| 20 أبريل 2024 م

النبي.. قائدًا عسكريًا وسياسيًا بارزًا

  • | السبت, 17 نوفمبر, 2018
النبي.. قائدًا عسكريًا وسياسيًا بارزًا

أكد الدكتور على محمد الصعيدى، مدرس العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالزقازيق جامعة الأزهر، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان ولا يزال مثالاً يُحتذى به فى كل شىء فكان خير قدوة للناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً»، لافتا إلى أن النبى لم يكن يتصرف إلا بحكمة وحسن تخطيط، ولم يكن يستبد برأيه أبداً، ودليل ذلك أنه كان دائماً ما يقول لأصحابه: «أشيروا على أيها الناس»، مؤكدا أن هذا يؤكد أنه كان قائدا محنكا، وسياسيا بارزا، ودبلوماسيا من طراز رفيع.

ولفت الصعيدى إلى أن الله تعالى فى القرآن الكريم وصفه بحسن المشاورة وجميل التوكل والأخذ بالأسباب، فقال تعالى «وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، مضيفا أن من جميل صفاته صلى الله عليه وسلم فى قيادته العفو والتسامح ففى البخارى ومسلم من حديث سيدنا عبدالله بن عمرو بن العاص، عندما سئل عن وصف رسول الله صلى الله وسلم فى التوراة، فقال: أجلْ والله، إنه لموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن: «يَا أَيُّهَا النَّبِى إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً»، وحِرزاً للأميين، أنت عبدى ورسولى، سميتُك المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا صخَّاب فى الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه اللهُ حتى يُقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيناً عُمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غُلفاً».

وشدد على أن من صفات النبى الكريم أيضاً، عفوه وصفحه عمن ظلمه حتى فى الحروب، فقد عفا عن لبيد بن الأعصم اليهودى الذى سحره، فلما سُئل صلى الله عليه وسلم عن هذا قال «شفانى اللهُ، وكرهت أن أُثير شراً»، ، كما أنه صلى الله عليه وسلم من صفاته كقائد أنه كان يؤلف القلوب ومن هذه المواقف ما حدث لثمامة كما فى صحيح مسلم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ أنه سمع أبا هريرة رضى الله عنه قال بعث النبى صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سوارى المسجد فخرج إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال ما عندك يا ثمامة؟ فقال عندى خير يا محمد، إن تقتلنى تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت فتركه حتى كان الغد ثم قال له ما عندك يا ثمامة؟ قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة؟ فقال عندى ما قلت لك. فقال صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نجل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلى من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلىّ والله ما كان من دين أبغض إلى من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلىّ والله ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلىّ وإن خيلك أخذتنى وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبى صلى الله عليه وسلم.

وتابع: «كان صلى الله عليه وسلم رحيماً مع أعدائه ففى الصحيحين عن نافع: أنَّ عبدالله - رضى الله عنه - أخبرَه: أنَّ امرأةً وُجدت فى بعض مغازى النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم - مقتولة، فأنكر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قتْلَ النِّساء والصِّبيان»، مشددا على أن أصحاب السير والتأريخ أكدوا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان قائداً محنكاً، ففى غزوة بدر الكبرى انتصر على المشركين رغم قلة العدد والعدة، لكنه صلى الله عليه وسلم استخدم فنون الحرب فجعل كتيبة المهاجرين تحت قيادة سيدنا على بن أبى طالب وعمير بن هاشم - رضى الله عنهما -، ثم الكتيبة الثانية وفيها الأنصار بقيادة سيدنا سعد بن معاذ - رضى الله عنه -، وكلتا الكتيبتين تُعدّان القوة الرئيسية، ثم نجد على الجوانب حرس الجوانب، أما المؤخرة ففيها حرس مؤخرة بقيادة قيس بن أبى حفصة - رضى الله عنه -، وانتصر الرسول- صلى الله عليه وسلم - فى غزوة بدر، وكانت قواته 305 مجاهدين، معهم 3 خيول و70 بعيراً، وكان تعداد المشركين 950 مقاتلاً و200 فرس وعدد كبير من الإبل للركوب وحمل المتاع وأعداد كبيرة من الماشية لطعامهم، فكتب الله لهم النصر.

وأكد أنه مما لا شك فيه أن توفيق الله مع التخطيط الجيد يكتب الله به النصر، وما أحوجنا لقائد يتحلى بصفات وأخلاق النبى الكريم فى الحرب حتى يعيد للمسلمين عزتهم وريادتهم فى العالم، كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين فتحوا البلاد شرقا وغربا وملأوا البلاد قسطا وعدلا بسبب ما تعلموه فى مدرسة النبى محمد.

طباعة
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg