| 28 مارس 2024 م

سليمان جودة .. يكتب: لا تقطعوا شجرة!

  • | السبت, 1 ديسمبر, 2018
سليمان جودة .. يكتب: لا تقطعوا شجرة!
سليمان جودة

تمنيت لو أن الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، قد أشارت وهى تتكلم أمام مؤتمر التنوع البيولوجى الذى انعقد هذا الأسبوع فى شرم الشيخ، وافتتحه الرئيس، إلى أن الموضوعات محل اهتمام المؤتمر لها أصل راسخ فى تراثنا المضىء، وأن هذا التراث ليس منقطعاً عن قضايا حياتنا الإنسانية المعاصرة، وأنه حافل بالكثير الذى يمكن أن يجعل هذه الحياه أفضل وأجمل!

فالدكتورة ياسمين كانت تتكلم عن إتاحة مساحات أكبر للزراعة، وعن حماية البحيرات من التلوث، وعن العناية بنهر النيل، وعن منع أى اعتداء عليه، وعن حق الإنسان فى المجمل فى أن يتنفس هواءً نقياً، ثم عن واجبه فى اتجاه العمل على توفير مثل هذا الهواء، ومثل هذه البيئة فى العموم، له، ثم لغيره من آحاد الناس، لأن البيئة المحيطة بالإنسان خلقها الله تعالى نظيفة، وهى لا تلوث نفسها، ولكن الذى يعيش فيها هو مَنْ يحافظ عليها، كما خلقها الله، أو يلوثها!

فالمؤتمر كان مؤتمراً دولياً، والحاضرون فيه كانوا من غالبية دول العالم، ومن المهم فى مثل هذه المناسبات، أن نجعل منها منصة يسمع من فوقها المدعوون، ما يجب أن يسمعوه عنا، وعن تراثنا بالذات، لأنه هدف للتشويه فى الكثير من المناسبات ومن المحافل!

إن العالم الذى يهتم بقضية المناخ على سبيل المثال، ويعقد لها اتفاقية دولية فى باريس، ويحشد لها وسائل الإعلام، يتصور أنه يهتم بما لم يهتم به أحد من قبل، ولو أنه سمع منا فى مؤتمر شرم الأخير، أن قادة الفتوحات فى مطلع الإسلام، وفى سنواته الأولى، كانوا يتلقون تعليمات واضحة قبل فتوحاتهم، وأن فى مقدمة هذه التعليمات، ألا يقطعوا شجرة فى الطريق، فسوف يرى جانباً منا لايراه!

فإذا علمنا، أو بمعنى أدق إذا علم الذين سيسمعون منا، أن التوجيه والتشديد على عدم قطع الشجر، كان مقترناً بألا يقتلوا شيخاً، ولا طفلاً، ولا امرأة، فسوف يتضح لكل ذى عينين عندئذ، أن قطع الشجرة يكاد يتساوى مع قتل الإنسان!

وليس هذا إلا مجرد مثال، وليس إلا دليلاً حياً على أن فى ماضينا العديد من القيم، التى ليست فى حاجة سوى إلى التسويق بين الناس!

إن الالتزام التام بعدم الاعتداء على حياة الشجر، هو السبيل إلى حل أكثر من قضية بيئية، ومناخية، بل وصحية فى أرجاء الأرض، وقد كان ديننا أسبق إلى ذلك دون صخب، ودون ضجيج، ودون دعاية أو ضوضاء، ونحن فى حاجة فقط إلى أن نقدم ذلك كله للعالم من حولنا.. فى لغة يفهمها!

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg