| 18 أبريل 2024 م

علماء دين: الاحتفال بالمولد إظهار المحبة للرسول

  • | السبت, 17 نوفمبر, 2018
علماء دين: الاحتفال بالمولد إظهار المحبة للرسول

إن الاحتفال بميلاد النبى صلى الله عليه وسلم، تعظيم واحتفاء بالجانب النبوى الشريف، وهو عنوان محبته التى هى ركن من أركان الإيمان، فالاحتفال بميلاده جائز شرعاً، وهو من سبل إظهار المحبة لرسول الله، كما أن حضور مجالس مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مرغب فيها شرعاً وخصوصا فى شهر ميلاد النبى، لأن فيها من الخير الواضح ما لا يخفى على أدنى متأمل ومنصف، وفيها شد القلوب إلى محبته وتعظيمه وتوقيره، وتذكير الناس بسيرته الطاهرة، ومحبته وتعظيمه وتوقيره واجب شرعا والوسائل لها أحكام المقاصد.

أكد على ذلك الشيخ السيد عرفة عضو مركز الأزهر العالمى للرصد والإفتاء الإلكترونى، مستشهداً بقول الحافظ ابن رجب الحنبلى (محبَّة النبى من أصول الإيمان، وهى مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شىء من الأمور المحبَّبة طبعاً من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك).

وأوضح المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، بأنه تجمع الناس على الذكر، والإنشاد فى مدحه والثناء عليه، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام، إعلاناً لمحبة النبى، وإعلاناً للفرح بيوم مجيئه الكريم إلى الدنيا، فميلاده كان ميلاداً للحياة، مستشهداً بقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)

مشيراً إلى أن ليس كل بدعة تنكر بل حسب ماهيتها، وقد درجت الأمة الإسلامية منذ القرن الرابع والخامس من غير نكير على الاحتفال بمولد الرسول بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام والصيام والقيام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح فى رسول الله، كما نص على ذلك المؤرخون، وجاءت روايات كثيرة أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا يمدحون النبى فى الشعر.

ونوه على أنه يجب أن نهتدى بهديه ونتحلى بأخلاقه الكريمة التى نحن فى أمس الحاجة إليها اليوم، ونستلهم من سيرته العطرة ما يعيننا على العبور بسلام من تلك المرحلة الدقيقة فى تاريخنا، ونتلمس من سبل الهداية فى منهجه الحكيم ما يعالج مشكلات واقعنا وقضايانا المعاصرة، وبيان موقف الإسلام من الجرائم التى ترتكب من بعض ممن ينتسبون إليه، وبراءته من كل ما يهدد أمن وأمان البشرية جمعاء وليس المسلمين فقط.

ومن جانبه قال د.خالد عبدالرازق أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن فضل الأيام بفضل ما تشتمل عليه من الأحداث العظام، فالزمن وعاء الحدث والحدث مرتبط بالزمن فى بدأه ونهايته ودوامه، والزمن يسمى بما يحدث فيه من خير أو شر، وإذا مرت الأزمان بلا أحداث، كانت كأن لم تكن شيئ يذكر.

وتابع: لا شك أن ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم من أعظم الأحداث، لأن ما بعده من الأحداث والنعم والبركات كلها متوقفة عليه، ولانه يوم مولد الهدى الذى يهتدى به الحائرين والنور الذى يبدد الظلمات والحق الذى يدمغ الباطل، يوم طال انتظاره وترقبه لإصلاح ما افسدته غرائز الإنسان وشهواته، فيوم ميلاد خاتم النبيين له بركته وفضله على سائر الأيام، عرف النبى صلى الله عليه وسلم فضله فأختصه بالصيام احتفالاً واحتفاء بهذا اليوم المبارك وشكرا لله على نعمته وفضله عليه، فقد اخرج الأمام مسلم عن ابى قتادة الأنصارى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال «ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه وانزل على فيه»، فهو يوم احتفل به الكون كله استبشاراً بسطوع نور الحق على يد سيد الخلق، مشيراً إلى أن كل مسلم له أن يحتفل بهذا اليوم المبارك

وعن كيفية الاحتفال بالمولد النبوى، قال عبدالرازق أنه لا بد أن يكون الاحتفال من جنس شكر النعمة التى انعم الله بها علينا فى هذا اليوم، فنكون أحرص على معرفة قدره صلى الله عليه وسلم، وصفاتة والتخلق بأخلاقه لأنه بعث متمما مكارم الاخلاق، وكذا بالحرص على اتباع سنته صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفتها.

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg