| 13 مايو 2024 م

علماء الدين يرحبون بدعوة شيخ الأزهر والفاتيكان لمؤتمر عالمي للسلام

  • | الأربعاء, 1 يونيو, 2016
علماء الدين يرحبون بدعوة شيخ الأزهر والفاتيكان لمؤتمر عالمي للسلام

 

 

إبراهيم الهدهد: الحوار بين الأديان يصحح الفهم الخاطئ للإسلام

شوقي علام: يدعم التقارب بهدف نشر التسامح  

عبدالفتاح العواري:  أمن وأمان  الإنسانية ..الرابح الأكبر

عبدالمنعم فؤاد: ترسخ عدم اصطدام الإسلام مع الحضارات وقبول الآخر

الكنيسة الكاثوليكية: زيارة شيخ الأزهر لبابا الفاتيكان ترسي دعائم السلام

عبدالفتاح خضر: حركت المياه الراكدة نحو تصحيح المفاهيم المغلوطة

إلهام شاهين: دعم المسئولية المشتركة تجاه العالم وراء الزيارة

 

وسط ترحيب عالمي واسع بزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، للمقر البابوي بالفاتيكان، وفي قمة تاريخية هي الأولى من نوعها، عُقد اللقاء المنتظر بين فضيلته والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ركز على تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة الحوار  والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض.

ورحب علماء الأزهر الشريف بدعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر من بابا الفاتيكان إلى حضور مؤتمر عالمي للسلام، تأكيداً على دور الأزهر وشيخه الجليل على إرساء دعائم الحوار وقبول الآخر والتنديد بالإرهاب الذي لا يطول أبناء الإسلام فقط بل والمسيحية ويلوث الإنسانية بالقتل والدمار، ومواجهة الإسلاموفوبيا وحماية الأقليات المسلمة في شتى أنحاء العالم من الاضطهاد والعنف.

 

مواجهة الإرهاب

في البداية، قال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر إن زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلى المقر البابوي بالفاتيكان بعد قطيعة طويلة، تعني مد الأزهر الشريف يد الحوار مع الآخر بالقول الحسن مصداقا لقوله تعالى: "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وقوله تعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، موضحاً أن الحوار بين الأديان أمر ضروري في هذا الوقت الذي تشيع فيه أعمال العنف المسلح بناء على فهم خاطئ للنصوص الدينية، في كل الأديان وليس في دين الإسلام وحده، مشدداً على ضرورة تكاتف الأيدي بين قادة الأديان في العالم لمواجهة ممارسة الإرهاب باسم الأديان، والأديان منها بريئة، وأن الزيارة ستكون باقورة خير للتحاور، موضحاً أن التلاقي يكون دائماً لضبط الأمور، مرحباً بدعوة الأزهر لحضور مؤتمر عالمي للسلام يهدف إلى حماية الأقليات لاتباع الأديان السماوية التي تسعى إلى حماية العقول وإثراء الجانب الروحي لحماية الأقليات التي تتبع الأديان السماوية المختلفة.

وردا على دعوات التحريض المستمر على المسلمين في أمريكا من قبل المرشح الجمهوري دونالد ترامب، تنبأ رئيس جامعة الأزهر برسوبه بدعوى أن كل من يخالف الفطرة الطبيعية من قبول الآخر والحوار معه سوف يسقط سقوطا ذريعا وسينضم إلى قائمة المتشددين الذين نبذهم التاريخ والناس وحتى من انتخبوه من المواطنين.

 

نشر التسامح

من جهته ثمن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى الفاتيكان، مؤكداً أنها تأتي في توقيت هام؛ لأننا نحتاج إلى التقارب والتكاتف والتعاون لنشر السلام والتسامح في شتى الأنحاء، مشيراً إلى مبادرة الإمام الطيب باستئناف الحوار بين الأزهر الشريف والفاتيكان، وما تم الاتفاق عليه من التنسيق سويًا من أجل نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، مثمناً دعوة الفاتيكان للأزهر الشريف لحضور فعاليات مؤتمر عالمي للإسلام للمرة الأولى بين الطرفين.

 

زيارة تاريخية

 ورحبت الكنيسة الكاثوليكية المصرية باللقاء الذي جمع بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في الفاتيكان في زيارة هي الأولى على امتداد تاريخ المؤسستين، ووصف الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة فى بيان رسمى له، أن الزيارة تأتى بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان الراحل لمشيخة الأزهر بالقاهرة منذ 16عاما مضت، عندما التقى الإمام الراحل محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق، مشيدة في الوقت نفسه بنجاح اللقاء، ومؤكدة على أن الأزهر أكبر جامعة سنية في العالم والفاتيكان أكبر مؤسسة مسيحية ويجمعهما قواسم مشتركة في تحقيق السلام خاصة في الشرق ومن أجل خير المجتمع الإنساني كله.

 

الحفاظ على الإنسانية

في سياق متصل، أكد الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة أن زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تعد الأولى في التاريخ للفاتيكان، وأنها جاءت بعد قطعية دامت سنوات بينه وبين الفاتيكان بسبب تصريحات البابا السابق التي ادعى فيها أن بين الإسلام والعنف علاقة، ما أثار حفيظة الأزهر وتجمدت على إثرها أجواء الحوار بين الأديان، موضحاُ أن القطيعة زادت بينهما عام 2011م بعد حادث كنيسة القديسين وخروج بابا الفاتيكان، مناشدا المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المسيحيين في مصر الأمر الذي أثار غضب الأزهر واعتبر هذه التصريحات تدخلا سافرا في شؤون مصر الداخلية.

 

قواسم مشتركة

وأضاف العواري أنه بعدما زالت أسباب الخلاف وخروج المتحدث الإعلامي باسم الفاتيكان مصرحاً أن تصريحات البابا أخرجها الإعلام عن مسارها الصحيح ثم تتابعت بعد ذلك وصول وفود رسمية من الفاتيكان إلى الأزهر حاملة دعوة رسمية منه إلى فضيلة الإمام الأكبر لزيارة الفاتيكان وعودة الحوار الإسلامي المسيحي، وأنه لا يمانع من وجود هذه الحوارات بين أصحاب الأديان السماوية بل يشجعها مادامت تصب في نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك بين الشعوب ونبذ العنف والخلاف وحلول التعاون المثمر البناء بين بني البشر، مشدداً على أن الحوار مع الآخر يأتي في إطار الحفاظ على الإنسانية من العنف والتطرف وإراقة الدماء هو مبدأ إسلامي عظيم أعلى من شأن الإسلام وحثت عليه تعاليمه في إطار من الاحترام المتبادل والبحث عن القواسم المشتركة في ضوء قوله تعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وأنها ستعود بالخير على اتباع الديانات السماوية لتقريب وجهات النظر والتفاهم في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبناء جسور من التواصل والعلاقات الدولية.

 

قبول الآخر

وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، إن زيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لبابا الفاتيكان دليلاً على أن الإسلام لا يرفض الآخر، مضيفا أن الزيارة تؤكد أن المسلمين ليسوا دعاة تطرف، وأن الإسلام لا يصطدم مع الحضارات، داعيا لضرورة مواجهة الفكر المتطرف بالفكر والحوار وليس بالعنف، موضحاً أن موافقة الأزهر على عودة العلاقات تدل على أن الإسلام دين يقبل الآخر ويتعايش في أي مكان، مشددًا على أن الإسلام ليس عنصرياً كما هو شائع في المجتمعات الغربية؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم تعايش مع اليهود والنصارى، موضحا أن الإسلام أكد على حرمة الكنائس فقد نهى عن قتل العابد في صومعته، وعن هدم المعابد، كما أمرنا الله تعالى بالوقوف إلى جانب المشرك إذا استجار بالإنسان المسلم، مشيراً إلى أن الأزهر سعى لتصحيح الصورة المشوهة خارجياً في المجتمعات الغربية سيكون أقوى وأسرع حال الاتفاق مع الفاتيكان على اعتبار أن الفاتيكان متوغل داخل المجتمعات الأوروبية وسيسهم بشكل كبير في توصيل ما يريده الأزهر إلى دول أوروبا بعد التصاق جرائم الجماعات المتطرفة بالإسلام وأصبحت صورته مشوهة خارجيا.

 

رفع العناء

وأضاف الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر أن الإمام الأكبر يسعى من خلال هذه الزيارة إلى وحدة الأديان، لأن التقارب بين الأديان سوف يوحد العالم وسيكون سبب في شيوع ثقافة السلام بين الشعوب والدول، وأن هذه المبادرات تعطي مؤشرات أن الإسلام يسع الجميع، خاصة أن الزيارة لها دلالة أخرى من منطلق تدعيم العلاقات بين الشعوب وتعميق العلاقات بين المؤسسات الرسمية، بما يساهم في الحد من التصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، وما لحق بهم من مصطلح الإرهاب، مؤكدا أنه لا شك أنها سوف تحقق تقدما كبيرا في مجال العلاقات الدولية في الرأي العام الغربي، وسنجني ثمار هذه الزيارات، موضحاً أن الزيارة سيكون لها أثر مباشر على الأقليات المسلمة التي تعاني من بطش أصحاب الديانات الأخرى الذين لا يعرفون حقيقة الدين الإسلامي، وسوف تعطي مكانة بين الشعوب؛ لأنهم أكثر ما يتعرضون للتعذيب بسبب الصورة السلبية التي ينشرها الغرب عن الإسلام والمسلمين، متوقعا أن هذه الزيارة ستسفر بشكل سريع عن نتائج طيبة للمستضعفين في ربوع الأرض.

 

تصحيح المفاهيم

ووصف الدكتور عبد الفتاح خضر أستاذ ورئيس قسم التفسير السابق بجامعة الأزهر، مبادرة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بزيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أنها زيارة خير وبركة، موضحا أن الزيارة سوف تعود بالبركة على الإسلام والمسلمين والعلاقات الدولية وأصحاب الديانات السماوية، مشيراً إلى أن الهدف من زيارة وفد الأزهر للفاتيكان تحريك المياه الراكدة منذ أن توقف الحوار بينهما لسبب أو آخر، موضحا أن الزيارة ستحمل أملا لعودة الأقليات المسلمة برفع الظلم عنهم، وقطع خطوط الإمداد على التطرف الديني أيا كان مصدره إن كان على مستوى بعض المسلمين، أو غير المسلمين كالذي يمارس من إبادة جماعية في بورما، مثمناً حركة الأزهر غير المسبوقة التي اتسمت بطابع الجدة، ومخاطبة الآخر.

 

شعور بالمسئولية

من جهتها أوضحت الدكتورة إلهام محمد شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة المساعد بجامعة الأزهر، أن كعبة العلم لم يقم بمبادرة لإعادة فتح الحوار مع الفاتيكان وأن زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب جاءت لاستجابة من فضيلته لدعوة وجهها البابا فرانسيس إلى شيخ الأزهر لزيارة الفاتيكان قام بها الأسقف ميجيل آنجل أيوزو جيسكو سفير الفاتيكان بالقاهرة إلى الأزهر، والتقى فيها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر فى فبراير الماضي، وأن الأزهر لم يقطع الحوار مع الفاتيكان إلا بعد أن ظهرت بوادر التدخل فى الشئون المصرية من بابا الفاتيكان السابق واتهام الإسلام بالإرهاب، مشيرة إلى أن الدعوة التى قدمها البابا واستجابة فضيلة الإمام لها تأتى انطلاقا من شعور المؤسستين بمسئوليتهما المشتركة تجاه العالم والإنسانية ومن منطلق تحمل أمانة تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة التى تقوم بها  الجماعات المسلحة ويروج لها الإعلام الغربى المسيحي، وأن يسعى للوصول إلى صيغة مشتركة لحماية الأقليات الدينية، وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا الإنسانية والحريات الدينية والفكرية.

جسور الحوار

وقال الدكتور غانم السعيد أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، إن زيارة فضيلة الإمام الأكبر لمقر الباباوية بالفاتيكان ولقائه بالبابا خطوة هامة وضرورية تساهم فى إعادة الحوار حول التقارب بين الديانات، مضيفا أنه أحد دعائم التميز لفضيلة الإمام، الذي أغلق باب الحوار بما لا يجدى نفعاً، رغم انفتاح المسلمين من خلال مؤسسة الأزهر على الآخر بقصد وجود أرضية للتفاهم والحوار، ثم قيامه فى هذا الوقت العصيب الذى تصاعدت فيه لغة التعصب والتطرف على مستوى العالم وعند أصحاب الديانات بمبادرة إعادة فتح الحوار من جديد، موضحاً أن جولة شيخ الأزهر الإفريقية وبالفاتيكان تحمل عدة رسائل هامة في إطار تأكيد دور الأزهر ورسالته العالمية التى يتعطش لها المسلمين، خاصة أن قلعة الوسطية تمثل المرجعية الأولى لأهل السنة والجماعة والداعم الرئيسى لاحترام الأديان وقبول الآخر.

تحقيق- أحمد نبيوة 

 

طباعة
Rate this article:
2.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg