| 20 أبريل 2024 م

أساتذة شريعة وإعلام: قرار الإمام الأكبر بعدم تصوير الفقراء أثناء تقديم المساعدات يحفظ كرامتهم

  • | الإثنين, 13 مايو, 2019
أساتذة شريعة وإعلام: قرار الإمام الأكبر بعدم تصوير الفقراء أثناء تقديم المساعدات يحفظ كرامتهم

د. صفوت العالم: قرار إنسانى وأخلاقى.. ويجب الالتزام به بالتنسيق مع «الأعلى للإعلام»

د. ليلى عبدالمجيد: الصدقة ليست «مِنَّة» على الفقراء بل واجب حثنا عليه الدين

د. فتحى عثمان: العبادة مبنية على الإخلاص.. ومن يستغل حاجة الفقراء لمصالح شخصية فهو آثم

لاقت تعليمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمنع تصوير الفقراء بأى وسيلة كانت أثناء تقديم المساعدات أو الزكاة أو الصدقات لهم، وكذلك الأطفال والمرضى الذين يتم تقديم العلاج لهم من بيت الزكاة والصدقات المصرى التابع للأزهر الشريف، للحفاظ على كرامتهم وعدم المتاجرة بهم، إشادة واسعة فى الوسط الإعلامى.

قال الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمنع تصوير الفقراء وعدم الاتجار بهم أثناء تقديم المساعدات لهم قرار إنسانى حكيم من شيخ الإسلام ويجب أن تلتزم به كل الجمعيات الخيرية، ويتم التنسيق بشأنه مع المجلس الأعلى للإعلام الذى عليه أن يطور هذه الملاحظة العليا لكل القائمين على مجال الإعلام والبرامج التى هدفها الأول جلب التبرعات.

أضاف «العالم» فى تصريح خاص لـ«صوت الأزهر» أن هناك أخلاقيات فى التعامل مع الفقراء والمحتاجين أثناء تقديم المساعدات لهم أو على موائد الرحمن ويجب الالتزام بها، ومنها عدم تصوير محدودى الدخل واستخدامهم بالإعلانات التليفزيونية وكثير من الجمعيات الأهلية والتى من واجبها مساعدة الفقراء والمحتاجين تتجاوز ذلك بل تبالغ فى تصوير هذه المعونات بهدف استدرار عطف المتبرعين دون مراعاة لمشاعر الفقراء وكرامتهم وخاصة الأطفال والنساء، متابعا: وعلى الأزهر ألا يترك مساحة للآخرين فى استغلال اسمه لجلب التبرعات، ويجب أن يلعب دوره الإعلامى المطلوب من أجل حث المواطنين على التبرع فى الأماكن الشرعية للزكاة. 

وأكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق أن هذا القرار هو التزام بديننا الإسلامى الوسطى فنحن لا نمن على الفقراء بصدقتنا انما هى واجب حثنا عليه الدين فيجب ألا تعلم الشمال ما تنفقه اليمين، وغير ذلك يعد ذلا للفقراء ومحرما، ويجب أن تلتزم كافة المؤسسات بهذه التعليمات وتحترم آدمية البشر وكرامتهم.

وأشارت «عبدالمجيد» إلى أن الصدقات التى تقدم للفقراء نوع من أنواع التكافل الاجتماعى وهناك اخلاقيات ومواثيق شرف إعلامى يجب الالتزام بها وفرض العقوبات على من يخالفها وإعمال الجوانب الإنسانية والأخلاقية قبل أى شىء.

وشدد الدكتور فتحى عثمان أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون على أن تعليمات شيخ الأزهر بعدم تصوير الفقراء أو ذوى الاحتياجات أثناء تقديم المساعدات والصدقات لهم قرار حكيم 100% وهذا ما جاءت به نصوص الشريعة ففى القرآن الكريم: «لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِى الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ»، فهناك بعض الفقراء لا يقدرون على الطلب خشية الإحراج والقرآن نص على مراعاة هذا فالشرع لم يوجب إخبار من يعطى الزكاة بأنها زكاة انما الأعمال بالنيات والنية محلها القلب والزكاة عبادة والعبادة مبنية على الإخلاص بين العبد وربه لا التباهى والتفاخر بين الناس.

وتابع «عثمان»: كما أن هذه التوجيهات قرار شرعى لنحفظ لهؤلاء كرامتهم كما حثنا الله عليها فى قوله عز وجل: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً»، ونوه بأنه من واجب المتصدقين ألا يشعروا الفقراء بالدونية فقد جاء فى حديث السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»، وعلينا ألا نستغل حاجة الفقراء لمصالح شخصية ومن يفعل ذلك فهو آثم وكاذب لأن الشرع نهى عن ذلك. 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg