| 23 أبريل 2024 م

الأعداء قبل الأصدقاء.. شهدوا للنبي بالأمانة

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
الأعداء قبل الأصدقاء.. شهدوا للنبي بالأمانة

قال الدكتور ياسر محمد شحاتة أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بطنطا، إن الأخلاق صرح ساهمت كل النبوات والرسالات فى تشييده وبنائه، وكان تمامه وكماله على يد نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذى أبان عن هدف بعثته وغاية رسالته بقوله عليه السلام «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق»، وإذا كان كل نبى من الأنبياء ورسول من الرسل السابقين صاحب خلق عظيم، عرف به وتميز فيه، فإن نبينا عليه السلام كان بشهادة الله تعالى مجمعا لكل مكارم الأخلاق، وحسبه شهادة الله له بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وهى شهادة تعلو به فوق كل فضيلة ويعلو بها فوق كل الفضلاء، وإذا كان وصف الناس للناس لا يخلو من مبالغة أو تجوز فإن وصف الخالق يأتى مثلا فى دقة الوصف وإحكام الصفة لأنه وصف الخبير بحقائق الأمور ودقائق الأشياء.

وتابع: من الأخلاق التى تأصلت فى نفس رسول الله عليه السلام وعرف بها بين أحبابه وأعدائه خلق الأمانة.. وإذا كانت الأمانة خلقا عظيما فى سائر الناس لما لها من الأثر العظيم فى صلاح الدين والدنيا فإنها فى أنبياء الله ورسله أعظم وفى حقهم أوجب وألزم بل هى من الأخلاق الأساسية الأربع التى يجب توافرها فيهم وهى «الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة» وقد فطرهم الله تعالى عليها ليرشحهم بها لحمل رسالاته إلى خلقه.

مشيراً إلى أن نبينا عليه السلام كان فى ذروة الذرى من هذه الأخلاق، فقد نشأ مطبوعا على الصدق والأمانة وهو لا يكاد يعرف فى أوساط قومه إلا بالأمين، وقد ارتضوه حكما بينهم حين تنازعوا فيمن يحظى بشرف وضع الحجر الأسود فى مكانه، حين بنوا الكعبة فلما اتفقوا على تحكيم أول داخل الحرم فلما كان الداخل هو محمد قالوا جميعا: هذا الأمين رضينا به حكما، وبعد أن بعث ناصبوه العداء وقاوموا الدعوة بكل وسيلة ومع ذلك كانوا يختارونه لحفظ ودائعهم ثقة منهم فى أمانته صلى الله عليه وسلم ولذا لما هاجر صلوات الله عليه وكل على بن أبى طالب برد الودائع إلى أصحابها.

ولقد شهد الأعداء والأصدقاء على حد سواء لنبينا صلى الله عليه وسلم بالأمانة، وذلك دليل على شيوع هذا الخلق فيه، وتسليم الكل له به، أما شهادة الأعداء فهذا أبوسفيان زعيم مكة قبل إسلامه وقد سأله هرقل بماذا يأمر النبى فأجاب بقوله: «يأمر بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة»، وأما الأصدقاء فهذه أم المؤمنين خديجة تقول له «فوالله إنك لتؤدى الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث»، وكذلك جعفر بن أبى طالب يقول للنجاشى «حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه».

مضيفاً أن النبى قد كان يستشعر هذا الخلق العظيم من نفسه الشريفة، فيوضحه للأمة عندما يقتضى الأمر ذلك فهذا أعرابى من جفاة الأعراب دفعه جشعه ونفاقه إلى التشكيك فى عدالة توزيعه صلى الله عليه وسلم للمغانم ويقول: كنا أحق بهذا المال.. لما قال ذلك، قال عليه الصلاة والسلام «ألا تأمنونى وأنا أمين من فى السماء يأتينى خبر السماء صباحا ومساء؟» فأنكر النبى قوله وبين ما هو عليه من الأمانة العظمى التى جعلته أهلا لأن يكون أمينا على وحى الله وشرعه. وإذا كان هذا شأنه عليه السلام مع هذا الخلق فقد حث أمته على الأمانة وحذرهم من الخيانة فقال «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له» وقال: «أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» وقال: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة».

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg