| 24 أبريل 2024 م

د. نظير محمد عياد.. الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية فى أول حوار لـ«صوت الأزهر»: حريصون على ترجمة نتائج جولات الإمام الطيب الخارجية لواقع عملى ملموس

  • | الإثنين, 27 مايو, 2019
د. نظير محمد عياد.. الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية فى أول حوار لـ«صوت الأزهر»: حريصون على ترجمة نتائج جولات الإمام الطيب الخارجية لواقع عملى ملموس

 

الأزهر ليس مجتمعا ذكوريا.. والأزهريات يشغلن مناصب قيادية بكل قطاعاته

حريصون على ترجمة نتائج جولات الإمام الطيب الخارجية لواقع عملى ملموس

استعادة منظومة القيم وتجديد الخطاب الدينى لن يتما إلا بتكاتف المؤسسات والهيئات الدينية تحت راية الأزهر

لا مانع من تقديم التراث بصورة جديدة تحافظ على ثوابته ولا تقدح فى الذوق العام أو تتناقض مع صحيح الدين

نعكف على رسم استراتيجية جديدة للدعوة والدعاة لتصحيح المفاهيم المغلوطة والرد عليها

استحداث منصبى الأمين المساعد للواعظات والبحوث العلمية سيحدث طفرة بالعمل الدعوى

خطة محكمة لتكثيف القوافل الدعوية بالمحافظات الحدودية لقطع الطريق على الجماعات المتطرفة

قوافل بالمساجد ومراكز الشباب والمقاهى والمدارس والمستشفيات والسجون لتحصين الشباب من التطرف

 

جاء تكليف الدكتور نظير محمد عياد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، بتولى منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلفا للدكتور محيى الدين عفيفى الذى انتهت مدة ندبه مؤخرا، فى وقت مهم وعصيب، حيث تولى المسئولية قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان المبارك، الذى يشهد كثافة عالية وجهودا ضخمة فى العمل الدعوى فى مصر والعالم.

وعقب توليه المنصب بأيام قليلة، خص الأمين العام «صوت الأزهر» بأول حوار له، فتح خلاله قلبه وأجاب عن كافة التساؤلات التى يرددها الشارع المصرى هذه الأيام، كما كشف تفاصيل المرحلة المقبلة والخطط الاستراتيجية التى سيسير عليها المجمع والمناصب المستحدثة ودوره فى تنقية التراث وغيرها من القضايا التى نتعرف عليها فى الحوار التالى...

توليتم مسئولية أمانة مجمع البحوث تزامنا مع شهر رمضان الذى يتضاعف فيه العمل الدعوى.. حدثنا عن رؤيتكم للمجمع خلال الشهر الفضيل.

المجمع قطاع من قطاعات الأزهر المهمة وهو يولى اهتماما كبيرا لكل الأحداث والمناسبات بشكل عام، وفيما يتعلق بشهر رمضان فهو مدرسة تربوية دعوية، ولذا فالاستعداد له يكون على مدار العام لما يمثله فى نفوس الناس وقد تم الاستعداد له من خلال الندوات العلمية والملتقيات الفكرية والقوافل الدعوية بجانب اللجان المتخصصة كلجان الفتوى ويكفى مثالا على ذلك أن المجمع قد استهدف تنفيذ قرابة ١١١ ألف لقاء توعوى فى مختلف أنحاء الجمهورية ولا يقتصر تنفيذ هذه اللقاءات على المساجد بل يشمل المدارس ومراكز الشباب والأندية الرياضية والهيئات المختلفة، ثم إنه لا يمر يوم دون عقد ملتقى فكرى بالتنسيق بين المجمع ووزارة الأوقاف بجانب هذا فصفحات المجمع على وسائل التواصل الاجتماعى لا تخلو من رسالة توعوية أو فتوى ردا على استفسارات الجمهور.

كما ينفذ المجمع خلال شهر رمضان المبارك خطة دعوية شاملة تقوم على مواجهة مباشرة للمشكلات المجتمعية المتجددة، وتركز على الاحتياجات الحقيقية لأفراد المجتمع، وتلامس واقعهم بشكل مباشر؛ كما يواصل المجمع تنفيذ نحو 400 قافلة ثابتة ومتحركة خلال الشهر الكريم فى المساجد وفى المؤسسات الحكومية ومراكز الشباب وقصور الثقافة وغيرها من الأماكن التى يتجمع فيها الناس.

وأنتم أحد أبرز أساتذة العقيدة والفلسفة ووكيل إحدى أهم الكليات الأصيلة فى الأزهر الشريف، كيف ستتصدون لمحاولات استقطاب الشباب نحو التطرف والانحراف الفكرى؟

نعمل بفضل الله تعالى لصد الفكر المتطرف من خلال محاور عدة فهناك المحور العلمى البحثى ويدور حول محاولة حصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التى يقوم عليها هذا الفكر وذلك بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، وهناك محور التحركات الميدانية من خلال القوافل التى تجوب الجمهورية لعرض صحيح الدين وبيان محاسنه، فضلا عن التواصل المستمر مع مختلف مؤسسات الدولة لتكثيف التواصل مع الشباب والاستماع إليهم وتحصينهم من خطر الفكر التكفيرى والمضلل.

كذلك هناك محور آخر من خلال اللجان المنبثقة عن المجمع بحيث يمكن من خلالها إصدار نشرات دورية تحدد هذه الأفكار وتناقشها بالأسلوب الأمثل الذى يناسب الحال، هذا بالإضافة إلى التركيز على عنصر الرقابة الأسرية وذلك من خلال وحدة الوفاق الأسرى التى تم إنشاؤها مؤخراً.

كيف نحصن المجتمع من الأفكار المغلوطة التى يبثها الغرب فى مجتمعاتنا؟

فى تقديرى أن تحصين المجتمع من الأفكار الوافدة يمكن أن يتحقق بقيام كل بدوره، فالأسرة تقوم بدورها والمؤسسات التعليمية والدعوية تقوم بدورها ولا يكفى هذا، بل لا بد من التنسيق بين هذه المؤسسات، فضلاً عن أهمية اتحاد الرؤية حتى لا يؤدى ذلك إلى وقوع تناقض أو اضطراب، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة مع الشباب ومناقشتهم والاقتراب منهم والإجابة عن الأسئلة التى تدور بأذهانهم.

وفى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فإن المجمع يبذل فى ملف تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم والرد على الشبهات العديد من الجهود لمعالجة القضايا المهمة والموضوعات العصرية المتنوعة التى تشغل بال المواطنين، وبيان الرؤية الحقيقية للإسلام. كما نحتاج أيضاً إلى تكاتف وتعاون جماعى بداية من الأسرة لأنها إن صلحت صلح المجتمع كله، وبالتالى أن يكون هناك وعى موجه للأسرة، فالخطر الأكبر الذى نواجهه الآن هو المحاولات المستمرة لتغييب وعى الشباب وفصله عن تاريخه وحضارته، فضلا عن ضعف مسألة العطاء فى نفوس الأجيال، فى وقت تخوض فيه الدولة حربا ضد الإرهاب على مستوى الأجواء وفى حرب أكتوبر دروس كثيرة فى كيفية صمود الشعب والمواجهة الحاسمة لكل ما من شأنه أن يهدد الوطن.

بخصوص التراث الإسلامى، إلى أى مدى يقوم المجمع على تنقيح كتب التراث التى تعد القضية الجدلية الأوسع بين أبناء الأمة فى الوقت الحالى؟

دعنا نقُلْ إن المجمع كونه أحد قطاعات الأزهر الشريف، يعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة للإسلام، ويشاركنى فى ذلك الدكتور حسن القصبى الأمين المساعد لشئون البحث العلمى، واتفقنا فى هذا الإطار على تنقية التراث وتحقيقه وتقديمه فى الصورة المثلى التى تتفق مع صحيح الدين، ودعنى أقُلْ إن التراث هو تراث إنسانى له وعليه، وربما هذا التراث كتب فى فترة وكان مناسبا لتلك الفترة، فما المانع أن أعيد تقديمه للناس بما يحافظ على ثوابته وفى نفس الوقت بما لا يقدح فى الذوق العام أو لا يتناسب مع العرف أو يتناقض مع صحيح الدين؟

وهناك محور آخر وهو القضايا المستحدثة، أو الإشكاليات المستحدثة، وسنعمل فى هذه الفترة على محورين هما الأصالة والمعاصرة، فيما يتعلق بالأصالة سنركز على التراث الإسلامى لأن امة بلا تراث امة بلا تاريخ، واستطيع أن أؤكد أن جل الدراسات الحديثة وحتى فى مجال البحوث التجريبية عندما تفتش عنها سوف تجد أن لها أثرا فى التراث القديم.

أما فيما يتعلق بالتراث الخاص بالعلوم الشرعية فهو جهد وعمل بشرى له وعليه ورحم الله القائل: «قولى خطأ يحتمل الصواب وقول غيرى صواب يحتمل الخطأ»، فنحن نطمح خلال الفترة المقبلة إلى إعادة النظر فى تنقية التراث، حتى لا يكون هناك مجال للطعن على هذا التراث، وسنحاول جمع جميع القضايا الخلافية التى عملت على تفريق أبناء الأمة وتبادل الاتهامات وأثارت الفتنة بينهم، ووضع ردود علمية تتوافق مع صحيح الدين وتستقيم مع العقل والمنطق والمنقول عن الله وعن نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

بعد تعيين مساعد لأمين عام المجمع لشئون الواعظات لأول مرة.. ما خطتكم لدعم الواعظات بمقومات الفكر القويم؟

أعتقد أن استحداث منصبين جديدين لأول مرة، وهما مساعد الأمين العام للمجمع لشئون الواعظات، بقيادة الدكتورة إلهام شاهين، ومساعد لشئون البحوث العلمية بقيادة الدكتور حسن القصبى، أمر فى غاية الأهمية، وهى خطوة مباركة تدل على إدراك حقيقى لدور المرأة من قِبل فضيلة الإمام الأكبر لإدراكه قيمة الدور المنوط بها، أو ما يمكن أن تسهم به فى الواقع، ولأهمية هذه المسألة فهناك اتجاه للعمل على ضرورة وضع خطة يتم من خلالها النهوض بالواعظات علمياً وفكرياً، خصوصا أن هناك قضايا ألصق بالنساء ولا يتحدث عنها أو يدركها بصورة صحيحة وواقعية إلا النساء، فضلا عن هذا هناك اتجاه لزيادة عدد الدورات وتنوعها وخصوصاً فيما يتعلق بالتنمية البشرية وسبل الاتصال، بل لا، أغالى إذا قلت إن هناك مشروعاً معداً لهذا الموضوع من خلال مساعد الأمين لشئون الواعظات تتم دراسته الآن، وأيضاً منصب الأمين المساعد لشئون البحوث العلمية، وهو ما سيحدث طفرة غير مسبوقة فى البحوث التى تخدم ديننا الحنيف.

مراقبون ومهتمون بالشأن الأزهرى توقعوا مستقبلاً واعداً ينتظر مجمع البحوث بعد هذه التكليفات والاختيارات الموفقة من قبل الإمام الأكبر لقيادة مؤسسة بهذا الحجم.. ماذا تقول؟

فى الحقيقة، إن استحداث مناصب جديدة بالمجمع، والتوجيهات التى تلقيناها من فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، تؤكد ذلك، حيث إننا سنعكف على تقديم كل ما يفيد الدعوة والدعاة خلال الفترة المقبلة، حيث إن المجمع حالياً أصبح له عدة أياد تستطيع رسم استراتيجية جديدة للدعوة والدعاة بالأزهر تليق بمجمع البحوث، لا سيما أن الإدارة الجديدة لشئون البحث العلمى سيكون لها دور فى اختيار البحوث المهمة التى تقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيحها والرد عليها بما يخدم مراد الله تعالى، كما أن استحداث منصب مساعد الأمين العام للواعظات سوف يرتقى بالواعظات ويأخذ بأيديهن، حيث إن وجود واعظات للنساء يعد تجربة جديدة بالمجمع، وهناك إدارة قائمة بالفعل، إلا أنه كما يقال أن الجنس إلى الجنس أقرب وأن المرأة أدرى بالمرأة، لذا كان اختيار الإمام الأكبر مساعد الأمين العام للواعظات من النساء، وبذلك سيكون التأثير الإيجابى أوقع وأفضل.

هل هناك توجه فى الأزهر لتمكين أكثر للمرأة وتوليها عدداً من المناصب القيادية خلال الفترة المقبلة؟ وهل هذا كاف للرد على من يتهمون المؤسسة بأنها مؤسسة ذكورية أكثر؟

من يقولون إن الأزهر مجتمع ذكورى كلام عارٍ تماماً عن الصحة، والدليل أن الأزهر يوجد به عدد كبير من العميدات وعدد كبير أيضاً من الأزهريات فى اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة، كما أن المرأة تتولى العديد من المناصب القيادية، ولعل آخرها منصب مساعد الأمين العام للواعظات وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، ورئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين الدكتورة نهلة الصعيدى وغيرهن الكثير من القيادات، كما أن المرأة الأزهرية بشكل خاص والمرأة المصرية والعربية والمسلمة بشكل عام تحظى باهتمام كبير من فضيلة الإمام الأكبر، ولعل المطلع على ما يقوم به الأزهر يرى أن كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة نظمت مؤتمراً عالمياً مؤخراً عن المرأة ومسيرة التنمية، وكان تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر، وحظى باهتمام واسع من فضيلته ومشاركة عدد كبير من القيادات النسائية فى مصر والعالم، وكان من أوسع وأنجح المؤتمرات، زد على هذا سلسلة البحوث العلمية والأكاديمية التى صدرت عن جامعة الأزهر ومجمع البحوث والتى تبرز مكانة المرأة، وهذا خير شاهد على أن الأزهر ينظر للمرأة على أنها شريك للرجل مصداقا لقول الله - عز وجل: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة»، ومصداقاً لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «النساء شقائق الرجال»، والأزهر من خلال رسالة الإسلام يدرك أن المرأة شريك أساسى فى تنمية المجتمع، وبالتالى فإن دعوى أن الأزهر يعمل على إقصاء المرأة لا يراد منها إلا محاولة الإساءة للأزهر، لكن هيهات.

عالمياً.. يعانى أكثر من مليار و700 مليون مسلم حول العالم من تشويه صورة الإسلام واتهامه بالإرهاب.. ما خطتكم لنشر سماحة الإسلام ومجابهة الفكر المغلوط ومواجهة الإسلاموفوبيا؟

هذا الموضوع يحتاج إلى تكاتف الجهود وتغليب الموضوعية، فلا يمكن لنا أن ننكر أن هناك بعض المنتسبين للإسلام ظلموه بسبب جملة من الأفعال الشاذة والأعمال المنكرة، مما نتج عنه اتهام الإسلام ووصفه بما ليس فيه، وبالتالى نسعى خلال الفترة المقبلة لتكثيف العمل على تصحيح صورة الإسلام وذلك من خلال بعض المؤلفات العلمية التى تجلو الحقائق، وكذلك إقامة مؤتمرات علمية دولية للرد على هذه المزاعم، فضلاً عن هذا سنحاول بإذن الله عقد عدد من اللقاءات الداخلية والخارجية التى ترد على هذه الاتهامات وتقدم الإسلام بصورته الصحيحة البعيدة عن التطرف.

وفى هذا الشأن يقدم مجمع البحوث الإسلامية العديد من الإصدارات العلمية التى تعالج قضايا مختلفة مثل: معالجة القضايا الفكرية وفق الضوابط والقواعد المنطقية التى ترفض السطحية فى القراءة والفهم، ومعالجة المشكلات المجتمعية من خلال رؤية ومنهج القرآن فى التعايش بين الناس وفى إقرار السلم والأمن المجتمعى، وأزمات الإنسانية وما قدمه القرآن فى هذا الشأن من حلول واقعية ترتبط بحياة الناس ارتباطا مباشرا.

كيف ترى جهود فضيلة الإمام الأكبر عالميا لتصحيح المفاهيم المغلوطة؟ وكيف ستدعمونها؟

جهود فضيلة الإمام واضحة جلية لا ينكرها أحد، فهذه الجولات الداخلية والخارجية التى يقوم بها فضيلته تشير إلى حرصه الدائم وعمله المستمر على بسط الأفكار الصحيحة والقضاء على الأفكار الشاذة فمن مؤتمرات علمية إلى لقاءات متعددة ما بين قادة دينيين وسياسيين وتربويين وغيرهم، كل ذلك يؤكد أن هذه قضية رئيسية أولاها فضيلته موفور العناية، والمجمع حريص على الوقوف على نتائج تلك اللقاءات وتوصيات المؤتمرات والعمل على ترجمتها إلى واقع عملى ملموس.

كذلك فإن جولات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الخارجية إلى مختلف دول العالم تأتى تأكيداً لحرص الأزهر الشريف على تفعيل دوره العالمى فى إرساء وترسيخ دعائم السلام والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة فى مواجهة الإرهاب والتطرف الذى يحاول استخدام الدين للتشويش على عقول الناس وتضليل الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة التى تنشر باسم الدين.

كيف سيتم التنسيق بين المجمع وبقية المؤسسات الدينية خلال الفترة المقبلة؟

نعمل من اللحظة الأولى على التنسيق مع المؤسسات الدينية وذلك اعترافاً بقيمة العمل المؤسسى وأهمية التعاون والتكامل بين القطاعات المختلفة، وبالتالى فالتنسيق يلزم عنه توفير الجهد والوقت وتجنب التكرار، فضلاً عن وحدة المعالجة من الهيئات المختلفة عندما تخرج بصورة موحدة يكون لها أثر أكبر ونتائج أوقع، حيث يأتى هذا التنسيق فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بأهمية التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية لاستعادة منظومة القيم الأخلاقية وتجديد الخطاب الدينى، وحرص الهيئات والمؤسسات الدينية فى مصر والعالم على التعاون البناء المثمر من أجل مكافحة التطرف والإرهاب، والتصدى للأفكار المنحرفة والمضللة، وتلبية المتطلبات المعرفية للناس.

تتمتع القاهرة باهتمام كبير من قبل المجمع رغم ارتفاع نسبة الوعى بها، بينما بعض المحافظات مظلومة فى الجانب التوعوى والدعوى ولذلك فهى أرض خصبة للجماعات المتطرفة، ما خطتكم للتصدى لذلك؟

لا شك أن المجمع يقوم بجهود كبيرة فى التصدى للأفكار المتشددة والمتطرفة فى كل مكان وزمان، ولذلك لدينا خلال الفترة المقبلة خطة بها عدة محاور فى هذا الإطار سيتم تفعيلها، لاسيما فيما يتعلق بالمحافظات وخاصة الحدودية التى هى أكثر عرضة للوقوع تحت تأثير الأفكار الشاذة والجماعات المنحرفة، وما يحسب فى هذا الإطار أن هناك تنسيقا بين الإدارات المختلفة فى المجمع وذلك من خلال تكثيف وزيادة القوافل الدعوية بها بهدف عرض صحيح الدين بصورة تقربه من الناس وفق مراد الله عز وجل، ولا يقتصر أمر القوافل على المحاضرات داخل المساجد، وانما سيكون هناك وجود بين الشباب فى المقاهى ومراكز الشباب والمدارس والمستشفيات والسجون والأمن المركزى، بهدف إيجاد صورة صحيحة للإسلام من خلال دور المجمع، لا سيما أن دوره يقوم على أمر الدعوة والدعاة.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
4.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg