| 25 أبريل 2024 م

كافل اليتيم في الجنة

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
كافل اليتيم في الجنة

قال الدكتور هشام حجاب رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر إن من نعم الله تعالى ومننه على الإنسانية كلها أن بعث إليهم خاتم النبيين، وإمام المرسلين سيدنا محمد، فكانت بعثته الشريفة رحمةً بالخلق، قال تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، وكانت رسالته متممة لمكارم الأخلاق، مليئة بالحب والإخاء، والنقاء والوفاء، والأمن والأمان، والسلامة والسلام، لجميع الخلق، واقتضت حكمة الله تعالى وإرادته أن يُولد النبى صلى الله عليه وسلم يتيماً لحكم بالغة باهرة، فليس من قبيل المصادفة أن يُولد النبى صلّى الله عليه وسلم يتيماً، ثم لا يلبث أن يفقد جده أيضاً، فينشأ النشأة الأولى من حياته بعيداً عن تربية الأب ورعايته، محروماً من عاطفة الأم وحنانها، وقد امتن عليه ربه عز وجل بقوله: «وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى، أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى، فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ، وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ».

وتابع: وقد نشأ النبى معظماً للأخلاق النبيلة، فأرشد أمته لنصرة المظلوم، وإيواء الضعيف، وكفاية الفقير، وكفالة اليتيم، ورعاية المحتاج وغير ذلك، وقد أولى النبى رعاية خاصة لليتيم - وهو الذى عانى من اليتم، وذاق مرارته- أن بشر كافل اليتيم بأنه رفيقه فى الجنة حين قال: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ»، وقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، وفى رواية: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ»، فقد جعل الله لكافل اليتيم نجاة ومخرجاً من أهوال القيامة العظيمة، وكرباتها الشديدة حين قال: «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ، فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ، أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ»، وقد مدح النبى نساء قريش لرعايتهن اليتامى، فقال: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ - قَالَ أَحَدُهُمَا: صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، وَقَالَ الْآخَرُ: نِسَاءُ قُرَيْشٍ - أَحْنَاهُ عَلَى يَتِيمٍ فِى صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِى ذَاتِ يَدِهِ»، وحذّر النبى من ظلم اليتيم والمرأة، حين قال: «اللهُمَّ إِنِّى أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ»، أى: أُلحق الحرجَ - وهو الإثم - بمن ضيعهما.

مضيفاً أن النبى كان مُحباً لليتيم، رحيماً به، محسناً إليه، كافلاً له، يحكى عبدالله بن جعفر أنه كان يلعب مرة مع الصبيان إذ مر النبى على دابة، فقال: «ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ، قَالَ: فَحَمَلَنِى أَمَامَهُ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِى ثَلاثاً، وَقَالَ كُلَّمَا مَسَحَ: «اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً فِى وَلَدِهِ». وقد أمر ربنا سبحانه وتعالى بالإحسان إلى اليتامى حين قال: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين»، وحذر جل جلاله من أن يكون اليتيم عرضة للقهر، فقال: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ». وختم حجاب قوله بأن رسول الله علم الناس فى مدرسته الرحمةَ باليتيم، والحب له، فبعد أن رغب الناس بالتقدم لكفالة اليتيم، حتى يضمن للأطفال الذين فقدوا آباءهم، الرعاية والتربية التى يحتاجونها حتى يبلغوا أشُدَّهم، ويصبحوا قادرين للسعى على أنفسهم فقال: «مَنْ ضَمَّ يَتِيماً بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِى عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ».

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg