| 25 أبريل 2024 م

أوزبكستان.. فتحها قتيبة بن مسلم وسكنها أئمة الحديث

  • | الإثنين, 15 أكتوبر, 2018
أوزبكستان.. فتحها قتيبة بن مسلم وسكنها أئمة الحديث

تزامنا مع جولة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الآسيوية، التى تتضمن زيارة دولتى كازاخستان للمشاركة فى مؤتمر قادة الأديان، ثم زيارة دولة أوزبكستان، نلقى الضوء على هذه الدولة التى اشتهرت بموطن أهل الحديث فى هذه السطور.. أُوزبَكِسْتان هى أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان، التى تقع وسط قارة آسيا، وعاصمتها طشقند ومن أهم مدنها سمرقند، وهى إحدى الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفيتية السابقة، وتضم جمهورية أوزبكستان جمهورية قراقل باك، كما تضم أقاليم لها حكم ذاتى يبلغ عددها تسعة أقاليم، منها أقاليم لها شهرة عريقة فى تاريخ الإسلام، مثل مدن بخارى وسمرقند وطشقند وخوارزم، فقد قدمت هذه المناطق علماء أثروا على التراث الإسلامى بجهدهم.

وتعد أوزبكستان من الدول التى تربى وترعرع فيها الكثير من العلماء الذين أثرو الحضارة الإسلامية، ولهم تاريخ طويل فى النهوض بالعالم، ومن بينهم الإمام البخارى والخوارزمى والبيرونى والنسائى والزمخشرى والترمذى وغيرهم سوف يتم الحديث عنهم بتفاصيل لاحقا، وتعد اللغة الرسمية هى الأوزبكية كما أن جميع الشعب يجيد اللغة الروسية وقليلاً منهم يفهم اللغة الدرية التى يتكلم بها مواطنو طاجيكستان وأفغانستان.

تاريخ الاستقلال 

فى القرن 19، بدأت الإمبراطورية الروسية تتوسع وتنتشر فى آسيا الوسطى، ومع بداية عام 1920، كانت آسيا الوسطى بحزم فى أيدى روسيا وعلى الرغم من بعض المقاومة فى وقت مبكر إلى البلاشفة، أصبحت أوزبكستان وبقية آسيا الوسطى جزءا من الاتحاد السوفيتى.

 وفى 27 أكتوبر 1924 تم إنشاء جمهورية أوزبكستان الاشتراكية السوفيتية، من عام 1941 حتى عام 1945، خلال الحرب العالمية الثانية، وفى 1991 حصلت أوزبكستان  على استقلالها عقب انهيار الاتحاد السوفيتى، وينص دستورها لعام 1992 على أن نظام الدولة علمانى ديمقراطى، وأن حرية التعبير والعبادة وحكم القانون مكفولة للجميع.

الموقع الجغرافى

تبلغ مساحة جمهورية أوزبكستان 447.400 كم، أما السكان فيصل عددهم إلى 22 مليون نسمة، يشكلون الثقل السكانى للمسلمين فى المنطقة، بنسبة 90% من المسلمين السنّة، وبها عدد من المنتمين للعرقيات حيث يمثل الأوزبك 57% من السكان، والروس والأكران 10% وبقية الأقليات خاصة الكازاخ والقرقيز والتتار يشكلون نحو 15%، وهنــاك أقليـة عربية فى مدينة (عربخانـة) عددهـا نحو 50 ألف نسمة، وانخفض عدد السكان فى الماضى بتأثير المذابح الجماعية التى قام بها الروس ضد الأوزبك فوصل عدهم عام 1926م إلى 3.9 مليون فقط، وقد فرَّ كثير منهم إلى تركستان وأفغانستان وبقية المناطق المجاورة، ولكنَّ نسبة زيادة السكان التى تبلغ سنوياً 2.3%، أعاد للمنطقة طابعها الإسلامى من الناحية العددية، كما يعرف عن الشعب الأوزبكى بتدينه ومحافظته وله تاريخ مجيد مع الإسلام والجهاد والعلم، وهم أحناف المذهب وينتمى كثير منهم للطريقة النقشبندية، كما أنهم مشهورون بالكرم والضيافة. 

وتحدها كازاخستان من الشمال ومن الغرب، وتركمانستان من الجنوب وقيرغيزيا وطاجكستان من الشرق، وكلها جمهوريات إسلامية، وتتسم أوزبكستان بأنها بلد زراعى ينتج القمح والأرز، والذرة وينتج خمسة ملايين طن من القطن الخام كما ينتج الجوت وإلى جانب هذا ثروة رعوية تقدر بعشرة ملايين من الأغنام والماشية، وهكذا تنتج أوزبكستان أكثر من نصف الاتحاد السوفياتى من القطن، وأكثر من ثلاثة أرباع الجوت به، وثلث الحرير وأكثر من ثلث فرو الاستراكان.

التعليم

تتمتع أوزبكستان بمعدلات عالية ممن يجيدون القراءة والكتابة، حيث تمكن نحو 99.3٪ من البالغين فوق سن الخامسة عشرة من القراءة والكتابة، ومع ذلك فإن 76٪ فقط من السكان دون سن 15 عاماً مسجلون حالياً فى التعليم «و 20٪ فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 6 سنوات فى مرحلة ما قبل المدرسة»

الإدارة الدينية

تخضع الإدارة الدينية لمسلمى آسيا الوسطى برئاسة المفتى، وتعتبر طشقند وسمرقند وبخارى من أقدم مدن المنطقة، وهى تعطى التاريخ الإسلامى معناه الأبرز، وازدهر الإسلام وتوسع وانتشر، وتعد مدينة سمرقند العاصمة التاريخية لأوزبكستان حتى العام 1930م، عندما نقلها الروس إلى طشقند، وذلك لمظهرها الإسلامى الصارخ والضارب فى عمق التاريخ. وتشتهر أوزبكستان بكثرة المساجد والآثار والبساتين، كما تتميز بكثرة مزاراتها فهى تضم رفات عدد كبير من الصحابة الذين استشهدوا فى تلك الديار مثل (قثم بن العباس بن عبدالمطلب) الذى يقال بأنه استشهد فى فتح بخارى، وخيـوة وهى مدينة خوارزم وتقع فى أقصى الغرب على الحدود مع تركمانيا، ويغلب عليها الطابع الشرقى الإسلامى منذ كانت عاصمة لدولة خوارزم، ولم تسقط المدينة فى أيدى الروس إلا عام 1924م أى بعد الثورة الشيوعية بسبعة أعوام.

موطن أهل الحديث

 تشتهر أوزبكستان بأنها موطن علماء الحديث وعلماء آخرين فى جميع المجالات ومن أشهر علمائها: الإمام النسفى الذى ولد فى نسف أوزبكستان وتوفى فى سمرقند، والدارمى الذى ولد وتوفى فى سمرقند، والترمذى الذى ولد وتوفى فى ترمذ، والزمخشرى الذى ولد وتوفى فى خوارزم، وأبومنصور الماتريدى، الذى ولد وتوفى فى سمرقند، ومحمد بن موسى الخوارزمى، الذى ولد فى خوارزم، وتوفى فى بغداد، وابن سينا الذى ولد فى بخارى وتوفى فى همدان بإيران، وأبوالريحان البيرونى الذى ولد فى خوارزم وتوفى فى غزنة بأفغانستان،  وغيرهم من العلماء الذى أثروا الحضارات الإسلامية بأسرها.

الإسلام فى أوزبكستان

بدأ الفتح الإسلامى لبلاد التركستان بعد معركة نهاوند الشهيرة التى حسمت الأمر مع الساسانيين عام 21 هـ فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ولقد انساحت الجيوش الإسلامية بعد هذه المعركة الفاصلة فى أرجاء فارس بقيادة الأحنف بن قيس، سارت جيوش الأحنف ففتحت هرات (شمال غربى أفغانستان) ثم مرو (عاصمة خراسان)، وفى عام 31 هـ فى عهد الخليفة عثمان- رضى الله عنه- فتح الأحنف طخارستان (وهى ولاية كبيرة فى أعالى جيحون)، وفى عام 88 هـ فى عهد الخليفة الأموى عبدالملك بن مروان، وفتح قتيبة بن مسلم الباهلى مدن بيكند وبخارى ومدن خوارزم وسمرقند، وفى العام التالى فتح بلاد الشاش (طشقند) وفرغانة، ثم اتجه شرقاً ففتح مدينة كاشغر، فى هذه المنطقة قامت دولة السامانيين عام 261 هـ وكانت عاصمتها بخارى، وظلت هذه الدولة بمدنها التاريخية بين الشد والجذب للدفاع عن قيمها وعاداتها وتقاليدها ومتمسكة بدينها رغم تعاقب الأجيال، ووقع الكثير من المعارك والحروب حتى يومنا هذا الذى أصبحت من أهم الدول الإسلامية فى وسط آسيا ملتزمة ومحافظة على ما بذله الصحابة والتابعون والقادة الإسلاميون، ويتردد عليها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لتكون أحد المنابر الكبرى التى يخاطب منها العالم أجمع.

طباعة
الأبواب: أخبار, متابعات
كلمات دالة:
Rate this article:
3.6

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg