| 26 أبريل 2024 م

النبي علم الدنيا مبادئ التحاور مع الآخر

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
النبي علم الدنيا مبادئ التحاور مع الآخر

قال الدكتور محمود الصاوى، أستاذ الدعوة الإسلامية، ووكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إننا فى أمس الحاجة إلى أن نعيش أجواء وظلال الذكرى العطرة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، موضحاً أن واقعنا المعاصر بل حاجة البشرية كلها إليها، والى دبلوماسيته صلى الله عليه وسلم فى التحاور مع الآخر من اليهود والمشركين ومن كل القبائل العربية.

وأكد الدكتور الصاوى، أن النبى الكريم أرسى مبادئ التحاور مع الآخر والتعايش السلمى والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، متابعا: «لعل الندوة الدولية التى اضطلع بإقامتها الأزهر الشريف، مؤخرا «الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل»، وهذا الحضور الدولى الكبير للنخب السياسية والدينية عبر العالم تلبية لنداء الأزهر الشريف إنما يعكس تشوق البشرية كلها فى لحظاتها الراهنة للحوار كوسيلة لا مناص منها لإقرار السلم العالمى.

موضحاً أن «المستبصر في  السيرة النبوية والمستعرض لأحداثها ووقائعها تستوقفه هذه الحالة الحوارية الممتدة الموصولة التى تغلغلت فى كل وقائع السيرة وأحداثها حتى صارت روحا تسرى بين جنباتها»، مضيفا أن ما أكثر المواقف الحوارية المضيئة التى تفيض بالجمال والجلال والطهر واللطف والنبل والرفق  يالها من حوارات بناءة وقوية وتحمل الكثير من الأدوية الناجعة لادوائنا الكثيرة.

ونوه الصاوى إلى أن المشهد الحوارى بين الحبيب صلى الله عليه وبين الأنصار، فى أعقاب غزوة حنين، وهذا رسول الله يقسم الغنائم بعد المعركة فيعطى قريشا ولم يعط الأنصار منها شيئا  فانشغلوا لهذا الموقف وقالوا فى أنفسهم «يغفر الله لرسوله يعطى قريشا وسيوفنا تقطر من دمائهم»، فجمعهم النبى وحدهم ثم قام فيهم خطيبا فقال: «يا معشر الأنصار ألم أجدكم  ضلالاً فهداكم الله بى؟ وكنتم متفرقين فالفكم الله بى؟ وعالم فأغناكم الله بى؟) وهم يقولون لله المنة ولرسوله.

وتابع: «ولَم ينبسوا ببنت شفه حياء من الحبيب صَلي  الله عليه وسلم، فرد عنهم وأخذ مكانهم وعبر بلسانهم فقال «والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم جئتنا طريدا فاويناكُ وعائلا فواسيناك وخائفا فامناكُ ومخذولا فنصرناك»، وبعد أن أنصفهم من نفسه صلى الله عليه وسلم، وتحدث بلسانهم لما رأى حياءهم، منه بابى هو وامى، أخذ يقنعهم بخطأ تفكيرهم فى هذه القضية ويجلى لهم زاوية لم ينتبهوا إليها وكأنه يميط اللثام عن أعينهم ويرفع الحجب من نواظرهم ليقفوا أمام الحقيقة سافرة  وجها لوجه». 

وشدد على أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه: «أوجدتم فى أنفسكم يا معشر الأنصار فى لعاعة من الدنيا «شىء يسير» تألفت بها قوما أسلموا ووكلتكم إلى ما اسم الله لكم من الإسلام؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم تحوزونه إلى بيوتكم؟؟. فوالذى نفسى بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ولولا للهجرة لكنت امرءا من الأنصار.

مشيراً إلى أن ما أشد حاجتنا  فى أنفسنا ومع زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا وأسرنا وأوطاننا ومجتمعاتنا والعالم الذى يحيط بِنَا إلى الحوار  الإيجابى البناء الذى ينتج السلم والسلام والوئام ويقضى على أمراض الاثرة والأنانية والخصام.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg