| 27 أبريل 2024 م

د. محمد الضويني .. وكيل الأزهر الشريف لـ"صوت الأزهر": نتيجة الثانوية حققت هدف مصر والأزهر.. والعالم فى حاجة ماسة للتعليم الأزهرى

  • | الخميس, 4 أغسطس, 2022
د. محمد الضويني .. وكيل الأزهر الشريف لـ"صوت الأزهر": نتيجة الثانوية حققت هدف مصر والأزهر.. والعالم فى حاجة ماسة للتعليم الأزهرى

- نجاح الأزهر فى السنوات الماضية بفضل الجهود المخلصة لفضيلة الإمام الطيب

- نتحرك بشدة نحو التحول الرقمى ونسعى لاستكمال الخطوات التكنولوجية فى التعليم

- أثمِّن الجهود المضنية التى بذلها القائمون على العملية الامتحانية

- المتابعة الدقيقة من قيادات الأزهر أسفرت عن ضبط 138 محضر غش

- فتح باب التظلم شهراً كاملاً.. وأنصح الطلاب بأن يكونوا أمناء مع أنفسهم

- قريباً.. تدشين «المنصة الأزهرية» وأوشكنا على تحويل المواد إلى مقررات فعالة

- الهجوم على أزهرنا يدفعنا إلى تطوير أدائنا ولا نتأزم من الهجمات لأننا نعرف دوافعها

- نرد على المهاجمين بالتوضيح والبيان.. وندافع عن ديننا بمنهجنا الوسطى

أعلن فضيلة الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، نسبة النجاح فى الثانوية الأزهرية هذا العام وبلغت 57.31% خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بمشيخة الأزهر، والذى كشف خلاله عن أسماء الأوائل فى كل قسم، ونسب النجاح تفصيلاً.. وعلى هامش المؤتمر انفردت جريدة «صوت الأزهر» بحوار خاص مع وكيل الأزهر الشريف للإجابة عن جميع الأسئلة الخاصة بالنتيجة وأعمال الامتحانات، وكواليس التصحيح والكنترولات وأسباب الوصول لهذه النتيجة المرضية، كما تناولت الجريدة عدداً من القضايا التى تخص الأزهر الشريف والهجوم المتكرر على مناهجه وعلمائه وقطاعاته، والنجاح الذى حققه هذا العام على صعيد التعليم والإقبال الشديد على الدراسة فى معاهده وأروقته.. وذلك فى السطور المقبلة.

نتائج الثانوية الأزهرية هذا العام مبشرة، بعد امتحانات اتسمت بالانضباط، حدثنا فضيلتكم عن ملخص ما تم خلال هذه الامتحانات؟

فى البداية، نتوجه بخالص التهنئة لأبنائنا وبناتنا على نجاحهم المتميز فى الشهادة الثانوية، ولله الحمد، فقد جاءت نتائج هذا العام طيبة ووصلت إلى الحد المقبول، سواء فيما يتعلق بالقسم الأدبى أو العلمى، إذ حقق طلابنا نسبة تقريباً 50% والقسم العلمى تقريباً 68%، لتكون النسبة المئوية لنتيجة الثانوية الأزهرية هذا العام 57.31%، وهذه النتيجة جاءت بعد جهود مضنية ومخلصة بذلها المدرسون والقائمون على تنظيم الامتحانات بالأزهر الشريف وقطاع المعاهد الأزهرية، مروراً بإعداد أسئلة تقيس جميع المستويات، سواء المتوسط أو المهارية الخاصة، ما انعكس على النتيجة التى تم الإعلان عنها، وهذه النتيجة حققت هدف الأزهر مع أبنائنا، وهدف الدولة المصرية فى تحقيق تعليم متميز وواعٍ، تمثل فى امتحانات جادة، انعكست على قلة عدد محاضر الغش بعد المتابعة الدقيقة والمستمرة بجميع لجان الامتحانات بالجمهورية، حيث بلغت المحاضر على مستوى الجمهورية 138 محضراً، متنوعة بين غش بالوسائل التكنولوجية أو المعتاد، بما يقل نسبة واحد من مائة فى المائة من عدد الطلاب المنتسبين فى الأزهر الشريف، والحمد لله مطمئنون تماماً لهذه النتيجة، والأزهر دوماً يحرص على أن يوفر عملية تعليمية مناسبة لأبنائنا نركز فيها على المنهج الوسطى الذى يتبناه الأزهر.

 

ما الآليات التى اتخذها الأزهر هذا العام وأسفرت عن نجاح منظومة الامتحانات وخروج نتيجة الثانوية بهذا المستوى المتميز؟

اتخذنا الكثير من الآليات والخطى المدروسة منذ انطلاق العام الدراسى المنصرم، تمثلت فى المتابعة المتميزة والحثيثة من قطاع المعاهد لأبنائنا الطلاب أثناء الدراسة، سواء من خلال الفصول الدراسية أو المواقع الإلكترونية التعليمية ومتابعة الطلاب، وتزويدهم بالمناهج والدروس، سواء كانت على مواقع الأزهر أو حتى القنوات التليفزيونية، ثم تزويدهم بالتدريبات والامتحانات والنماذج الاسترشادية، ما أسهم فى فهم الطلاب للمقررات، حيث انعكست الخطوات على الطلاب بالجدية وظهرت إيجابياتها على نتائج الامتحانات.

ومن أهم الجهود التى بذلها الأزهر الشريف أيضاً لنجاح امتحانات الثانوية، التدريب الجاد والمستمر للمشاركين فى العملية التعليمية من المعلمين فى جميع التخصصات سواء المواد العربية أو الشرعية أو المواد الثقافية، فهناك تدريب مستمر لمدرسينا، وقام ذلك بالتأثير فى المدرسين بالإيجاب وانعكس على الطلاب، حيث يضاف هذا إلى المتابعة المتميزة من قطاع المعاهد بما يحقق توفير الجو الملائم للعملية التعليمية، والتكامل والتواصل الفعال بين الأستاذ والتلميذ.

 

ما الذى تخططون له فى المستقبل للوصول إلى نتائج أكثر تميزاً فى مراحل التعليم المختلفة؟

نتحرك بشدة نحو التحول الرقمى، استكمالاً للخطوات التكنولوجية التى بدأناها فيما يتعلق بالمقررات من الناحية الفنية، فهناك أيضاً الجديد بالنسبة لهذه المقررات من ناحية التواصل أو المقررات الفعالة، وسوف نتجه نحوها ونقوم بنشر مقررات تعليمية عبر المنصات الإلكترونية، وبالتالى يكون هناك مقرر تعليمى يستطيع الطالب أن يتجول خلاله ويتزود من التدريبات المناسبة.

ذكرتم فى المؤتمر الصحفى آليات التقديم للتظلمات والطعون، ما رسالتكم للطلاب وأولياء الأمور قبل تقديمهم التظلمات؟

سوف نفتح باب التظلم لمدة شهر كامل حتى يتمكن الطالب من مراجعة نفسه قبل التقدم بالتظلم، وأود أن أنصح الطلاب بأن يكونوا أمناء مع أنفسهم، حينما يرى درجته التى حصل عليها وفقاً لما انتهى إلى التصحيح بقطاع المعاهد الأزهرية، فهو أدرى بما دون فى كراسة إجابته، حيث إننا نلاحظ فى كثير من التظلمات أن الطالب ليس له حق فيها، وهناك بعض التظلمات يحصل فيها الطالب على درجات، إما نتيجة خطأ فى تجميع الدرجات، أو لإغفال جزئية من الأسئلة أو لسوء التقدير، وهذا وارد أن يكون موجوداً، لأن التصحيح عملية بشرية لا تخلو من أخطاء، فقد اجتهدنا وكنا قائمين ساهرين على هذا الأمر، وكان هناك تنبيه ومتابعة ورقابة شديدة على مراكز التصحيح، ولكن لا نصادر أبداً على حق الطالب الذى يرى أن له حقاً فى الدرجات أن يتقدم بالتظلم وسوف يتم تمكين الطالب من الاطلاع على ورقة إجابته والتقدير الذى تم لهذه الإجابات وبحرية تامة، وله الحرية أن يدون ما شاء من ملاحظات، وأن يرفعها للإدارة المختصة، والتى بدورها تراجع الملاحظات وتقيمها.

الأزهر الشريف له تجربة رائدة خلال أزمة «كورونا» بتفعيل التعليم عن بُعد.. هل ستقومون بتطوير هذه التجربة خاصة فى ظل استقرار الأوضاع الوبائية؟

هذا الأمر متحقق بالفعل، فالتدريس فى الفصول موجود، بالإضافة إلى الدروس التى تساعد أبناءنا على الفهم والتعمق فى المناهج، سواء من خلال مواقع الأزهر أو من خلال البرامج التليفزيونية التى يشرف عليها الأزهر الشريف، وإن شاء الله الجديد هذا العام هو «منصة التعليم الأزهرية»، وقد أوشكنا على تحويل المواد إلى مقررات فعالة وقريباً سوف تطرح على منصة التعليم الأزهرى، وربما يكون فيه توائم بيننا وبين وزارة التربية والتعليم فى هذا الجانب والتنسيق، بحيث يتاح عرض المقررات الأزهرية، بالإضافة لمقررات التربية والتعليم، بحيث يستفاد الطالب من جميع هذه المقررات.

 

هل هذه المنصة أشبه بالمنصات التليفزيونية التى تطلقها «التربية والتعليم» عبر الشاشات؟

بالفعل قريبة منها، لكنها أشبه ببوابة المعرفة أو موقع المعرفة، وهو الموقع الخاص بموقع التعليم العالى والبحث العلمى، والذى يوفر لنا هذه المنصة، كما نقوم بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم ليكون هناك تعاون وتكامل فى هذا الصدد.

 

هل يمكن أن يشهد الأزهر منصات تليفزيونية خاصة على نفس المنوال؟

بالطبع، نحن نعمل حالياً على هذا الأمر فى حدود المتاح، بالإضافة إلى وجود شق كبير مشترك فى المواد مع التربية والتعليم، قامت الوزارة بإعداده، وندرس حالياً المناسب فى أن يتم وضع المقرر الأزهرى بجانب مقررات التربية والتعليم على منصة واحدة، أو خاصة بالأزهر، وقريباً سوف يتم الانتهاء منه والإعلان عن النتائج للجميع.

 

ينتظر أبناؤنا الأوائل حسم التكريم.. خاصة أنه منذ أزمة «كورونا» وتوقف التكريم بسبب الجائحة؟

سوف نعرض الأمر على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ونتوقع إقامة حفل تكريم لهؤلاء الطلاب المتميزين والمتفوقين، علماً بأنه كما ذكرتم أن السنين الماضية لم يكن بالإمكان القيام بتكريم الطلاب المتفوقين بسبب جائحة كورونا، أما والأمر أصبح مستقراً والأوضاع الوبائية والصحية مستقرة حتى الآن، فأصبح من الممكن تدشين حفل تكريم يليق بأبنائنا الطلاب، وهذا حق لهم علينا.

 

أعلنتم فضيلتكم عن تقدم الأزهر للجهات المختصة بالحاجة إلى معلمين جدد للقيام بمهام الأزهر التعليمية.. لو تخصنا بالتخصصات التى يحتاجها الأزهر فى المسابقة المقبلة.

كما ذكرتم أننا أعلنا عن حاجة الأزهر إلى معلمين جدد، وقد خاطبنا الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة من أجل توفير درجات مالية للمعلمين الجدد، وأرسلنا كشوفاً بالحاجة الفعلية فى المعاهد والمناطق الأزهرية، أما عن التخصصات فنحن بحاجة إلى تخصصات: «العلوم الشرعية والعربية والثقافية سواء كانت: التاريخ - الجغرافيا - علم النفس - الإنجليزى - الرياضيات»، ونستطيع أن نقول إننا فى حاجة إلى جميع التخصصات، فلا يخفى على الجميع أن التعيينات توقفت منذ فترة، بالإضافة إلى خروج أعداد هائلة على المعاش ووقوع وفيات، فكل هذا أدى إلى نسب عجز، فالدراسة التى تقدمنا بها لأجهزة الدولة، ربطت بين حاجة الأزهر والحاجة الفعلية والواقعية من خلال عدد الفصول وعدد الحصص للمعلمين، ومن خلال دراسة محكمة استطعنا أن نحدد الأعداد التى يحتاجها الأزهر الشريف فى الوقت الحالى، ونتوقع أن ينتهى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة منها قريباً.

شهدت الفترة الماضية هجوماً على الأزهر الشريف ورغم ذلك نشهد إقبالاً شديداً على التعليم الأزهرى، وتلقى الجامع الأزهر مليوناً و800 ألف طلب التحاق برواق الطفل.. هل نتيجة الثانوية هذا العام دليل آخر للرد على هؤلاء بأن الأزهر يسير فى الطريق الصحيح؟

إن الأزهر الشريف مؤسسة أصيلة، وجزء مهم جداً من صلب الدولة المصرية، وهى مؤسسة تضرب بجذور فى عمق التاريخ، حتى إن الأزهر هو أزهر مصر ومصر الأزهر، وبالتالى فإن الأزهر الشريف يعنى الكثير بالنسبة لكيان الدولة المصرية، وتأثيرها الإقليمى والمحلى والدولى بمناهجه المستنيرة التى تعكس توسطاً فى الفهم وقياماً على حياض هذا الدين ورفعته، فمصر تشكل قلب العالم الإسلامى بوسطيته واستنارته وتوازنه، فهى دولة ناشرة للسلام ومحبة للسلام، وبالتالى أى هجوم على الأزهر الشريف لا نتعامل معه كمسألة شخصية وننبرى للرد على الشخص بقدر ما ننظر إلى التأثير الواقعى للمؤسسة الأزهرية، فربما يدفعنا هذا الهجوم إلى تطوير أدائنا وقدرة المؤسسة الأزهرية، فلا نتأزم كثيراً من تلك الهجمات، لأنها فى الأخير تأتى بناء على أجندات أو دوافع ربما لا ندرى ما وراءها، ونحن ننحيها جانباً، ونطور فى أدائنا ونطور فى أعمالنا، سواء كان فى القطاع التعليمى فى الأزهر الشريف المتميز والمتفرد، ليس فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامى كله، فالمنهج الإسلامى فريد، أثبت الواقع والظروف المعاصرة مدى احتياج العالم إليه، وتأتينا طلبات من جميع الدول تحاول أن تستنير بالمنهج الأزهرى وتسترشد به.

 

هذا من الناحية التعليمية، فماذا عن الجانب الدعوى؟

على المستوى الدعوى نجد أن الدعوة فى الأزهر تتبنى المناهج الوسطية التى تعكس الإسلام، كما أراده الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، بفهم صحيح بعيد عن كل إرهاب أو عنف أو تطرف فى الفكر، فالأزهر قام بتصحيح تلك الأفكار المعوجة وردها إلى جادة الصواب مرة أخرى، كما أن الأزهر له جهود كبيرة فى البعثات الأزهرية على مستوى العالم الإسلامى، ويفتح ذراعيه لأبنائنا الوافدين من مختلف دول العالم؛ حتى وصل عددهم إلى 46 ألف طالب وطالبة يدرسون فى جميع مراحل التعليم المختلفة، يتلقون تعليمهم ثم يعودون إلى بلادهم علماء وأئمة وسفراء بفضل الأزهر، ونتعامل مع هذه الهجمات المستمرة بموضوعية، فنحن دعاة فكر ولا نملك سواه فى التعامل بعقل راجح وتوجيه مستمر للتصويب، بضاعتنا هى الفكر ولا نملك إلا الفكر فى مواجهة أى أفكار سواء كانت داعمة أو مهاجمة.

 

يمكن القول إن الأزهر الشريف يقوم بمواجهة الأقاويل والأفكار والهجوم بالأفعال؟

نعم هذا صحيح، فنحن نرد على هذه الهجمات بالتوضيح والبيان، ننشر الخير لأننا دعاة حق، ويهمنا أن يهتدى الذين ربما يهاجمون الأزهر أو يهاجمون الدعوة عموماً، فنحن نطمح إلى هدايتهم، وبالتالى نتعامل معهم بأسلوب نبعد فيه عن أشخاصهم وننظر فقط إلى الفكرة التى يتناولونها، ونقوم بالرد عليها وندافع عن هذا الدين، والحمد لله هذا أثمر فى هذا الإقبال الذى نشهده على الأزهر سواء فى الأروقة الأزهرية لطلابنا وأطفالنا الذين لجأوا إلى الأزهر والمعاهد الأزهرية بحب واحترام شديدين، وكل ذلك بفضل وتوفيق من الله تعالى فى المقام الأول، ثم بفضل جهود مخلصة وحثيثة من فضيلة الإمام الأكبر، ولا نقول هذا الكلام إذكاء لشيخنا وإمامنا الجليل، ولكنه واقع وحقيقة لا بد أن نشهد بها، وأن يشار إليها لأنه ينفق وقته فى رفعة هذه المؤسسة وتطوير الأداء فيها بفضل الله تعالى.

أحمد نبيوة وحسن مصطفى

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
4.3

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg