| 20 أبريل 2024 م

الرسول حارب الفساد والمفسدين

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
الرسول حارب الفساد والمفسدين

 أكد الدكتور خالد عبدالعال أستاذ العقيدة والفلسفة كلية الدعوة بجامعة الأزهر أن الإسلام جاء ليصلح أمر الدنيا ويهدى الناس إلى سبيل النجاة فى الآخرة فهو دين ودنيا وأخلاق ومعاملة وسلوك ومن ثم حارب الإسلام الفساد بكل صوره وأشكاله لأن المجتمع لن ينصلح إلا بمقاومة الفساد والتصدى له وجاءت نصوص القران والسنة لمقاومة الفساد ومحاربته قال تعالى «ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها» وقال «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا» وقال «ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين».

وأشارعبدالعال إلى حديث عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يكون فى آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث» ولقد جاء فى السنة ما يدل على حرصه على محاربة الفساد ومقاومته منها إقامة حكم الله فقال «وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» وعزل صلى الله عليه وسلم جامع الزكاة لما حصل على رشوة.

 وأوضح عبدالعال أن مقاومة الفساد ظهرت فى مواضع كثيرة من سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين عن أبى حميد الساعدى رضى الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فقال هذا لكم، وهذا أهدى إلى، فقام النبى صلى الله عليه وسلم: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «ما بال العامل نبعثه فيجىء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدى إليّ؟‍‍‍‍. ألا جلس فى بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا‍‍‍‍‍‍! والذى نفس محمد بيده، لا نبعث أحداً منكم فيأخذ شيئاً إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، فرفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه فقال: اللهم هل بلغت ثلاثاً».

وهذا يعنى أن من تولى ولاية وقدمت له هدية من أجل ولايته لا يجوز له قبولها، لأنها كالرشوة. فأما إن كانت الهدية قد أهديت له ممن كان يهدى إليه قبل ولايته، فإنه يجوز له قبولها منه بعد الولاية، لأنها لم تكن من أجل الولاية لوجود سببها قبل الولاية، بدليل وجودها قبلها،  وهكذا يحارب الإسلام الفساد بكل صوره وأشكاله ومن صور محاربة الفساد المحافظة على المال العام يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخارى فى صحيحه «إن رجالا يتخوضون فى مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة».

وأوضح عبدالعال أن الروايات فى السيرة النبوية كقصة الصحابى الذى استعمله الرسول عليه السلام فى جمع الصدقات فجعل يخلط بينها وبين الهدايا التى تقدم إليه ومن غير قصد منه الأمر الذى أغضب رسول الله عليه السلام فخطب قائلا «ما لرجال نستعملهم منكم على عمل ثم يأتوننا بالقول: هذا لكم وهذا أهدى إلى؟! أفلا قعد فى بيت أبيه وأمه ثم نظر هل يُهدى إليه أم لا؟». ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: «ألَا من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فإن من كتمنا مخيطا فما فوقه فهو غلول يأتى به يوم القيامة». والله جل وعلا يقول: «وَمَنْ يغلُلْ يأتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وبيَّن عليه السلام- فى هذا قاعدة، قال: «أفلا قعد فى بيت أبيه وأمه ثم نظر هل يهدى إليه أم لا؟».

وقد ضرب الصحابة رضى الله عنهم اروع الأمثلة فى محاربة الفساد حتى أصبحت الأمانة دينا لهم.. ففى عهد الفاروق- رضى الله عنه- عندما جىء بسوارى كسرى وتاجه المرصع بالجواهر وما أن تسلمها عمر حتى نظر إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه وقال له: إن قوما أدوا هذا لأمناء.. فرد عليه على رضى الله عنه: يا أمير المؤمنين! عففت فعفت رعيتك، ولو رتعت لرتعت رعيتك. 

طباعة
Rate this article:
3.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg