| 29 مارس 2024 م

العاشر من رمضان.. عبور نحو تنمية سيناء بسواعد الصائمين

  • | الأحد, 19 مايو, 2019
العاشر من رمضان.. عبور نحو تنمية سيناء بسواعد الصائمين

تحل اليوم، ذكرى عظيمة على المسلمين بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة، حيث تحتفل مصر بذكرى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، يوم انتصر فيه الصائمون على عدوهم ونجحوا بعزيمة وإصرار على تحرير وطنهم من أيدى الصهاينة المغتصبين.

ولم يقف الصيام حجر عثرة أمام الجنود المقاتلين فى ساحة المعركة، بل نجحوا فى اقتحام الحصون المنيعة التى صدعنا بها العدو الغاشم بأن الجيش الإسرائيلى لا يقهر، وارتفعت صيحات الله أكبر على الجبهة بدعم وحماسة بفضل التعبئة المعنوية التى قام بها علماء الأزهر الشريف آنذاك. 

وبعد مرور هذه السنوات، على الذكرى العطرة، نجد أن المصريين عادوا من جديد ليسطروا ملحمة ثانية، وعبورا جديدا من أجل التنمية، فقبل أيام افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى أنفاق قناة السويس الجديدة التى تعمل على ربط مدن القناة بمدن سيناء أرض الفيروز لتكون انطلاقة قوية نحو التنمية، بعد أن نجحت القوات المسلحة والشرطة المصرية الباسلة فى اجتثاث جذور الإرهاب من خلال عملية سيناء 2018.

 وأكد الدكتور محمد عبدالعاطى عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بالمنصورة، أن انتصار العاشر من رمضان هو استعادة لروح انتصار المسلمين فى غزوة بدر بما يدل على أن المسلمين إذا ما استمسكوا بمبادئ دينهم ومكارم الأخلاق ورفعوا راية لا اله إلا الله والله أكبر وجعلوا الدفاع عن وطنهم دفاعا عن دينهم سيكونون بمثابة صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، مضيفاً أن حرب العاشر من رمضان، كان الجنود صائمين ومتأهبين للاستشهاد فى سبيل الله فهم يضعون فى أذهانهم وعد الله فى قوله تعالى «وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ»، فالمكان كان فى سيناء وكانت الوعود بالنصر مكتوبة فى التوراة والإنجيل والبشارة من الله.  

من جانبه، قال الشيخ على أحمد رأفت عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إننا نرى فى هذه الأيام المباركة تجليَّات النصر العظيم  فى العاشر من رمضان فى عام 1973، وهى ليست مجرد كلمات فى كتاب التاريخ، بل هى أحداث شكلت جزء مهماً من ماضى هذا الوطن العريق، الذى أخرجه رجاله المخلصون من كبوته، ورسموا بدمائهم نصره،  وغيروا وجه المستقبل في  المنطقة بأسرها.، مضيفاً أن أبطالنا من رجال الجيش والشرطة يستعيدون اليوم نفس الروح، فى الحرب الشرسة التى تخوضها البلاد على فلول الإرهاب اﻷسود، فيطهرون اﻷرض المقدسة من جهالات  التطرف والجهل والعنف، كما يستعيد أبطالنا الذين يقومون بالبناء والتعمير والتنمية الشاملة بنفس الروح القتالية حتى تصير البلاد فى مصافِّ الأمم المتقدمة، لافتاً إلى أنه فى الذكرى المباركة لانتصارات العزة والكرامة والحرية فى موقعة العاشر من رمضان، التى وافقت السادس من أكتوبر، تجعل من حق كل مصرى أن يفخر بجيشه الذى حفظ العهد وقدم الروح والدم للحفاظ على تراب الوطن، كما أننا ندعو الجميع لأن يقدم الغالى والنفيس من أجل النهوض بالوطن، سواء فى رمضان أو غير رمضان، لاسيما أن عمل الخير فى رمضان  مضاعف، فإن أيضاً بناء الوطن وتعميره يكون ثوابه مضاعفا حتى ولو كان يتقاضى منه راتبا مقابل عمله.

جدير بالذكر أن لعلماء الأزهر دور بارز فى تحقيق نصر العاشر من رمضان، حيث كانوا يقومون بإلقاء الخطب الحماسية للجنود وكان من بين هؤلاء العلماء الشيخ محمد متولى الشعراوى والشيخ عبدالحليم محمود اللذان استعانت بهما القوات المسلحة -أثناء استعدادها للحرب- لحث الجنود على الجهاد فى سبيل الله.

وانطلقت كتائب الدعاة بين الجنود لتخبرهم أن النصر لا يكون بقوة السلاح فقط، وإنما يكون بقوة الإيمان، وبالصدق مع الله تعالى، وبوضوح الهدف الذى يقاتل من أجله الإنسان، ويكون بالتوكل على الله «بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ» وأنه إن مات مات شهيداً، وإن عاش عاش حميداً، فكانت صيحة المجاهدين فى الميدان (الله أكبر).

وذكر الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الراحل كان مهتما بإسهام الأزهريين فى معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، مضيفاً: أن الشيخ عبدالحليم محمود استعان فى هذا الصدد بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة، وأنه عند لقاء العلماء بأبناء الجيش فى شهر رمضان أثناء الحرب أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه، نظراً لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونا لهم فى الانتصار على العدو الصهيونى، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين: «لا نريد أن نفطر إلا فى الجنة».

طباعة
الأبواب: أخبار, متابعات
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg