| 18 أبريل 2024 م

نبي السلام.. جاء لإسعاد البشر

  • | السبت, 17 نوفمبر, 2018
نبي السلام.. جاء لإسعاد البشر

فى وضوح لا غموض فيه كانت تعاليم الإسلام منذ بدايتها تنضح بالسلم والسلام والمحبة والوئام ويكفى أن رسول الإسلام تجلى خلقه وميله إلى السلم فى كل تعاملاته وأقواله وأفعاله يدعو إلى الأمن والأمان ويغرس زهور السلامة فى إفشاء السلام فى وقت شاع فيه الصراع وعمت الجاهلية وساد الاضطراب ليخلص البشرية من الغارات العنترية والزعامات القبلية..

أكد الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر أن رسول الإسلام والسلام أرفع الناس قدرا وألينهم قولا وأعذبهم لسانا وأفصحهم بيانا يميل إلى السلم ولا يجنح إلى العنف ودعا إلى الأمن والأمان والسلامة فى إفشاء السلام قال صلى الله عليه وسلم «افشوا السلام بينكم» فتحية الإسلام تعنى الدعاء لمن تسلم عليه بالسلامة من كل آفة وأن يسلمه الله من المرض ومن شر الناس ومن المعاصى وأمراض القلوب ويسلمه من النار.

وأشار العوارى إلى أن البشرية تبحث عن السلام الذى تأمن فيه المجتمعات على الأنفس والأموال والأعراض والدماء والدين والأخلاق وهذا حق لها لكن قل أن تجده فى كثير من الفلسفات المادية التى جربت نظرياتها ولو وجهتها شطر الدين وتأملت التعاليم الإلهية المتضمنة فيه لوجدت ضالتها لأن رسل الله عليهم الصلاة والسلام حملة مشعل الهداية الربانية ورسل العناية الإلهية الذين أرسلهم الله تعالى لهداية الخلق إلى معرفة الحق وإرشادهم إلى طريق الله المستقيم.

وأكد العوارى أن هؤلاء الرسل ما جاءوا إلا لإسعاد البشر وتحقيق السلام بينهم كى تسعد الأمم وترقى وتبنى الحضارات ويتحقق الاستقرار ويتعاون الناس على البر والتقوى ويعيشوا الأخوة الإنسانية فى أبهى صورها.

وأوضح أن صاحب الذكرى سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ما كان بدعاً من الرسل بل أرسله ربه بالهدى ودين الحق لإسعاد بنى البشر وتحقيق الأمن والسلام بينهم فأتى بشريعة خالدة تضمنت تعاليمها الإلهية ونصوصها المقدسة كل معانى الحب والألفة والأخوة فدعت إلى تحقيق السلام مع النفس ومع الإنسان ومع الحيوان ومع الطيور ومع الجماد ومع النبات والقرآن الكريم أتت آياته تترى تحمل اسم السلام فبينت أن الله تعالى من أسمائه السلام (هو الله الذى لا اله إلا هو الملك القدوس السلام) وان الجنة هى دار السلام (والله يدعو إلى دار السلام) وان تحية أهلها فيها السلام (تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) وان تحية عباد الله يوم يلقونه هى السلام (تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما).

وواصل العوارى أن تحية الملائكة لأهل الجنة هى السلام (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) وتحية أهل الجنة فيما بينهم هى السلام (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما) مبينا أن تحية أهل الإسلام فى الدنيا هى السلام قال صلى الله عليه وسلم (اقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) وقال صلى الله عليه وسلم (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم) إلى غير ذلك من النصوص التى حفلت بها شريعته والتى طبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمليا مع أصحابه ومع أعدائه ومع الكون كله. فرسولنا رسول السلام وحرى بنا ونحن نحتفى ونحتفل بذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم أن ننشر السلام بين الناس وان نبين لهم قيمة السلام فى سيرته العطرة لعل البشرية الحائرة تأخذ قبسا من هديه ينير لها الطريق وتمحى به ظلمات الجهل وتتنفس البشرية معانى السلام من جديد، وبهذا الجانب يكون احتفالنا به قد حقق خيرا للإنسانية جمعاء.

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg