| 25 أبريل 2024 م

"كظم الغيظ".. وصفة نبوية للحفاظ على الروابط الإنسانية

  • | الأحد, 18 نوفمبر, 2018
"كظم الغيظ".. وصفة نبوية للحفاظ على الروابط الإنسانية

أكد الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط أن من أعظم الصفات التى اتصف بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان كاظم الغيظ متخلقاً بالعفو والصفح الذى أمره به الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم فى آيات كثيرة كما أمر الأمة الإسلامية، ومن هذه الآيات قول الله سبحانه وتعالى «وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل»، كما أن كظم الغيظ جاء صريحاً فى سورة آل عمران حينما وصف الله سبحانه وتعالى المتقين من عباده وقال تعالى فى صفاتهم «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، ومن الأحاديث التى وردت عن النبى صلى الله عليه وسلم أن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قيل له قوله تعالى «يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً» فقال هذه موجودة فى التوراة، وذكر بعدها: أنت عبدى ورسولى سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا يدفع السيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر.

وأضاف أننا إذا أردنا أن نأخذ أمثلة على كظم غيظ النبى صلى الله عليه وسلم وعفوه فى مواقف كثيرة كان من الممكن ألا يكظم غيظه من هؤلاء الناس وينفذ بهم الوعيد الذى يستحقونه، ففى إحدى الغزوات كما روى سيدنا جابر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان عائداً من غزوة فنام فى القيلولة تحت ظل شجرة وتفرق الناس وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد علق سيفه فى تلك الشجرة فإذا برجل يصل إلى النبى ويرفع عليه السيف فيقول له: من يمنعك الآن منى يا محمد؟ قال النبى: الله، فإذا بالسيف يقع من يد هذا الرجل، فأخذه النبى صلى الله عليه وسلم، وقال: من يمنعك أنت منى الآن، فإذا بالرجل يستعطف النبى صلى الله عليه وسلم ويعطيه عهداً ألا يكون فى حرب مع أعدائه أبداً، فإذا بالنبى يكظم غيظه ويعفو عن الرجل رغم أنه هدده بالقتل ورفع السيف عليه، ولكن النبى فضل كظم الغيظ والعفو والصفح عن الرجل.

وأشار مرزوق إلى مثال من أمثلة كظم غيظه صلى الله عليه وسلم فيما ورد عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: كنت أمشى مع رسول الله صلى الله على وسلم وعليه رداء نجرانى غليظ الحاشية فأدركه أعرابى فجذبه بردائه جذبة غليظة أى أنه أحاط بالرداء حول رقبة النبى صلى الله عليه وسلم وخنقه به حتى أثر فى عنقه، ثم قال: يا محمد مر لى من مال الله الذى عندك، ورغم أن الرجل كان فى حاجة إلى المال وكان عليه أن يتأدب لكنه استعمل هذه الغلظة والشدة مع النبى، فإذا بالنبى صلى الله عليه وسلم يضحك ويأمر له بالعطاء، وهذا يدل على أعلى درجات كظم الغيظ فلم يفعل النبى بهذا الرجل أى شىء ولم يعاقبه على فعلته بل تركه وأمر بصرف مال له فلم يقابل السيئة بالسيئة.

وختم مرزوق بأننا فى حاجة ماسة فى هذا الزمان إلى استعادة تلك الأخلاق الحميدة التى اتصف بها النبى صلى الله عليه وسلم وحثنا عليها لا سيما فى مسألة كظم الغيظ والعفو والصفح، حتى تسود الألفة والمودة بين الناس.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.3

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg