| 16 أبريل 2024 م

رؤية تحليلية لشهادات العائدات من "داعش"

  • | الأربعاء, 31 يوليه, 2019
رؤية تحليلية لشهادات العائدات من "داعش"

جميلة أصلان: ليتنى لم أعرف داعش.. إنه لا يعرف سوى الظلم والقهر وقتل الناس

فاطمة أولو: أمراء التنظيم يأكلون الأرز والدجاج ويأمرون الآخرين بالذهاب للقتال

بعد أن أعلن «أبو بكر البغدادى» زعيم تنظيم داعش الإرهابى قيام دولته المزعومة فى سوريا والعراق، تدفق إليها لأسبابٍ مختلفة عددٌ كبير من المقاتلين الأجانب معظمهم من الشباب الذين اقتنعوا بدعاية التنظيم الضالة والمضللة.

كما أنشأ التنظيم العديد من اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل خداع الشباب واستقطابهم من جميع دول العالم، وأصدر عدداً من الكتيبات والمنشورات التى تُرشد وتشرح لراغبى الانضمام إلى التنظيم كيفية الوصول إلى معاقله الرئيسة سواء فى مدينة «الرقة» أو فى «الموصل»، وقام بنشر كل ذلك بلغات مختلفة على منصاته الإعلامية.

ونتيجة لذلك انضم آلاف الشباب من مختلف الدول إلى التنظيم، وقاتلوا ضمن صفوفه، كما انضمت مجموعات كبيرة من النساء والأطفال، اعتقاداً منهم بأنهم سيعيشون دين الإسلام الذى حُرِموا منه فى بلادهم - على حد زعم الآلة الإعلامية للتنظيم.

ومن هنا بدأ مصطلح «المقاتلون الأجانب» يظهر على السطح من جديد، وبدأت تظهر معه إحصائيات بأعدادهم وجنسياتهم، ودار الجدل حول عودتهم مرة أخرى إلى بلادهم.

ومع فطنة بعض الشباب والفتيات لانحراف تنظيم داعش الإرهابى وضلال منهجه، انشق عدد منهم وعادوا إلى أوطانهم مرة أخرى، ومع عودتهم ظهر مصطلح «العائدون من داعش» وظهرت حوله العديد من الدراسات والأبحاث والتصورات والتصريحات الحكومية والاستخباراتية، والجدل حول قضية دمجهم واستيعابهم فى مجتمعاتهم من جديد. كما بلغ الجدل مبلغاً كبيراً حول العائدين من داعش بعد سقوط التنظيم فى سوريا والعراق، وإعلان بعض الحكومات أنها لن تستقبل أعضاء داعش ولن تسمح لهم بالعودة مرة أخرى.

وفى هذه الدراسة سوف نقف على مصطلحى «المقاتلين الأجانب» و«العائدين من داعش»، وسوف نعرض شهادات حيّة لبعض الفتيات اللائى انضممن إلى التنظيم، ثم بدت لهن حقيقته بعد ذلك، فأردن الهروب منه، لكنهن لم يستطعن ذلك، وظللن فى التنظيم حتى قامت «قوات سوريا الديمقراطية» بتحريرهن من قبضته، وقامت إحدى القنوات التليفزيونية بإجراء مقابلات معهن، تحدثن فيها عن معرفتهن بالتنظيم وأسباب انضمامهن إليه، وما هى الدروس التى استفدنها من تجربتهن مع هذا التنظيم الإرهابى. والهدف من هذا التقرير هو اكتشاف أسباب انتهاج الفتيات للفكر المتطرف، وتحديد أهم ملامحهن وسماتهن الشخصية حتى نستطيع فى النهاية تحديد بعض السمات الشخصية للفتيات اللاتى يسهُل استقطابهن، وحتى يتسنّى لنا الإسهام قدر المستطاع فى وضع روشته علاجية لفيروس العنف والتطرف.

أولاً: مصطلح «المقاتلين الأجانب»

لم يقتصر الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابى على الشباب والفتيات فى دول المشرق العربى والإسلامى فحسب، بل انضم إلى التنظيم عدد كبير من الشباب الغربى من أجل القتال فى صفوفه وتقديم الدعم الإعلامى واللوجيستى له. وفى الحقيقة يمكننا القول إن ظاهرة «المقاتلين الأجانب» «وهم المقاتلون الذين غادروا بلادهم الأصلية للانضمام إلى الجماعات المسلحة فى ساحات الحروب الدائرة فى الخارج» ليست ظاهرة جديدة أو خاصة بتنظيم داعش الإرهابى فحسب. بل هى ظاهرة قديمة، إذ تدفقت موجات من المقاتلين الأجانب فى أوقات متباينة نحو مناطق النزاع فى الخارج، مثل «أفغانستان والبوسنة والعراق».

لكن المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا عقب اندلاع الحرب الدائرة هناك جعل من «سوريا» أكثر دولة فى العالم جذباً للمقاتلين الأجانب خــلال الســنوات العشــر أو العشريــن الماضيــة، وفقاً لدراسة قام بها معهد ISPI حول التطرف والإرهاب الدولى، بل إن أعداد المقاتلين الأوروبيين الذين ذهبوا إلى سوريا فى السنوات الأخيرة فاق بكثيرٍ عـدد المقاتلين الأوروبيين الذين انضموا للقتال فى جميع أماكن الصراع الأخرى علــى مــدى الســنوات العشرين الماضية.

وتقدر بعض الاحصائيات الأخيرة تدفقات المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق بـ 60.000 مقاتل، أتوا من أكثر من 110 دول. من بين هؤلاء، نحو 5000/6000 من أوروبا، بنسب مختلفة من بلد إلى آخر؛ حيثُ إن نحو 70٪ منهم يأتون من أربع دول فقط: فرنسا (نحو 1900 فرد)، والمملكة المتحدة وألمانيا (أقل بقليل من ألف لكل منهما)، وبلجيكا (أكثر من 500).

وقد عاد من هؤلاء بالفعل من مناطق النزاع نسبة الثلث تقريباً، فى حين تُعدُّ إسبانيا من أقل الدول الأوروبية التى انضم منها مقاتلون إلى تنظيم داعش فى سوريا والعراق، ففى عام 2015 انضم عدد لا يزيد عن 140 فردا، وفى عام 2016 أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أن 190 فرداً سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش. كذلك إيطاليا، حيث انضم منها عدد قليل يُقدر بنحو 130 فرداً وفقاً لما ذكرته السلطات الإيطالية، وهى نسبةٌ منخفضة جداً بالنسبة لإجمالى عدد السكان، وهذا يعنى أن كل مليون إيطالى انضم منهم نحو فردين، وهى نسبة قليلة مقارنة ببلجيكا التى يبلغ عدد من انضم منها للتنظيم 46، والنمسا 33، والسويد 30، وفرنسا 28، والنرويج 28، والدنمارك 27.

ثانياً: مصطلح «العائدين من داعش»

ينقسم العائدون من داعش إلى قسميْن، القسم الأول هم الذين اقتنعوا بدعاية التنظيم الضالة والمضللة، وسافروا إلى أماكن تمركزه الرئيسة، ثم انجلت لهم حقيقة التنظيم بعد ذلك فاكتشفوا فساد فكره، وضلال منهجه، وانشقوا عنه، وعادوا إلى بلادهم مرة أخرى، وهؤلاء يمكن أن نطلق عليهم «المنشقين عن داعش».

القسم الثانى من العائدين من داعش هم الذين عادوا إلى بلادهم بعد سقوط التنظيم فى سوريا والعراق، سواء عادوا متسللين أو مقبوض عليهم أثناء محاولة عبور حدود بلادهم أو عبور حدود أى دولة أخرى.

ويمثل هؤلاء قلقاً بالغاً للحكومات المختلفة التى تخشى من منهج العنف والتطرف الذى يتبنّاه هؤلاء مخافة نشره، ومخافة تكوين هؤلاء خلايا متطرفة تقوم بعمليات إرهابية، أو تقدم دعماً معلوماتياً ومادياً لإرهابيين يريدون تنفيذ عمليات إرهابية، ومخافة تنفيذ هؤلاء أنفسهم عمليات إرهابية ذات نهج فردى على طريقة «الذئاب المنفردة». ومن ثَمَّ ترفض بعض الحكومات عودة مواطنيها الذين انضموا إلى داعش، وتتخذ إجراءات مشددة فى ذلك، مثل: إلغاء الجنسية، وسحب جوازات السفر، وغيرها من الإجراءات التى تحول دون عودة هؤلاء مرة أخرى.

والآن نستعرض فى هذا الجزء من الدراسة بعض شهادات لفتيات وسيدات قامت قوات سوريا الديمقراطية بتحريرهن من قبضة التنظيم فى سوريا، وقامت إحدى القنوات التليفزيونية بإجراء حوارات معهن، وذلك على النحو الآتى:

شهادة «جميلة أصلان»:

«جميلة أصلان» سيدة تركية، وُلدت فى مدينة «أطنة» عام 1982، عرفت تنظيم داعش الإرهابى من خلال شبكة الإنترنت، وانضمت إليه معتقدة أنها ستعيش الدين الإسلامى، وستحيا حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، غير أنها لم تجد ما وعدها التنظيم حقاً، فندمت على انضمامها وتركها لعائلتها وأصدقائها واصفة الإنترنت بأنه بلاء على الناس عندما يُستخدم استخداماً خاطئاً، ومشيرة إلى أنَّ تعرُّف الإنسان على دينه من خلال الإنترنت يُعد خطيئة كبرى.. وهذا مقتطف من شهادتها:

«ليتنى لم أعرف داعش، ولم أنضم إليه، لقد ابتعدت عن عائلتى وأصدقائى وبلدى، وعشت بعيدة عن بيئتى اعتقاداً منى أنى سأعيش دين الإسلام الذى كان يعيشه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام.... عرفتُ التنظيم عن طريق الإنترنت؛ حيث كُنت حديثة عهدٍ بمعرفة تعاليم الإسلام، وهذا خطأ كبير، فلا يجب على الإنسان أن يبحث عن دينه عن طريق الإنترنت؛ لأنه سيصادف أشياء كثيرة توقعه فى الخطأ.... لقد كان التنظيم ينشر أشياء كثيرة عن الدِّين كنت أتابعها مع زوجى، وكان التنظيم يروج من خلال هذه المنشورات لأفكار تطبيق الشريعة والجهاد ووجوب الهجرة إلى أرض الخلافة، فانخدعت بشعاراته كأى شخص حديث عهد بالتدين... وبعد فترة تعرف زوجى على أحد عناصر التنظيم وقام بمساعدتنا فى الذهاب إلى سوريا، ومع مرور الوقت بدأتُ أرى الظلم الذى يعانيه الشعب، ورأيتُ بعينى فرداً داعشياً يحذر سيدة تسير فى الشارع دون أن تغطى عينيها ثم أطلق عليها النار لعدم استجابتها لأمره... إن التنظيم لا علاقة له بتعاليم الإسلام، إنه لا يعرف سوى الظلم والقهر وقتل الناس... لقد انضممنا إليه عام 2014 ولم نستطع الخروج منه، فهو يمنع الذهاب إلى الحدود، كان يمكننى أن أعيش دينى بجانب عائلتى، لقد فهمت هذا مؤخراً». 

شهادة «فاطمة أولو»:

«فاطمة أولو» ربة منزل تركية تبلغ من العمر 45 عاماً تعيش فى مدينة «قيصرى»، تقضى أغلب وقتها مع أطفالها فى المنزل كأى ربة منزل، حتى أصابتها لعنة الإنترنت (الفيس بوك) على حدِّ وصفها، فأصبحت تقضى بعض الوقت عليه،.. وهذا مقتطف من تصريحها:

«تعرفت على داعش عن طريق الإنترنت، قالوا لنا إن الخلافة قد أُعلنت، وإن البغدادى أصبح خليفة المسلمين، ومن الواجب على الجميع مبايعته، ومن لم يبايعه سيدخل النار، لقد كانوا يؤولون آيات القرآن، ولم أكن على دراية بالمعلومات العلمية التى يقولونها لنا... قالوا لنا إن الهجرة فرض، ولم أكن أعلم أننى إن ذهبت إلى هناك لن أستطيع العودة مرة أخرى... لقد كان بعض عناصر التنظيم يشتكون لزوجى من الأمراء الذين يأكلون الأرز والدجاج ويأمرونهم بالذهاب إلى القتال».

شهادة «جيلان قايا»:

أما «جيلان قايا» البالغة من العمر 21 عاماً فولدت فى «بورصة» التركية، وتعرفت على التنظيم عن طريق الإنترنت أيضاً، حيث كانت تتابع بعض صفحات التنظيم، وتقول فى شهادتها:

«تعرفت على التنظيم وأنا فى الصف الثالث الثانوى، كانوا يقولون إننا نحيا على الشريعة، ونطبق الإسلام، والنساء يتحجّبن عندنا كما يُردن؛ ولأننى أريد الشريعة ذهبتُ إلى هناك».

من خلال هذه الشهادات نرى أن هؤلاء السيدات تم استقطابهن جميعاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعى التى كان لتنظيم داعش الإرهابى حضورٌ كبير فيها، بل تُعدّ أهم وسائله فى الاستقطاب، وإقناع مؤيديه بالقيام بعمليات إرهابية فى بلادهم، و«الذئاب المنفردة» خير دليل على مدى أهمية هذه المواقع للتنظيم ومؤيديه الذين لم يستطيعوا الذهابَ إلى أماكن تمركزه الرئيسة، فـ «الذئاب المنفردة» أشخاص لا تربطهم علاقة تنظيمية بداعش، لكنهم تشبعوا بأفكار التنظيم عبر مواقع الإنترنت، وقاموا بتنفيذ عمليات إرهابية فى بلادهم. وهذا يدلُّ على مدى أهمية الإعلام التى فَطِن لها التنظيم، وأسّس استراتيجية إعلامية استطاع من خلالها استقطاب المؤيدين، ومواجهة المعارضين والمخالفين. وقد أرجع الكثير من البحوث السبب فى قوة داعش وتفوقه على غيره من التنظيمات الإرهابية خصوصاً فى الاستقطاب إلى وسائل الإعلام غير التقليدية، وفى مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعى، وقد أثنى الخليفة المزعوم «البغدادى» على الإعلاميين فى التنظيم، ووصفهم بالفرسان، ووصف الإعلام قائلاً «الجهاد الإعلامى نصف الجهاد». وفى عام 2014 أسّس التنظيم كتيبة نسائية تُسمى «الخنساء»، كان من إحدى مهامها الرئيسة استقطاب النساء عبر الإنترنت وإقناعهن بالسفر إلى سوريا أو العراق للزواج من مقاتلى التنظيم.

ومن خلال هذه الشهادات نستنبط أيضاً أن هؤلاء النساء حديثاتِ عهدٍ بالتديّن، ويفتقرن إلى خلفية ثقافية دينية تؤهلهن إلى فهم تعاليم الدين فهماً صحيحاً، وفى الوقت ذاته هنَّ متحمساتٌ للبحث فى الدين ومعرفة حقائقه، الأمر الذى جعلهن لقمة سائغة للوقوع فى براثن تنظيم داعش الإرهابى، فانخدعن بشعاراته الزائفة التى صورت لهن -كذباً وزوراً- العيشَ فى المدينة الفاضلة التى يحلمُ بالعيش فيها أى إنسان. ومن هنا تأتى ضرورة التوعية الدينية المستمرة، وخلق منابر إعلامية لعلماء الدين الثقات فى وسائل الإعلام، وفى المدارس والجامعات ومراكز الشباب وجميع الأماكن التى يتجمع فيها الشباب. كما تأتى ضرورة وجود المثقفين وعلماء الدين على مواقع الإنترنت، حتى لا يتركوا الفضاء الإلكترونى ساحة خصبة للجماعات المتطرفة ينشرون من خلاله أيديولوجياتهم الفاسدة وفكرهم المنحرف. وقد أحسن الأزهر الشريف صُنعاً عندما أخرج للنور العديد من المشاريع القوية التى تعمل على المزيد من توعية الشباب ونشر الفكر التنويرى والذى اشتهر به الأزهر عبر تاريخه الطويل، ومن هذه المشاريع مشروع «رواق الأزهر»؛ كى يفتح نوافذ وسطية أمام الشباب المتدين، وطلاب العلوم الشرعية والعربية - أزهريين وغير أزهريين - لتلقى العلوم الدينية على يد نخبة من مشايخ وعلماء الأزهر، الذين لديهم القدرة على تفنيد الفكر المتطرف وإبراز فساده، وفى الوقت ذاته توضيح المفاهيم الدينية، وتفسير نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية فى سياقها الصحيح.

