| 16 أبريل 2024 م

النبي علمنا اختيار الأصحاب

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
النبي علمنا اختيار الأصحاب

قال الشيخ على أحمد رأفت عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن شرف وفضيلة الصحبة للأنبياء والصالحين ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا ينال درجتها شىء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، مشيراً إلى أن السيرة النبوية تحكى لنا شخصية الرسول المربى، الذى يشرف على تربية أصحابه تربية مثالية ينقل من روحه إلى أرواحهم، ومن نفسه إلى نفوسهم، ما يجعلهم يحاولون الاقتداء به فى دقيق الأمور وكبيرها.

وأضاف الشيخ على أحمد رأفت، أن أصحاب السير والمؤلفين دونوا الكثير من الكتب فى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان نعم الصديق الذى يقوم بواجباته تجاه أصحابه وأصدقائه، ويفى بالتزامات الصداقة وآدابها، مما يجعل أصحابه يحبونه كحبهم لأنفسهم وأكثر من حبهم لأهليهم وأقربائهم، فقد قال - صلى الله عليه وسلم-: «إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم من الله تعالى»، فقال الصحابة: من هم يا رسول الله؟ قال: «هم قوم تحابوا فى الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يفزعون إذا فزع الناس».

ولفت إلى أن أهل العلم حثوا على مصاحبة الأخيار، والبعد عن رفقاء السوء، واستدلوا بحديث مسلم، فى مَن قتل مائة نفس حيث أمره العالم بالانتقال من أرضه إلى أرض بها أناس صالحون ليعبدالله معهم، فقال له: «انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبدالله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء»، وبحديث أبى داود: «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، وفى الحديث أيضاً: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالى، اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى».

وأوضح أن ذلك يساعد فى ترابط القلوب والعقول برباط الخير، وهو يورث مودة وأنساً وسعادة واستقامة فى الحياة وأقل درجات الحب فى الله، سلامة الصدر من الغل والحسد والحقد، وأعل درجات الحب فى الله مرتبة الإيثار، وقد ذكر الله عز وجل ذلك فى وصفه للأنصار حين أكرموا المهاجرين: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

ونوه إلى أن مصاحبة الأخيار تحث على التعاون وعبادة الله فالصاحب الصالح يعين على المثابرة وعلى تأدية العبادات والطاعات، والاقتداء بسنة النبى - صلى الله عليه وسلم-، ولنا فى قصة إسلام أبى بكر الصدِّيق رضى الله عنه خير مثال فهو أول من أسلم من خارج بيت النبى -صلى الله عليه وسلم- وأول من آمن من الرجال البالغين الأحرار، وكان صديقا للنبى -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، وهو أصغر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين ونصف تقريبا، وكان يعلم من صدقه، وأمانته، وحسن سجيته، وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الخلق، ولهذا ما إن ذكر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الله أرسله بادر إلى تصديقه، ولم يتلعثم.

وأكد أن مصاحبة الأخيار تفيد فى الدنيا والآخرة، فيكتب لهم النجاة يوم القيامة من الفزع، قال تعالى: «الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ»، مضيفا أنه عندما تتسع دائرة الصحبة الخيرة يدخل فيها مزيد من الأشخاص يقضون أوقاتهم فى الخير، وتزداد الأعمال الصالحة فى المجتمع، مضيفا: «فإياك ثم إياك أن تصاحب كذاباً، أو سارقاً، أو منافقاً، أو خائناً، أو شاهد زور، أو آمراً به، فإن الطباع تؤثر، وعليك بصحبة الأخيار، الأموات منهم والأحياء، اصحب الأموات من الصالحين بقراءة سيرهم، والوقوف على أخبارهم، ومن الأحياء ممن تتوسم فيهم الصلاح؛ لهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمنا».

طباعة
Rate this article:
1.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg