| 25 أبريل 2024 م

فى الجلسة الأولى لندوة "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل": د. الفقى: كلمة الإمام الأكبر شخصت مشاكل الأمة ووضعت العلاج المناسب

  • | الخميس, 25 أكتوبر, 2018
فى الجلسة الأولى لندوة "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل": د. الفقى: كلمة الإمام الأكبر شخصت مشاكل الأمة ووضعت العلاج المناسب

انطلقت أعمال الجلسة الأولى للندوة الدولية التى يقيمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين «الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل»، حيث جاءت تحت عنوان «تطور العلاقة بين الإسلام والغرب» وقد تحدث فيها كل من الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، والمطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا، نيابة عن الأسقف جاستن ويلبى رئيس أساقفة كانتربرى، والدكتور محمد عبدالغنى شامة أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، والسيد كازو تكاهاشى نائب رئيس الرابطة اليابانية لدراسات كيوسى باليابان.

وأكد الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، فى كلمته أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قدم نموذجاً لصحيح الإسلام بروحه وتعاليمه السمحة التى تقبل الآخر وتدعو للتعارف والتعاون، وأن كلمته التى ألقاها جاءت فى صميم تخصصه باعتبار أنه رجل متخصص فى الفلسفة الإسلامية، ووضع يده على مشاكل الأمة، وشخصها تشخيصا صحيحا ووضع لها العلاج المناسب، مؤكدا على أن الأزهر فى عهد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قد شهد نجاحا كبيرا، وتجاوز الفترة التى عصفت بالأمة، خلال السنوات الأخيرة، ونجح فى لم شمل المجتمع المصرى، فأنشأ بيت العائلة المصرى، وشرع للحوار مع الحضارات المختلفة للوصول إلى توافق واتفاق ليؤكد عالمية الإسلام وتسامحه.

وأكد الفقى أن العلاقة بين الإسلام وأوروبا علاقة محورية مهمة، إلا أنها تتسم بالصعوبة نظراً لقيام بعض الجماعات المتطرفة بتشويه صورة الإسلام فى الغرب من أجل تحقيق مصالحها الشخصية، ما يدفع إلى أهمية العمل المتبادل والتبادل الثقافى والمعرفى بين الشرق والغرب لإيجاد الحلول التى تسهم فى الوصول إلى التعايش والفهم المتبادل، موضحاً أن الإسلام دين له مكانته وقيمته وتعاليمه السمحة التى تحث على المواطنة والمؤاخاة والتعايش، مؤكداً ضرورة التواصل بين الإسلام وأوروبا سلبا وإيجابا لأنه ليس بالضرورة أن تنشأ علاقات تقوم على الاستقرار والرخاء ولكن يمكن أن يقوم التواصل على الجدل والرفض.

وأضاف رئيس مكتبة الإسكندرية أن الإسلام يتعرض لحرب ضارية تشوه صورته وتريد النيل منه ومن مكانته، لافتا إلى أن مصر بلد الأزهر بها تنوع ثقافى ودينى، وبها مساجد وكنائس ومعابد يهودية فى إشارة للتنوع، وأن هذا دليل كاف على سماحة الإسلام وبراءته تماما من الاتهامات الباطلة التى تلصقه ظلما وزورا بالإرهاب، مشددا على أن الجاليات الإسلامية تواجه بعض الظروف فى عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا بسبب توجيه الاتهام لبعض أفرادها بالإرهاب والتطرف، مشدداً على ضرورة احترام خصوصية الآخر وعدم إيذائه وهو ما يحض عليه الدين الإسلامى.

وألقى المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا كلمة الأسقف جاستن ويلبى، رئيس أساقفة كانتربرى، حيث أكد خلالها على أن الندوة الدولية التى ينظمها الأزهر الشريف «الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل» تعد حدثاً مهما يجدد الأمل لدى أتباع الديانات، مضيفاً أن المؤمنين سيعملون بكل إخلاص وعزيمة لوضع أرضية مشتركة يمكن من خلالها مواجهة المخاطر والعمل على تحقيق السلام وخدمة الصالح العام.

وأشاد الأسقف ويلبى، بإقامة الأزهر ومجلس حكماء المسلمين لـ«منتدى شباب صناع السلام» فى لندن، حيث اجتمع عدد من الشباب المسلم والمسيحى فى قصر «لامبث» فى يوليو الماضى، وتم الاستماع إلى أصواتهم وآرائهم الرامية لإيجاد عالم أفضل صالح لكل البشر دون المساس بالمعتقدات، ما يعكس إيمان الأزهر بدعم قيم السلام والحوار، معتبراً أنها علامة مضيئة على طريق الأمل ضمن الجهود الكبيرة لفضيلة الإمام الأكبر فى مواجهة الأفكار المتطرفة وظاهرة الإسلاموفوبيا التى انتشرت بسبب الاستخدام الخاطئ للنصوص الدينية من المتطرفين، رغم أن الجميع يتفق على أن الإسلام دين سماحة وسلام، مشيراً إلى أن تاريخ الكنيسة أيضاً يقول إن هناك من استخدم نصوص الكتاب المقدس للقيام بالحروب الصليبية.

كما ألقى الدكتور محمد شامة أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، كلمة فى الجلسة أكد خلالها على اشتراكه فى أكثر من خمسة وثلاثين حوارا فى دول متعددة فى الفلبين وألمانيا وكازاخستان، وكانت أغلب تلك الحوارات تدور فيما بين الأديان المتعددة من بينها البوذية والهندوسية وغيرها من الأديان، والنتيجة التى خرجت بها من تلك التجارب هى أن الحوار بين الأديان أمر ممكن، مشددا على أن الحوار بين أتباع الأديان أصبح مطلبا حيويا وضرورة قصوى، لتصحيح المفاهيم المغلوطة بين الأديان، ولتحقيق التعايش الاجتماعى داخل الوطن الواحد، مبينا أن البعض فى الغرب يعتقد أن الإسلام دين تطرف وتشدد، مشيراً إلى ضرورة أن يبذل المسلمون جهداً كبيرا لتصحيح الصورة السلبية عن الإسلام، لأنهم يرون أن المسلم فى ساحة التحاور مع الآخر اما قاتل أو مقتول، ويتهمون المسلمين بالتخلف، وهو أمر ينبغى أن يتم تصحيحه بشكل كبير، وللأسف هذه الصورة وجدتها من خلال معايشتى فى ألمانيا لفترات طويلة. وأضاف شامة أن الحوار بين الإسلام والغرب يجب أن يكون بعيدا عن العصبية وإلصاق التهم جزافا، والاستماع للآخر، وقبل الحوار مع الآخر لا بد من ترتيب البيت من الداخل، فلابد أن يكون المسلمون على قلب رجل واحد، ولا يوجد خلاف فيما بينهم، خاصة أن فى الإسلام فرقا وجماعات، لأن لديهم صورة عن الإسلام بأنه متعدد، ولذا السؤال الأول عند الحوار مع الغرب عن أى إسلام تتحدث؟

وأوضح شامة أن تصحيح الصورة الإسلامية أمر مهم خاصة أننا نملك الاسس التى يمكن القيام بها وهى القرآن والسنة النبوية، لأن القرآن والسنة هما التى اجتمعت عليهما الأمة الإسلامية وينحصر فى القرآن الكريم نصا وليس تفسيرا وفى السنة العملية والحديث المتواتر، مشددا على ضرورة الحوار بين المسلمين وبعضهم وخاصة السنة والشيعة، وحوار بين التيارات والجماعات الإسلامية السنية، وذلك حتى يمكن التوصل لنقاط اتفاق فيما بين المسلمين، من أجل الحوار مع الأديان الأخرى.

من جانبه قال كازو تكاهاشى، نائب رئيس الرابطة اليابانية لدراسات كيوسى، فى كلمته بالجلسة إن الحوار أصبح ضرورة ملحة لمواجهة الاختلاف الناجم عن صراع الحضارات، مشيراً إلى أن كافة الأديان تتقاسم تاريخا عظيما وقيما مشتركة قائمة على التعايش والتكامل، مضيفا أن المراجع والقيادات الدينية هى العنصر الأهم والأقوى الذى يؤثر فى توجهات وسياسات الشعوب والدول، مؤكداً أن التواصل والحوار هو السبيل الوحيد لبناء حضارة جديدة ومشتركة بين أتباع الديانات، ولعل هذه الندوة العالمية هى خطوة فاعلة وحقيقية على طريق التفاهم والتكامل بين الشرق والغرب.

وأوضح تكاهاشى أن التوصل لنقاط اتفاق بين الأديان ضرورة خاصة فى هذا العصر الذى أصبحت فيه الجماعات المتطرفة تسعى بالقتل والتدمير والعمليات الإرهابية باسم الدين حول العالم، مشيراً إلى أن الحضارات تغيرت بالفعل، وحتى نتدارك ذلك التغيير، لا بد من ضرورة التحاور، خاصة فى تلك التحديات التى نواجهها، ولابد من وجود آلية يمكن من خلالها الحوار بين الشرق والغرب.

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg