| 25 أبريل 2024 م

الإصلاح بين الناس.. وظيفة المرسلين

  • | السبت, 17 نوفمبر, 2018
الإصلاح بين الناس.. وظيفة المرسلين

أكد الدكتور عبدالغنى الغريب أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر أن الأسرة فى الإسلام تقوم على المحبة والمودة والألفة وتدوم بدوامها، فإذا انتهت المحبة والوئام حل الشقاق ولابد للمصلحين من القيام بواجبهم كى يلتئم الشمل وتزول الفرقة.. مشيراً إلى أن الإصلاح بين الناس مبعث الأمن والاستقرار ومنبع الألفة والمحبة ومصدر الهدوء والطمأنينة ودليل الأخوة (إنما المؤمنون إخوة) ولذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم يحث على إصلاح ذات البين، ومن هنا ندرك أن الإصلاح بين الناس وظيفة المرسلين ولا يقوم بها إلا أولئك الذين أطاعوا ربهم وزكت نفوسهم وصفت أرواحهم..

 وأشار عبدالغنى إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يرغب فى إصلاح ذات البين ويحث عليه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين اثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمله عليها له بها صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة..».

وبين صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصدقات الإصلاح بين الناس قال صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين). فبين صلى الله عليه وسلم أن درجة المصلح بين الناس أفضل من درجة الصائمين والمصلين.

وأضاف الغريب: لقد بلغت عنايته صلى الله عليه وسلم فى الصلح بين الناس إلى أنه رخص فيه بالكذب مع قباحته وشناعته وشدة تحريمه، مبينا أن النبى صلى الله عليه وسلم أوجب على العقلاء من الناس أن يتوسطوا بين المتخاصمين، ويقوموا بإصلاح ذات بينهم وأن يلزموا المعتدى أن يقف عند حده درءا للمفاسد المترتبة على الخلاف والنزاع ومنعا للفوضى والخصام فإذا تحقق الصلح حل التوفيق وجرى التوافق وأنزل الثبات فى الأمر والعزيمة على الرشد.

وأوضح أن المصلح عليه أن يتأدب بآداب من أهمها أن يختار الوقت المناسب للصلح بين الناس وأن يتحرى العدل كى لا يقع فى الظلم (فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا) وأن يقوم بهذا الأمر أناس بمعرفة الحلال والحرام وقبل هذا وكله إخلاص النية لله فلا يبتغى بصلحه رياء وسمعة وإنما يقصد بعمله وجه الله. فالإصلاح بين المتخاصمين مهمة جليلة قد فرط فيها كثير من الناس مع قدرتهم عليها فكثير من الخصومات تكون أسبابها تافهة وإزالتها يسيرة، وقد توجد رغبة الصلح عند كلى الخصمين، ولكن تمنعهما الأنفة والعزة من التنازل مباشرة أو المبادرة إلى الصلح بلا وسيط فإذا جاء الوسيط سهل الإصلاح بينهما لرغبة كل واحد منهما فى ذلك فينال الوسيط أجرا عظيما على عمل قليل ويؤلف بين قلبين متنافرين.

 وكشف الغريب أن من أهم أنواع الصلح الصلح بين الزوجين لأنه تبنى عليه البيوت وتترابط به الأسر التى هى أسس المجتمعات البشرية كما أن فساد ما بين الزوجين يترتب عليه فساد البيوت وتفكك الأسر وتشتتها.

وأوضح أن من أهم ما يسعى إليه الشيطان وأشد ما يسره ويعجبه أن يفرق بين المرء وزوجه، حيث يبعث جنوده ينتشرون للفتنة بين الناس، ويكون أقربهم وأحبهم إليه من سعى بالتحريش بين المرء وزوجه حتى يقع الطلاق والفراق بين الزوجين ففى صحيح مسلم عن جابر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجىء أحدهم فيقول (فعلت كذا وكذا) فيقول (ما صنعت شيئا) قال ثم يجىء أحدهم فيقول: (ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته). قال: (فيدنيه منه ويقول: فيلتزمه)».

وأشار الغريب إلى أن الإصلاح بين الناس مهمة عظيمة وواجب دينى لا يقوم به إلا من كانت أذواقهم سليمة وطباعهم مستقيمة وضمائرهم حية وشعورهم نبيل وخير من سار فى الإصلاح وسعى به بين الناس هو رسولنا صلى الله عليه وسلم وآن لنا أن نتأسى به ليعم الوئام وتبتعد الخصومة.

طباعة
Rate this article:
4.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg