| 29 مارس 2024 م

الشورى منهج .. الأخذ بالرأي

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
الشورى منهج .. الأخذ بالرأي

أكدت الدكتورة إيمان أبوالغيط، أستاذ مساعد بقسم التربوى كلية الأقتصاد المنزلى بطنطا  جامعة الأزهر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال لأرقى الأخلاق الإنسانية، ولهذا وصف القرآن خلقه بالعظمة، وصَفَه على بن أبى طالب - رضى الله عنه - بأنَّه أجود الناس كفاً، وأرحبُهم صدراً، وأصدقهم لهجةً، وأوفاهم ذمَّة، وألينهم عَرِيكة، وأكرمهم عِشرة، مَن رآه بديهةً هابَه، ومَن خالَطَه أحبَّه.  ولم تجد زوجته عائشة رضى الله عنها وصفاً أدق فى التعبير عن خلقه فقالت: «كان خلقه القرآن» أى كان نموذجاً عملياً لتطبيق تعاليم القرآن وأخلاقه.

قالت أبوالغيط إنه صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع أصحابه كواحد منهم، ولم يكن يجلس مجلساً يميزه عمن حوله، حتى إن الغريب الذى لا يعرفه، إذا دخل مجلساً هو فيه، لم يستطع أن يفرق بينه وبين أصحابه، فكان يسأل: أيكم محمد؟ (البخارى) وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: «كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت» (البخارى 5724) والمقصود من الأخذ باليد: الرفق والانقياد للصغير والضعيف، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة فى تواضعه وعدم تمييزه بين الناس وانتصاره لصنف على صنف صلى الله عليه وسلم؛ لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وأنها تأخذه حيث شاءت لقضاء حوائجها.

مسيرة إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن يستأثر برأيه بالرغم من أنه يوحى إليه لكنه كان يستشير أصحابه بل كان أفضل الناس فى إعمال مشورتهم، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ما رأيتُ أحداً قطُّ كان أكثرَ مشورةً لأصحابِه من رسول الله (أحمد وابن حبان) وهذا وصف كافٍ فى إبراز مكانة الشورى فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم، فقد كان أكثر الناس مشورة، ومعرفة هذا ظاهرة لا تستند فى الحقيقة إلى هذه الرواية فقط، فقد كانت الشورى حاضرة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وهديه وسيرته، فكان يستشير عامة الصحابة فى القضايا المهمة من سياسته، فحين خرج يوم بدر لإدراك قافلة أبى سفيان ثم آل الأمر لمواجهة جمع قريش، وقف النبى صلى الله عليه وسلم يستشير الصحابة ويقول: أشيروا عليَّ أيها الناس، فتكلم أبوبكر وعمر والمقداد رضى الله عنهم، فدعا لهم وأوضحت أبوالغيط أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: أشيروا على أيها القوم، فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل. (الطبرانى) ويلفت نظرك هنا هذا التعبير الجميل «أشيروا على»، تجد فيه إقبال القائد على مشورة الناس وحثهم على إبداء آرائهم، وقد تكرر منه صلى الله عليه وسلم حث الناس بـ«أشيروا على» فى أكثر من موطن. ولما علم النبى صلى الله عليه وسلم بعزم مشركى قريش على غزو المدينة استشار أصحابه فى الخروج إليهم أو التحصن فى المدينة فاختلفوا بين رأيين، ثم أخذ برأى من يرى الخروج.  قال البخارى: شاور النبى أصحابه يوم أحد فى المقام أو الخروج فرأوا الخروج، فلما لبس لأمته وعزم قالوا: أقم، فلم يمل إليهم بعد العزم فقال: لا ينبغى لنبى أن يلبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله، كما استشارهم عليه الصلاة والسلام فى غيرها من الغزوات.

فهذا هو نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم فما أحوجنا أن نتعرف على  سيرته العطره ونستقى من نبعها الصافى لنصلح ما تخرق من أخلاقنا واختل من موازيننا.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدل الناس مزاجا وأصفاهم ذهنا وأكرمهم خلقا فلم يكن صلى الله عليه وسلم يميز بين أصحابه

طباعة
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg