| 16 أبريل 2024 م

إعلاميون ومثقفون: شيخ الأزهر أعطى مثالاً محترماً فى التسامح والتربية.. ولفت أنظار الصحافة العالمية بأسلوبه الأبوى الحنون

  • | الأحد, 20 يناير, 2019
إعلاميون ومثقفون: شيخ الأزهر أعطى مثالاً محترماً فى التسامح والتربية.. ولفت أنظار الصحافة العالمية بأسلوبه الأبوى الحنون
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب

د. نبيل السمالوطى: الأزهر رمانة الميزان فى الحفاظ على القيم الأخلاقية فى المجتمعات

النائبة أنيسة حسونة: د.الطيب أرسى مبدأ الثواب والعقاب.. وبيانه يُضاف لرصيده الإنسانى فى العالم كله

د.غانم السعيد: تجاهل وسائل الإعلام لموقف الإمام الأبوى تجاه الفتاة يهدف لتعميق صورة سلبية فى نفوس الناس عن الأزهر وجامعته

د.إلهام شاهين: القرار انطلق من بعد إسلامى ومنهج نبوى فى الرحمة والتسامح واحتواء الأبناء مهما بلغت أخطاؤهم

 

دائما ما تكشف المواقف أو الأفعال عن كل ما هو غالٍ ونفيس، حيث يفاجئنا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يوماً بعد يوم عن مدى إنسانيته وأبوته تجاه أبنائه الطلاب، فضلا عن مواقفه الإنسانية تجاه المسلمين وغيرهم فى أنحاء العالم.

ولعل آخرها موقف فضيلته تجاه طالبة الأزهر بالمنصورة، التى خاطب مجلس التأديب بجامعة الأزهر بإعادة النظر فى القرار الصادر بحقها بعد ارتكابها سلوكا مخالفا للقيم الأخلاقية التى تربى عليه أبناء الأزهر، إلا أن بعض وسائل الإعلام التى اعتادت تصيد الأخطاء لبعض منتسبى الأزهر، والتى تتسارع فى نشر كل ما يسىء للمؤسسة الأزهرية، تجاهلت تماما الموقف الأبوى والإنسانى من فضيلة الإمام بشأن الطالبة، فى هذه السطور ننشر ردو الفعال من قبل العديد من السياسيين والبرلمانيين وعلماء الاجتماع وعلم النفس والإعلام عن موقف الإمام الطيب وتجاهل الإعلام للإيجابيات وتصيده لبعض السلبيات.

فى البداية، قال الدكتور نبيل السمالوطى أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الدراسات الإنسانية الأسبق بجامعةالأزهر، إن الإعلام بمختلف أشكاله قد تجاوز إلى حد كبير حجم المشاريع الضخمة التى تقوم بها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة الماضية، كما تجاوز بنفس القدر أيضاً الإنجازات الكبيرة التى قطعها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى تطوير المناهج، والتصدى للمتطرفين والمتشددين، والقضاء بشكل كبير على مصطلح الإسلاموفوبيا، عن طريق الجولات الخارجية خلال الـ 8 سنوات الماضية والتى قاربت على 25 جولة خارجية، ونجاحه فى دعم الحوار وترسيخ مبدأ التعايش السلمى مع الآخر، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام الذى شوهتها الجماعات التكفيرية داعش وأخواتها كما يطلق عليها فى وسائل الإعلام العالمية.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن الإعلام ترك كل هذه الإنجازات، وراح يتصيد الأخطاء الفردية خاصة فى الواقعة الأخيرة التى قامت بها طالبة جامعة الأزهر فرع المنصورة، لافتا إلى أننا لا نقلل من الجرم التى ارتكبته الفتاة المصرية المسلمة فضلا عن كونها أزهرية، خاصة أننا فى مجتمع شرقى يحافظ على العادات والتقاليد، وقد نالت جزاءها مباشرة من قبل رئاسة الجامعة التى تعد رمانة الميزان التى تحجافظ على القيم الأخلاقية والإسلامية فى العالم الإسلامى كله.

وتعجب من استمرار هذه الهجمة الشرسة التى تقودها بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ومواقع وصفحات السوشيال ميديا، على هذه الواقعة، ونسيت أو تناست ما أصدره الأب الحنون فضيلة الإمام الأكبر الذى انتفض وانتصر لمصلحة الفتاة بعد قرار الجامعة بالفصل النهائى، وطالب بضرورة إعادة النظر مباشرة فى قرار رئيس الجامعة حرصا منه على مصلحة الفتاة خاصة أنها لا تزال حديثة السنه، مؤكدا أن هذا القرار جاء نابعا من كون فضيلة الإمام الأكبر أباً حنوناً وليس رئيسا لمؤسسة عالمية عملاقة يشهد لها القاصى والدانى أنها حائط الصد الأول فى الدفاع عن القيم الأخلاقية والمجتمعية.

ونوه إلى أن فضيلة الإمام الأكبر شدد على أن تكون العقوبة الواقعة على الفتاة متماشية مع حجم الجرم الذى ارتكبته الفتاة، لافتا إلى أن هذا القرار الحكيم، سد ذرائع كثيرة ربما كانت تقضى على حياة الفتاة، بأن تتجه إلى التشدد والتطرف أو أنها تستسلم للكتائب الإلكترونية المتطرفة على السوشيال ميديا، مؤكدا أن لحظات الغضب من الفتاة ربما تولد حالة من الانتقام من المؤسسة أو من الدولة وتتجه إلى فعل عمل لا يحمد عقباه، وهذا ما وضعه فضيلة الإمام الأكبر فى الحسبان.

وشدد على أن هذا السلوك الخاطئ من قبل الفتاة يرجع إلى تقصير مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة وإمام المسجد والمدرسة وحتى أساتذة الجامعة والإعلاميين فى توعية الشباب بضرورة مراعاة السلوكيات الخاطئة التى تخالف قيم وعادات المجتمعات الشرقية، لذا فإنه يتوجب على عوامل التنشئة أن تقوم بدورها المنوط بها وبالمسئولية التى تقع على عاتقها تجاه التوجيه السليم للأطفال وللشباب وللكبار حتى فى ضرورة مراعاة أنهم مسلمون وأنهم يعيشون فى مجتمع شرقى يحافظ على القيم الأخلاقية.

وأشار إلى أن بيان فضيلة الإمام الأكبر أكد على كل هذا، كما أنه جاء بناء على رؤية ثاقبة لفضيلة الإمام بما يمكن أن يحدث للفتاة نتيجة فصلها وحرمانها من التعليم وأن هذا العقاب لا يساوى حجم الجرم، ولذا استجاب الدكتور رئيس الجامعة فورا لمطلب الإمام وكان العقاب حرمان الفتاة من دخول امتحانات الفصل الدراسى الأول، دون أن تتظلم رغم أن الطالب حصل على فصل عامين من جامعة المنصورة والسماح له بالتظلم وكان الإمام سباقاً بهذا القرار الأبوى الحاسم.

من جهته، قال الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر بنين بالقاهرة، إن كثيرا من وسائل الإعلام المختلفة فى مصر، يسعى دائما للإثارة على حساب الحقيقة، ويأخذون فى تتبع الأخبار ونشرها، بالمنهج القديم الذى حفظه الناس، وتجاوزوه، والذى يقول: «ليس مهما أن تقول فلان عضه الكلب، ولكن أن تقول: أن فلانا عض كلبا».

وأوضح عميد كلية الإعلام، أن تلك الإثارة المهيجة للرأى العام جاءت لتتعاطف مع تصرف طائش من طالبة تنتسب إلى جامعة الأزهر بما لها من خصوصية، حيث تحرص جامعة الأزهر على التزام المنتسبين إليها بالقيم الرفيعة والسلوك الحسن، وقد خرجت الطالبة عن هذه الخصوصية حينما سمحت لنفسها بأن تذهب إلى زميل لها فى جامعة أخرى لتحتفل معه بعيد ميلادها، ويحدث بينهما من التصرفات ما ترفضه قيمنا وتقاليدنا، بالإضافة إلى ما ربيت عليه فى الأزهر من الأخلاق الفاضلة والقيم الرفيعة.

وأضاف أن كثيرا من وسائل الإعلام أسرع فى تسليط الضوء على العقوبة التى وقعتها الجامعة على الطالبة، وتجاهل ما وقعت فيه الطالبة من خطأ جسيم، ومع ذلك فإن فضيلة الإمام - نظرا لحداثة سن الطالبة، وعدم إدراكها لحقيقة ما وقع منها - فقد تدخل فضيلته فى حل المشكلة، وطلب من الجامعة أن تراجع قرارها مراعاة منها لهذه الظروف حرصا على مستقبل الطالبة، واستجاب مجلس التأديب الأعلى بالجامعة لتوجيهات فضيلة الإمام ونزل بالعقوبة إلى أقل درجاتها وهو الحرمان من الامتحان فصلا دراسيا واحدا، وكان من المتوقع أن تتناول وسائل الإعلام موقف فضيلة الإمام الأبوى الذى يحنوا على أبنائه دائما وينتصر لهم ويعاقبهم بما يتماشى مع الجرم فقط ولا يصدر عقوبة تفسد على المخطئ حياته، ورغم هذا الموقف من فضيلة الإمام إلا أن الإعلام لم يتناول بالقدر الذى يستحقه، أو على الأقل بنفس تناولهم لخبر قرار الجامعة الصادر بفصل الطالبة من الجامعة.

وأوضح أنه هذا القرار يؤكد أن هناك رعاية كاملة من فضيلة الإمام لكل مشاكل وقضايا أبنائه من طلاب وطالبات الأزهر، وأنهم فى عينيه، وأنه القلب الرؤوم الرحيم الذى يستخدم روح القانون فى معاقبة المخطئين منهم، وبخاصة إذا كانوا فى سن الحداثة، ولا يدركون خطر تصرفاتهم، وردود أفعالهم، ومر الحدث مرورا خافتا دون أن يشعر الناس بما فعله فضيلة الإمام لصالح الطالبة.

وتابع: لا أدرى هل هذا التجاهل منهم لأنهم لا يرون فيه خبرا مثيرا يجعلهم يعطونه العناية والاهتمام، أم هو تجاهل مقصود ومتعمد لتعميق صورة سلبية فى نفوس الناس عن الأزهر عامة وجامعته بصفة خاصة، تماشيا مع الحملة المشبوهة التى يشنها على الأزهر وشيخه بكل عنف وشراسة عدد من وسائل الإعلام بغرض إسقاط المؤسسة، أو على الأقل إسقاط هيبتها ومكانتها من وجدان المصريين؟، ولكن لن يفلحوا فى ذلك لأن الأزهر محفوظ بحفظ الله لأنه هو الحافظ لكتاب الله، وسنة رسوله، وعليهم أن يأخذوا العبرة من التاريخ فهناك الكثير من المحاولات الخبيثة قد نسجت لهذه الغاية ولكنها ارتدت على أصحابها خاسئة خاسرة، لأنهم «يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره».

من جهتها، قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن بيان فضيلة الإمام الأكبر يدل على نظرته الرحيمة لأبناء الأزهر وتعامله برؤية تحمل أبعادا كثيرة فقد نظر فضيلته إلى البعد الاجتماعى وما يسببه فصل الطالبة من أذى مستقبلى للطالبة، وتلقف أعداء الدين فى المجتمع لها ولأسرتها التى أصيبت فى سمعتها ويكفيهم ما لحق بهم من سوء نتيجة هذا العمل فى سمعتهم ونظرة المجتمع لهم، كما أن فضيلته نظر ببعد قانونى إلى حداثة سن الطالبة وأخطاء الشباب الناتجة عن قلة خبرتهم وأن المحكمة قد تحكم لها بالعودة إلى الدراسة نتيجة حداثة سنها وأن الأمر كان خارج حدود الجامعة.

وتابعت أن فضيلته انطلق أولا وآخرا من بعد إسلامى ومن منهج نبوى فى الرحمة والتسامح فديننا الحنيف يعلمنا بالنصح والإرشاد واحتواء الأبناء مهما بلغت أخطاؤهم فسيدنا نوح عليه السلام كان يرجو صلاح ابنه ويطلب له النجاة والمغفرة حتى النفس الأخير للابن، وسيدنا يوسف رغم كل ما فعله إخوته تجده يقول وهو فى موقف القوة لا تثربب عليكم ويدعو لهم بالمغفرة وسيدنا عيسى يقول للمجتمع كله من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، ونحن نقول لكل من يريد أن يدمر الفتاة ومستقبلها ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.

من جهته، قال الدكتور صلاح العادلى أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن ما صدر من فضيلة الإمام يمثل قيادة واعية وأبوة حانية وإنسانية تحتذى، أما كونها قيادة واعية فإنه يترك لمن أنيط بهم الأمر المتمثلة فى مجلس التأديب اتخاذ الإجراء المناسب، دون حجر على الآراء، وأما عن الوعى، فإنه لا ينظر إلى الحالة مجردة عما أحيط بها من ملابسات، وأما عن الأبوة الحانية فهو ألا يكون فى القرار قسوة أو تحيف، وأما عن الإنسانية التى تحتذى فكما أنه معلوم فإن هناك روح القوانين واللوائح ومراعاة ما يؤدى إلى المقصد الصحيح من الإثابة أو العقاب، أو الشدة أو التخفيف.

وأوضح أن التركيز على بعض السلبيات والهنات الصغيرة وإن كنا لا نرتضيها إلا أنها بطريق غير مباشر مدح للأزهر، لأن الأزهر بتاريخه العريق وجهوده الظاهرة الظافرة وإسهاماته التى تحتذى بقيادة شيخه الطيب الذى هو اسم على مسمى، غير أننا لا نريد التهوين من الجهود وإغفالها أو التهويل مما قد يقع من قبل بعض المنتسبين للأزهر الشريف.

وأكد أن الشىء الغريب مثل هذه الحالة النادرة التى تكاد تكون منعدمة حينما تقع بحكم البشرية فإنها قد تكون مدعاة للتعجب والغرابة والاستنكار بخلاف ما لو كان أمرا مألوفاً أو يقع بين حين وآخر.

إشادات برلمانية وإعلامية

من جانبها، أشادت النائبة أنيسة عصام حسونة، عضو مجلس النواب، بموقف شيخ الأزهر الذى وصفته بالموقف الإنسانى لفضيلته تجاه الطالبة، مؤكدة: «موقف الإمام الأكبر يضاف إلى رصيده لدى الوطن العربى كله».

وأضافت حسونة، أن فضيلة الإمام الأكبر كعادته يرسى أسس الثواب والعقاب طبقا لتقاليدنا الدينية، ويعلمنا درسا فى تغليب المصلحة الفضلى، ونشر ثقافة الرحمة والود قبل العقاب والحساب، وتقديم النصح والإرشاد قبل اللجوء لفرض العقوبات».

وأشارت عضو البرلمان، إلى أن موقف الإمام الأكبر يضاف إلى رصيده لدى الوطن العربى كله، فهو مفخرة حقيقية ونموذج لنشر قواعد وتقاليد الدين الإسلامى الصحيح.

من جانبه علق النائب محمد الفيومى، عضو لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، على الواقعة، قائلاً: «البنت عوقبت بما فيه الكفاية من المجتمع، وأنا مش مع قرار الفصل، وتوجيه شيخ الأزهر لفتة إنسانية، لأن انتشار الفيديو ونظرة المجتمع المحيط بها عقاب كبير».

من جهته، أشادت الإعلامية عزة مصطفى بتوجيه شيخ الأزهر لمجلس التأديب بالجامعة، بإعادة النظر فى قرار فصل طالبة بكلية الدراسات الإسلامية فرع المنصورة، والمعروفة إعلامياً بـ«طالبة حضن المنصورة».

وقالت برنامج لها يذاع يوميا على إحدى القنوات الخاصة: «أتمنى تتلغى العقوبة خالص، وما يكونش هناك عقوبة أصلاً، وبوجه  عام تحية لشيخ الأزهر على هذا القرار».

من جهته، أشاد الإعلامى عمرو أديب بموقف شيخ الأزهر أحمد الطيب تجاه قضية طالبة المنصورة، وتوجيهه بإعادة النظر فى فصل الطالبة.

وقال عمرو أديب، فى برنامجه المذاع على إحدى الفضائيات، إن شيخ الأزهر أعطى مثالا محترما فى التسامح والتربية، وجميع المحطات والمواقع فى العالم تتحدث عنه، عندما قال لهم بأنها بنت صغيرة قليلة التجربة، ولا يجوز أن ننهى مستقبلها.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg