قال الدكتور أيمن الحجار أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة مدير الشئون العلمية بالجامع الأزهر إن المجتمع الجاهلى الذى عاصره الرسول الكريم والذى حرص النبى على تغييره ومحو صورته بإنشاء مجتمع صالح من خلال أفراد تربوا على الأخلاق والقيم النابعة من تعاليم الإسلام السمح يحدد من خلاله صورته الجديدة.

وبين، أقام الرسول الكريم البناء الاجتماعى فى دولة المدينة على ركيزة من الألفة والمحبة والصفاء والود وإخلاص السريرة بين طيات قلوب أفراد المجتمع الجديد لسرعة الامتزاج والاندماج بين الأفراد بعضهم بعضا فى مظهر الإخاء الكامل، الذى كان له السمات البارزة فى القضاء على الفوارق الاجتماعية، وإزالة الحواجز النفسية، والموانع العصبية بين هؤلاء الناس جميعا.

وتابع: كانتِ القاعدة التى وضعها النبى الكريم أساسا قام عليه هذا التضامن الجديد، وهو قولَه «مثل المؤمنين فى توادهم، وتراحمهم، وتعاطفِهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى» ولذا كان عليه الصلاة والسلام يحرص على السؤال عمن يتخلف عنه فى صلاة أو مجلس علم ليرسخ فى الأمة تلك الترابط وفى يوم تفقد فيه أصحابه ولم يجد ثابت بن قيس فقال أين صاحبكم هل به من مرض؟، فقال إنى جار له وأنا أعلم أنه ليس مرضاً وآتيك بخبره، فقال له النبى أقرئه السلام وقل له ما الذى حجبك عن مجلسنا؟ فكانت مثل هذه المواقف تقوى روابط المجتمع وتزيد من صلابته وتماسكه.

وأضاف: حرص النبى على نشر الترابط والألفة خاصة مع الفقراء فتفقد النبى يوما المرأة السوداء والتى كانت تقوم على نظافة المسجد فقال أين هى؟ قالوا لقد ماتت بالأمس وما أردنا أن نشغلك بأمرها فغضب النبى لذلك لأن الإسلام لا يميز بين غنى وفقير إلا بالتقوى وسأل النبى عن قبرها ليصلى عليها وكان ذلك درسا نبويا من دروس ترسيخ الترابط المجتمعى إلى جانب أسس أخرى قوم عليها المجتمع كمنع الغش وأنه استغلال حاجات الغير فاخرج بذلك مجتمعا مرابطا سلوك أهله وأخلاقهم كانت دعوة هذا الدين الحنيف ورغبة للانضمام لهذا المجتمع الراقى فى ترابطه وسلوكه وكان من أبرز تلك المواقف ذلكم التجار الذى دل اليهودى على من عنده أفضل من بضاعته فظن اليهودى أنه يسخر منه فقال المسلم للقد رزقنى الله بقوت يومى ولم يرزق أخى هذا فاشترى منه فتعجب اليهودى من فعلته فأخبره التاجر أن الأخلاق التى  تربو عليها  هى ما دفعته لذلك فدخل اليهودى فى   الإسلام.