| 29 مارس 2024 م

الرسول نهى عن الغش حفاظاً على الحقوق

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
الرسول نهى عن الغش حفاظاً على الحقوق

تقول نهلة أنيس، أستاذ التاريخ الإسلامى ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية، إن من أهم ما اتصف النبى صلى الله عليه وسلم قبل بعثته «الأمانة والصدق» فقد سمى بين اقرانه وفى المجتمع المكى بالصادق الأمين ومن الصفات التى يجب على المسلم تجنبها والامتثال لأمر النبى فى النهى عنها حيث إنها من أهم الآفات التى تقوض أركان المجتمع «الغش».

وأضافت، الغش بجميع صوره منهى عنه، وهو ظاهرةٌ اجتماعية خطيرة، يقوم فيها الكذب مكان الصدق، والخيانة مكان الأمانة، والهوى مقام الرشد، نظراً لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة، وتزيين الباطل، ومثل هذا السلوك لا يصدر إلا عن قلبٍ غلب عليه الهوى، والانحراف عن المنهج الرّبانى فعن أبى هريرة فى صحيح مسلم أن رسول الله قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا»، وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى نهى عن النجش»، والنجش نوع من البيوع الفاسدة التى حرمها الإسلام، فالغش فى المعاملات وفى البيع والشراء أكل لأموال الناس بالباطل، وجمع للمال من كسب حرام، يتنافى مع سنة الله وسنة رسول الله، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً».

وأوضحت أن الغش يدخل فى البيوع بكتمان العيوب، وتدليس السلع، مثل أن يكون ظاهر المبيع خيراً من باطنه، كالذى مرَّ عليه النبيوأنكر عليه، روى مسلمٌ عن أبى هريرة: أن رسول الله مر على صُبْرة طعامٍ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعُه بللاً فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: «أفلا جعلتَه فوق الطعام كى يراه الناس؟ مَن غشَّ فليس منى».

وأشارت إلى أن من مظاهر الغش شهادة الزور والبهتان والكذب، لأنها تطمس العدل والانصاف وتعين الظالم على ظلمه وتضيع حقوق الناس وتظلم بعضهم على حساب بعض وتعطى الحق لغير مستحقه وتزرع الأحقاد فى القلوب وتعصف بالمجتمع وتقوض أركانه وتزعزع أمنه واستقراره يقول النبى «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلى، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضى له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما هى قطعة من النار فليأخذها أو يذرها»، ولقد حذرنا نبى الهدى أن نكون من هؤلاء القوم الذين سيأتون ولا يراعون الله وحقوقه فى قوله: «إن بعدكم قوماً يخونون ولا يُؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون».

وتلفت أنيس النظر إلى أن غش تعلم العلم هو من أشد آفات المجتمع، كغش الطلاب فى الامتحانات، حيث إن هذا الأمر الذى يعطل سنة مهمة من سنن الله ورسوله وهى سنة طلب العلم «فمن غشنا ليس منا» وهذا الأمر يتنافى نهائيا مع رسالة الأزهر الشريف تلك الرسالة التى تحمل أداء الأمانة وتوصيل العلم.

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg