على مكتب زجاجى بسيط بأحد مداخل جناح الأزهر بالقاعة ٤ بمركز أرض مصر للمعارض بالتجمع الخامس حيث المقر الجديد لمعرض الكتاب، وبأقلام مدببة وحبر متعدد الألوان والجمال، وبطاقات بيضاء سيمكة نوعاً ما، يجلس إسماعيل عبده الخطاط الأزهرى مستعداً لكتابة أسماء زاور المعرض الذين قصدوا الجناح.

المبدع الأزهرى يعمل مصمم جرافيك وخطاط بالمركز الإعلامى بالمشيخة، قلمة ذو السن المدبب يغرسه فى الحبر ويبدأ بالكتابة على البطاقات البيضاء، الكل ينظر إليه مندهشاً من السرعة التى يعمل بها وجمال الخط الذى يرسمه، وحينما يأتى الدور على الزائر الذى يرسم اسمه يسأله «إسماعيل» عن اللون والخط المفضل، فيختاروا مايريدوا ليرد عليه إسماعيل ضاحكاً «حد عايز مانجا، حاسس إنى بعمل لكم أيس كريم».

يلتف الزوار حوله فى ازدحام شديد يصل إلى درجة الوقوف فى طابور للسيدات وأخر للرجال، فيأخذ المبدع الأزهرى شخص من كل طابور بالتناوب بين الرجال والنساء ولا يكتب لأحد من المقبلين الجدد إلا إذا التزم الوقوف فى الصف حتى يأتى دوره، قائلا: «كل واحد لازم ياخد دوره وكله هيكتب أنا بعمل فى اليوم ألف اسم»، حيث يخصص عمله فى معرض الكتاب لكتابة أسماء الزوار بشكل لطيف على الأوراق التى أعدها لهذا الغرض.

لم تكن فكرة إسماعيل جديده على هذا المعرض الذى يقام لأول مرة فى مركز مصر للمعارض بالتجمع الخامس،  فقد كان يقوم بهذه المهمة فى العام السابق، مضيفاً «عملنا الفكرة دى من السنة اللى فاتت ولما شفنا الناس مبسوطة منها عملناها تانى» موضحاً أنه يكتب يومياً آلاف الوحات دون أن يملل «الناس بيفرحوا جدا والفكرة مش مقتصرة على المصريين بيجى لنا ناس من كل الجنسيات اللى موجودة فى المعرض».

يستخدم إسماعيل فى كتابة أسماء الزوار عده أنواع الأحبار من بينها الحبر العربى واليابانى والشيمنكة والتليجرافى موضحاً أن كل نوع منهم يستخدم فى أوراق معينة إلى جانب الأقلام المتعدة التى يكتب بها مثل أقلام الهندام والجاوة والأبانوس والأروا والبوص البلدى، ويرسم عده أنواع من الخطوط منها الثلث والرقعة والنسخ والخط الفارسى وغيرها من اللغات.