كايسيد»، بالتعاون مع مديرية الشئون الدينية فى العاصمة الأرجنتينية «بوينُس آيرس» أنشطة بين طلاب المدارس من مختلف الديانات تحت شعار «الحوار بين الأديان والتعايش بين المواطنين»، وناقش الحواردوره فى ترسيخ التعايش بين أفراد المجتمع، وقد شارك فى هذه الفعالية مسئولون سياسيون ودينيون من داخل الأرجنتين وكذلك من خارجها، وخلال الاجتماع نوقشت العديد من الموضوعات المهمة مثل الآثار المترتبة على العمل المشترك بين الدولة والطوائف الدينية، وأهمية الحوار بين الأديان فى بناء مجتمع يسوده السلام والتعددية والتلاحم بين المواطنين.
وفى بوليفيا نظم المركز الإسلامى فى بلدية »سانتا كروث دى لا سيرا» دروسا لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم والتفسير للأطفال والشباب، بالإضافة إلى عقد محاضرات حول الإسلام والثقافة الإسلامية والقيم الاجتماعية والتعايش واحترام خصوصية الأفراد، وذلك ضمن الأنشطة الاجتماعية والتربوية للمراكز الإسلامية، كما استقبل المركز مجموعة من طلاب جامعة NUR البوليفية ومدرسة «خوسيفينا بلسامو» للحديث حول الإسلام وسماحته، وكذلك الرد على أسئلتهم. وفى دولة شيلى، فى بادرة طيبة، قامت رئيسة الدولة بدعوة الجالية المسلمة فى البلاد لتناول الإفطار فى إحدى ليالى شهر رمضان الماضى، وهو الأمر الذى ترك انطباعاً جيداً لدى المسلمين، والذى يعكس رغبة الحكومة -وعلى رأسها رئيسة البلاد- فى وجود نوع من التعايش بين جميع الطوائف والمعتقدات الدينية المختلفة، ولم يقتصر الأمر على دعوتهم لتناول الإفطار فحسب، بل أمرت بأن يرفع الأذان داخل القصر الرئاسى لأول مرة فى التاريخ لتناول الإفطار والسماح للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية.
دورات تدريبية
كما يقوم الأزهر الشريف من خلال عدد من المؤسسات التابعة له، كالرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية، وجامعة الأزهر، ومدن البعوث الإسلامية بتنظيم عدد من الدورات التدريبية للمسلمين الجدد من أبناء الدول التابعة للقارة اللاتينية، بالإضافة لدورات تدريب للأئمة العاملين بالمراكز الإسلامية من أبناء الجاليات الإسلامية فى دول أمريكا اللاتينية، كما يقيم الأزهر الشريف دورات تدريبية وتعليمية لخريجى الأزهر الشريف الدارسين بالجامعة لتأهيلهم كسفراء للإسلام فى دولهم، ومن أبرز تلك الدورات التى قام بها الأزهر الشريف، الدورة التدريبية التى قام بها من خلال رابطة خريجى الأزهر الشريف، وذلك فى الفترة من 2 إلى 27 أغسطس عام 2015، حيث تم تنظيم الدورة لأكثر من 38 متدربا من دول (المكسيك- كولومبيا-البرازيل- شيلى الإكوادور-إسبانيا- بيرو) من حديثى الإسلام وذلك فى سبيل تحقيق أهداف الرابطة فى نشر الإسلام الوسطى المعتدل بعيدا عن الفكر المتطرف ولتوضيح الصورة المضيئة للدين الإسلامى التى شوهها المتطرفون.
وقد تضمنت الدورة عدة محاضرات فى عدة مجالات منها وسطية الإسلام فى عالم متغير، والتعريف بالأزهر كمؤسسة دينية وعلمية ودعوية واجتماعية، والإصلاح فى مجال التعليم بين القديم والحديث، ومنهاج وضوابط التجديد فى الفكر الإسلام، ومنهاج وضوابط الفتوى، منهجية البحث العلمى فى الفكر الإسلامى، والجامعات الإسلامية فى مواجهة العولمة، ومنهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وفى أعقاب الدورة، أقامت الرابطة حفلا تم خلاله توزيع شهادتين على المتدربين الأولى خاصة باجتياز الدورة التدريبية والثانية شهادة اعتناق الإسلام، وقد تمت تلك الدورة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين.
كما التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى أعقاب تلك الدورة، بالمشاركين بها من دول أمريكا اللاتينية حيث أكد لهم أن الأزهر الشريف يرفض فرض ثقافة بعينها على الآخرين، ولا يؤمن بنظريات صراع الحضارات، ونهاية التاريخ، وعولمة العالم كله فى اتجاه واحد، مشددا لهم على أن الحرب فى الإسلام لا يلجأ إليها إلا للدفاع عن النفس والأرض والعقيدة، وأن «داعش» لا يمثل الصورة الصحيحة للإسلام، مضيفا خلال لقائه بمقر المشيخة، بالطلاب المشاركين فى الدورة التدريبية، أن الأزهر الشريف يحمل على عاتقه إلى جانب دوره التعليمى والدعوى، مهمة إشاعة السلام بين جميع الناس، حيث يدرس بجامعته أكثر من 15 ألف طالب من أبناء المسلمين من أكثر من 100 دولة. ولفت الإمام الأكبر خلال اللقاء، إلى أن الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه، فقد خلق الله الناس مختلفين فى عقائدهم وأديانهم، وكان بمقدوره أن يخلقهم على دين وعقيدة واحدة، مطالباً جميع المسلمين أن يقدموا الصورة الصحيحة للإسلام من خلال سلوكياتهم ومعاملاتهم مع الآخرين، فيما استمع فضيلته إلى آراء ومقترحات طلاب دول أمريكا اللاتينية الدارسين بالرابطة، وقرر تقديم 10 منح للراغبين منهم فى تعلم اللغة العربية، والتعرف على الدين الإسلامى الحنيف، مؤكدا دعمه التام لهم من خلال تقديم كافة التسهيلات لهم، وتلبية احتياجاتهم لإتمام دراستهم بالأزهر ليكونوا سفراء له فى بلادهم.
جهود حكماء المسلمين
من خلال سعى مجلس حكماء المسلمين فى فتح آفاق جديدة ومد جسور التواصل، أسس المجلس مبادرته التى حملت شعار «حوار الشرق والغرب» من أجل الانفتاح على الآخر، ومد جسور التعاون بين بنى البشر على اختلاف أجنأسهم ومعتقداتهم، فى محاولة منه للبحث عن سبل العلاج من مرض التطرف والعنف والإرهاب، والعمل على التعاون على البر والتقوى والتعايش السلمى ونشر ثقافة السلام فى العالم، والحد من اتساع نطاق استباحة حرمة الأنفس والأعراض والأموال، وتقديم المصالح العليا للإنسان والأوطان على المصالح الخاصة، فقام بتدشين قوافل سلام من خلال مجموعات علمية أزهرية متخصصة فى الشريعة الإسلامية وعلومها، يتحدثون اللغات المتعددة بهدف نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك من خلال توضيح تعاليم الإسلام الصحيحة التى تحض على ذلك، وتحصين هذه المجتمعات وبخاصة الشباب الذين يمثلون هدفا لحركات التطرف والتضليل داخل هذه المجتمعات والإجابة عن أهم التساؤلات التى تشغل فكرهم، بالإضافة لتشجيع المسلمين على الاندماج بشكلٍ إيجابى وفعال فى المجتمعات التى يعيشون فيها، والإسهام فى بناءها ورقيها.
وقد قام المجلس بتسيير قافلة سلام إلى كولومبيا فى اغسطس 2017، حيث توجهت القافلة بناء على توجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، التقت القافلة خلال جولتها بالعديد من المؤسسات الرسمية الكولومبية، كما اقامت لقاء مفتوحا بمقر جامعة «سرخيو أربوليدا»، والتقت بوفد من الكنيسة الكاثوليكية الكولومبية، وكانت آخر فعاليات القافلة بكولومبيا لقاء مفتوحا مع الشباب الكولومبى بمعهد «براهاما كوماريس»، وقد قامت القافلة بإعطاء نبذة مختصرة عن جهود الأزهر الشريف فى الحوار مع الآخر وأهمية التعارف والتواصل بين أتباع الديانات المختلفة بصفتهم يمثلون النواة الحقيقية لمجتمعاتهم، وأن سنة الله فى الأرض اقتضت اختلاف طبائع الناس وألوانهم وعقائدهم لعلة التقارب والتعارف الذى لا بد من حدوثه بين القبائل والشعوب المختلفة.