ونرى أيضاً من خلال هذه الشهادات أن تنظيم داعش الإرهابى قد خدع هؤلاء الفتيات بتفسيراته المغلوطة لقضايا ومصطلحات بعينها، مثل: «الهجرة»، و«الخلافة»، و«تطبيق الشريعة»، وهى قضايا مهمة، ودائماً ما يستغلها المتطرفون فى استقطاب الشباب، وتكفير المجتمعات. وقد قام مرصد الأزهر قبل ذلك بتفنيد أفكار المتطرفين حول هذه القضايا، ونشر على بوابة الأزهر الإلكترونية ردوداً شرعية خاصة بهذه القضايا، تؤصل لمفهومها الصحيح الذى يُحرفه المتطرفون. كما قامت وحدات المرصد المختلفة بترجمة هذه الردود ونشرها على المنصات الأجنبية للمرصد. وندعو من يريد الاطلاع على هذه الموضوعات إلى زيارة موقع المرصد عبر بوابة الأزهر الإلكترونية، وكذلك عبر منصات المرصد الإعلامية الأخرى.

أيضاً من خلال هذه الشهادات نستنتج الانحلال الأخلاقى لقادة تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما أكدته العديد من الشهادات، ففى حين يأمرون الشباب بالخروج للقتال يجلسون هم فى منازلهم يتناولون أجود أنواع الطعام. ويرى بعض المنشقين عن التنظيم أن الفساد بداخله ممنهج، وله مظاهر عديدة، وأنه يرتبط بقادة التنظيم الذين يعقدون صفقات بترولية وتجاريه مع من يَدَّعون أن قتالهم من الأهداف الرئيسة للتنظيم، لذلك وصف أحد المنشقين قيادات التنظيم بأنهم عصابة من المرتزقة.

من خلال ما سبق نستطيع أن نَخلُص إلى العديد من النتائج التى تساعد فى فهم قضية «العائدين من داعش» وملامح هؤلاء الأفراد الفكرية، ومن أهمها:

- الجهل بالدين وعدم معرفته معرفةً صحيحةً، ما يكون سبباً للانحراف واعتناق الفكر المتطرف، إضافة إلى سهولة الاستقطاب من قبل بعض الجماعات الإرهابية خصوصاً تنظيم «داعش» الذى لا يهتم بمستوى العضو الدينى ومدى خلفيته الثقافية، بل يفتح أبوابه أمام جميع من يريد الانضمام إليه حتى وإن لم يكن متديناً.

- لا تكمن قدرة تنظيم داعش الإرهابى فى استقطاب الشباب والفتيات فى صحة منهجه وقوة حجته بل فى ضعف أعضائه المستقطبين، وسطحيتهم الفكرية. ولذلك فإن إصلاح الشخص الداعشى سهل مثل انحرافه، شريطة أن يكسب المحاور ثقة المتأثر بالفكر المتطرف أو الفكر الداعشى.

- قضايا الخلافة والجهاد والحاكمية من أبرز القضايا التى يجب الوقوف عليها، وهضمها جيداً، ومعرفة ما يدور حولها من فهمٍ مغلوط قبل الحوار مع أى عائد من أى تنظيم متطرف.

وحدة رصد اللغة التركية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg