أشاد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو،  الأمين العام السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامى، فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأزهر» بالندوة الدولية للأزهر الشريف «الإسلام والغرب.. التنوع والتكامل»،  والمقامة بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر فى الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الحالى، مؤكدا أن تلك الندوة الدولية تناقش العديد من الملفات الهامة التى تطرحها وتناقشها مع عدد من القادة الدينيين والسياسيين والمفكرين، بهدف الوصول إلى آلية حوار بناء بين الحضارات المختلفة، مؤكدا أن الأزهر الشريف قد قطع شوطا كبيرا فى هذا الجانب، وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف هو أول من نادى بحوار الأديان وبخاصة الحوار الإسلامى الغربى، وكان من نتائجها وجود سلسلة من المؤتمرات والندوات التى حملت الحوار بين الشرق والغرب، معربا عن خالص تقديره للأزهر الشريف لعقده هذه الندوة، وبخاصة فى هذا الوقت الذى تشهد فيه الأمة الإسلامية العديد من الصراعات والاتهامات التى تسىء للإسلام بسبب الجماعات المتطرفة.

وأوضح أن الأزهر الشريف له بصمات واضحة فى محاربة التطرف ليس فى مصر فقط، وليس فى المنطقة العربية فحسب، بل فى العالم كله، مستشهدا بتلك الزيارات التى قام بها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لدول العالم المختلفة، ولقائه عددا كبيرا من القيادات الدينية المختلفة، منهم قداسة بابا الفاتيكان، وغيره، بهدف خلق حوار بناء بين الشرق والغرب، أو بين الإسلام والغرب، وهو ما يصب بشكل كبير فى مصلحة تصحيح صورة الإسلام لدى العالم الغربى.

وأشار أوغلو إلى أن الحوار بين الإسلام والغرب وبخاصة أوروبا نحن فى حاجه ماسة له، وذلك لإيجاد صيغ مشتركة فى التعاون معا فى خلق حوار بناء، ونحن فى هذه الندوة الدولية نسعى لإيجاد طرح جديد من أجل الحوار، ومن أجل طرح أسئلة جديدة ورؤى جديدة وأفكار جديدة من أجل حوار أكثر قربا وعمقا مع الآخر، مشيدا بكلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مؤكدا أنه يعى جيدا النقاط التى نحن فى حاجة إليها لخلق حوار بناء بين الإسلام والغرب.

وحول جهود الأزهر الشريف فى مواجهة التطرف، أكد الأمين العام السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامى، فى تصريحاته، أن الأزهر الشريف قام بدور كبير فى مواجهة التطرف، ونشر الوسطية الإسلامية، وحارب التيارات المتطرفة، حتى فى عقر دارها، ورأينا جهود الأزهر فى تلك المواجهات التى تمت، منها إقامة مؤتمرات عالمية لإيضاح حقيقة تلك التيارات المتطرفة، ومنها مراكز تعمل على تفنيد ادعاءات التيارات المتطرفة، وتعريف العالم بحقيقة الإسلام، مؤكدا أن الأزهر هو أكبر وأقدم مؤسسة إسلامية وسطية فى العالم حافظت على ريادتها ورسالتها المعتدلة ودورها العالمى طوال أكثر من ألف عام، وأن هذا الإرث التاريخى جعل من الأزهر أكبر وأهم مرجعية إسلامية فى العالم، وأن مناهج الأزهر تنبذ العنف والإرهاب وتكرس لسماحة ووسطية الدين الإسلامى الحنيف.