د. سكينة فؤاد: الأزهر الشريف الملاذ الآمن للمصريين واستطاع مواجهة سيل التيارات المتطرفة.. ود. التلاوى: يقع عليه عبء التجديد للخطاب الدينى بشكل أكبر

لما كان التجديد خاصية من خواص الدين الإسلامى، وضرورة ملحة من ضروريات الحياة فى عصرنا الحالى، وانطلاقا من أن الاجتهاد لا بد وأن يكون اجتهادا جماعيا وليس فرديا، يعتزم الأزهر الشريف من خلال هيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عقد مؤتمر عالمى عن «التجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية»، نهاية أبريل المقبل، وذلك بمشاركة عدد كبير من المجامع الفقهية والمؤسسات الدينية، ونخبة من كبار العلماء والفقهاء فى العالم الإسلامى، بهدف صياغة استراتيجية علمية شاملة، تعالج مختلف الأبعاد والملفات المتعلقة بقضية التجديد، بما يسهم فى نهوض الأمة ورقيها، ويحفظ لها هويتها ويستنهض قيمها وقواها الحضارية، وانطلاقا من التحضير لانعقاد المؤتمر استطلعت «صوت الأزهر» آراء عدد من النخب الفكرية والسياسية والبرلمانية للتعرف على أهم القضايا المعاصرة التى تحتاج إلى التجديد وذلك خلال التقرير التالى..

تبسيط التراث

فى البداية تشيد الكاتبة والمفكرة الدكتورة سكينة فؤاد مستشار الرئيس السابق عدلى منصور لحقوق المرأة، بجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى تجديد الخطاب الدينى، مؤكدة أنه استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يجعل من الأزهر الشريف الملاذ الآمن للمصريين فى جميع القضايا الاجتماعية، واستطاع أن يواجه السيل الجارف من التيارات المتطرفة التى أساءت للدين وللإسلام، وكذلك اتجه إليه المصريون لمواجهة التطرف والإرهاب، مؤكدة على أن عزم الأزهر الشريف عقد مؤتمر عالمى بمشاركة كبار علماء الدين الإسلامى ومؤسساته فى العالم يجعلنا نتأكد يوما بعد يوم أن الأزهر الشريف يسير فى الاتجاه الصحيح واللازم ويدرك مدى ضرورة التجديد بمشاركة مختلف الرؤى والاتجاهات من أجل تجديد فكر وخطاب الأمة بما يتماشى مع  متطلبات العصر.

وطالبت الكاتبة الصحفية ومستشارة رئيس الجمهورية الأسبق بأن يضع الأزهر فى أجندة المؤتمر ضرورة تجديد قضايا الطلاق للحد من ظاهرة الطلاق التى ازدادت بشكل مخيف اليوم، بالإضافة لقضايا تجديد التراث الإسلامى حتى يكون تراثا مبسطا يتلقاه طلاب العلم لتخريج أجيال واعية ومتسلحة بحقيقة دينها الوسطى، لمواجهة الأفكار المتطرفة، منوهة إلى أن أغلب الشباب المنجرف للتيارات المتطرفة قد فهم التراث الإسلامى فهما خاطئا، فتبنى وجهات نظر مختلفة أدت به فى النهاية إلى الانجراف فى سيل التيار المتطرف، مشددة على أن تبسيط مفاهيم التراث الإسلامية أمر ضرورى وملح أيضاً وهو من صميم تجديد الفكر والعلوم، موضحة أن هذا أمر أيضاً مرتبط بصنع وإعداد داعية معاصر واع لأمور التجديد ويفطن لأهمية عمله الذى يقوم به، والأزهر الشريف يقع عليه عبء إعداد الداعية المعاصر الواعٍى للأمور المتجددة واللازمة.

قضايا المرأة

 من ناحيتها أكدت السفيرة الدكتورة ميرفت التلاوى الرئيس السابق للمجلس القومى للمرأة والمدير العام لمنظمة المرأة العربية، على أن الأزهر الشريف يقع عليه عبء التجديد للخطاب الدينى بشكل أكبر لأنه هو المعنى بالأمور الدينية والفقهية والشرعية، مشيرة إلى أن التجديد فى الخطاب الدينى وفى الفكر والعلوم الإسلامية أصبح اليوم مطلبا ضروريا ولازما من لوازم الحياة، خاصة فى القضايا التى يحتاجها المجتمع بشكل ملح، مثنية على جهود فضيلة الإمام الأكبر الإصلاحية التى يقوم بها فى إطار تجديد الخطاب الدينى، مطالبة الأزهر الشريف فى مؤتمره المقبل بأن يناقش التجديد فى مختلف الأمور التى تخص المرأة خاصة مسائل الطلاق والنفقة والحضانة وقضية العنف ضد المرأة.

الحقوق العامة

وترى المستشارة تهانى الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق، أن جهود الأزهر الشريف فى تجديد الخطاب الدينى والتى بدأها منذ خمس سنوات تستحق الإشادة بشكل كبير، وأن الأزهر الشريف يسير بخطوات جادة فى هذا الشأن، وهى جهود كبيرة جعلتنا نتصدى للإرهاب وننتصر عليه فكريا واجتماعيا وثقافيا، وذلك بفضل قيادته الحكيمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، موضحة أن اعتزام الأزهر عقد مؤتمر عالمى للتجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية ماهو إلا استكمال لسلسلة التجديد التى بدأها الأزهر منذ سنوات، وذلك لأن التجديد ليس مسئولية الأزهر فقط وإنما هو مسئولية تقع على عاتق المؤسسات الإسلامية ومؤسسات الدولة الأخرى أيضاً.

وطالبت المستشارة تهانى الجبالى بأن يناقش الأزهر الشريف فى مؤتمره المقبل التجدد فى فقه المعاملات وفق ما يقتضيه العصر الحالى كالحقوق المجتمعية والبحث عن حقوق الجماعات لا الأفراد، منوهة إلى أن الحكومات بدأت بالبحث عن حقوق الأفراد منذ السبعينيات، فنحن بحاجة ماسة لأن تجتمع المجامع الفقهية لبلورة فكر جديد حول الحفاظ على موارد الشعب والدولة، وتعريف الأفراد بحقوق الجماعات وضرورة المحافظة عليها باعتبار أنها ليست حقوقاً فردية وإنما هى حقوق مشتركة، منوهة إلى ضرورة أيضاً مناقشة القضايا المجتمعية الخاصة التى نحن بحاجة إليها فى المجالات الاجتماعية كمسائل الطلاق، والمسائل التى تحتص بالمجال الطبى.

القضية السكانية

النائبة البرلمانية مارجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أكدت على أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يقوم بدور مهم وكبير فيما يخص قضايا التجديد فى الخطاب الدينى وفى الفكر والعلوم الإسلامية، وأبرز دليل على ذلك المؤتمر الذى سيعقد فى مصر والذى أعلن عنه الأزهر الشريف من أجل التجديد فى الخطاب وفى الفكر والعلوم الإسلامية، وسيشارك فى المؤتمر عدد كبير من دول العالم، مشيرة إلى أنها ترى ضرورة وضع أجندة للقضايا الملحة التى نحن بحاجة للتجديد فيها كقضية الزيادة السكانية، كأن يناقش الأزهر الشريف المسائل المتعلقة بتنظيم الأسرة للحد من ظاهرة الزيادة السكانية، لأن الخطاب الدينى له دور مهم فى الحد من تلك الظاهرة.

التركيز على الشباب

النائب البرلمانى عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أكد على أن الأزهر الشريف يقوم بدور كبير فى تجديد الخطاب الدينى وفى تجديد الفكر والعلوم الإسلامية، ويهتم بالقضايا الخاصة التى تمس واقعنا المعاصر، مطالبا بأن يناقش الأزهر خلال مؤتمره القضايا الخاصة بالشباب والتركيز عليها من حيث حمايتهم من الوقوع فى براثن التيارات الإرهابية المتطرفة، خاصة أن المواقع التابعة للتيارات المتطرفة منتشرة عبر شبكة الإنترنت ولابد من مواجهتها ودحض مزاعمها وادعاءاتها، ونقد فتاويهم الضالة والمتطرفة.