| 29 أبريل 2024 م

دور المؤسسات الدينية فى تطوير الخطاب الدعوى.. تحت مجهر السياسيين والمثقفين

  • | الأحد, 16 ديسمبر, 2018
دور المؤسسات الدينية فى تطوير الخطاب الدعوى.. تحت مجهر السياسيين والمثقفين

شهور قليلة، تفصلنا عن مؤتمر عالمى تعقده هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن «التجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية»، نهاية أبريل المُقبِل، بمشاركة عددٍ كبير من المَجامِعِ الفقهية والمؤسسات الدينية، ونخبةٍ من كبار العلماء والفقهاء فى العالم الإسلامي؛ وذلك بهدف صياغة استراتيجيةٍ علمية شاملة، تُعالِج مُختلِفَ الأَبعاد والملفّات المتعلقة بقضية التجديد؛ بما يُسهِم فى نهوض الأمة ورُقيّها، ويحفظ لها هُوِيَّتها ويستنهض قيَمها وقواها الحضارية الراسخة.. وفى هذه السطور نسلط الضوء على أحد محاوره المهمة وهو «دَور المؤسسات الدينية فى تنظيم وتطوير الخطاب الدعوى»..

فى البداية، أكد السفير أشرف عقل مساعد وزير الخارجية السابق وعضو رابطة الجامعات الإسلامية، أن الأزهر الشريف قطع شوطا كبيرا للنهوض وتطوير وتنظيم الخطاب الدينى والدعوى، مؤكدا أن الدور لا يقف فقط عند المؤسسات الدينية، بل يحتاج إلى تضافر الجهود من كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى من أجل إعادة صياغة وعرض الخطاب الدعوى على المستقبل له، مشيراً إلى أن المؤسسات الدينية فى مصر تقوم بدور مهم للغاية، ولعل أبرزه ما قطعه الأزهر من أشواط ناجحة فى تطوير مناهج التعليم الجامعى وقبل الجامعى وإدخال مواد جديدة لتدريسها فى مراحل التعليم الأساسى، من أهمها مادة الأخلاق والثقافة الإسلامية التى أقرها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وإنشاء أكثر من مركز ومرصد متخصص للرد على الفتاوى الشاذة وتصحيح العديد من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام لدى الغرب من غير المسلمين.

ولفت إلى أن على جميع المؤسسات وعلى رأسها المؤسسات الإعلامية دوراً كبيراً فى إبراز جهود الأزهر المضنية فى تطوير الخطاب الدينى وإبرازه للعامة، مشددا على ضرورة استضافة وسائل الإعلام للعلماء الأزهريين الذن يتمتعون بالعلم والثقافة وحسن توصيل المعلومة عبر الفضائيات فى توضيح ما يقوم به الأزهر من مجهودات كبيرة، والرد على تساؤلات المواطنين المتعلقة بالفتاوى بمنهج الأزهر الوسطى المعتدل، وأن يتوقفوا عن استضافة من يتحدثون باسم الأزهر ويسيئون للمؤسسة وللدين الحنيف، بهدف إثارة الفوضى وتشتيت الناس فى دينهم بأهداف مختلفة سواء لـ«الشو» الإعلامى أو لتحقيق أجندات خارجية.

وشدد على أن ما ينقص الأزهر لإبراز مجهوداته الكبيرة وتعريف الجمهور بها هو وجود وسيلة إعلامية على قدر المستوى الذى يسير به الأزهر الشريف، وتوضيح دوره الكبير فى مجالات التنوير والتطوير، لافتا إلى أن عدم الرضا عن أى شخص أو مؤسسة سنة كونية، موضحاً أن المشككين كثر وموجودون فى كل وقت وفى كل حين.

من جانبه، قال ناجى الشهابى البرلمانى السابق ورئيس حزب جيل الغد السابق: ما أحوج أمتنا الإسلامية إلى هذا المؤتمر العالمى الذى سيعقده الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى أبريل المقبل، لمواجهة الفكر الإرهابى المتطرف بهدف «التجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية»، مضيفا: الحق أن انتشار الفكر الظلامى التكفيرى يتطلب تصدى الأزهر الشريف ومؤسساته الدينية من جامعة الأزهر  ومجمع البحوث الإسلامية  ودار الإفتاء بكل علمائها الكبار لهذه الأفكار وهذا يتطلب «التجديد» انطلاقا من حديث سيدنا رسول الله أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها واعتقد أن الأزهر برسالته العالمية التى اضطلع بها على مدى أكثر من ألف عام وحافظ فيه على الدين الحنيف وبمكانته العلمية والتعليمية المتفردة هو القادر على مواجهة خوارج العصر بفكره التنويرى.

وشدد على أن التجديد  سمة أصيلة للفكر الإسلامى الصحيح، مبديا تفاؤله بأن يقوم علماء الأمة فى هذا المؤتمر العالمى بصياغة استراتيجية علمية شاملة تعالج جميع العناصر  والملفات المتعلقة بقضية «التجديد» بحيث تضمن نهوض الأمة ورقيها، وتحفظ لها هويتها، وتستنهض قيمها الروحية وقواها الحضارية الراسخة، مضيفا: «أعتقد أن مؤسساتنا الدينية التابعة للأزهر الشريف قادرة من خلال هذا المؤتمر العالمى على دحض الفكر التكفيرى، وتنظيم الخطاب الدعوى وتطويره، وتحديد ضوابط التجديد وآلياته، وكيفية اعداد الداعية المعاصر».

ونوه إلى أن هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ودار الإفتاء وأساتذة جامعة الأزهر، قادرون باخلاصهم لدينهم على  التجديد، وذلك إحياء لسنة إسلامية وضرورة عصرية تضمن استيعاب الفكر الإسلامى لكل المستجدات التى تعيشها الامة الإسلامية ويعيشها معنا العالم وعلى تلك المؤسسات الدينية أن تنفى عن ديننا السمح الحنيف كل دعاوى الغلو والتطرف والتكفير والإرهاب التى صدرتها تلك الجماعات التكفيرية لمجتمعنا الإسلامى والمجتمعات غير الإسلامية «الغربية»، وتسد ثغرات الفتنة، وتمنع الانحراف الفكرى، وتحمى أركان الدولة الوطنية، وتنشر الأمان وتصون الحقوق والواجبات.

طباعة
الأبواب: كلام يهمنا
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg