علماء الأزهر: من يستهزئ بالزي الأزهري كالمتحرش بالأبدان
د.محمد أبو هاشم: العمامة الأزهرية تاريخ مشرف.. يجب الحفاظ عليه
د.محمد جميعة: الساعون لتشويه زي أبناء كعبة العلم قلوبهم مريضة

العمامة الأزهرية .. لها مكانة خاصة فى شتى أنحاء العالم؛ فالعالم يكن كله تقديره واحترامه لهذه للمؤسسة الدينية الأولى في العالم لحرصها على تبيلغ دعوة الإسلام الوسطية في شتى أقطار الأرض، ولكن الزي الأزهري الذي يعد أيقونة الاحترام والإجلال والتقدير من الجميع تعرض مؤخرًا لحملة من الانتقادات والسخرية عبر شاشات السينما المصرية بظهور عالم الدين في مواضع لا تمت بالشريعة الغراء، وواصلت برامج "التوك شو" المسيرة عبر ظهور أشخاص لا ينتمون إلى المنهج الأزهري ويرتدون الزي الشريف بهدف التقليل والتشويه من مكانته الكريمة لزعزعة الدين داخل نفوس العامة.
علماء الأزهر يتفقون على ضرورة سَنّ قانون يجرم الاستهزاء بالزي الأزهري، ويطبق على الذين يرتدون العمامة الأزهرية وهم ليسوا بأزاهرة، وأن يعاقب بالغرامة المادية والسجن لتجرأه على العلماء، مع تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي على البرامج التي تقدم بعض الذين لا ينتمون للأزهر بصفتهم علماء كعبة العلم.

ندد الدكتور محمود مهني عضو هيئة كبار العلماء بما يحدث عبر الفضائيات من شتم وسباب لا يمثل الأزهريين؛ لأنهم ورثة الأنبياء وهذا الزي خاص بهم وينطبق عليهم قوله: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"، مطالبًا بأن يكون للزي الأزهري احترامه وتقديره، موضحًا أن الذين يتخرجون من غير المؤسسة الأزهرية لا يحق لهم ارتداء الزي الأزهري لأنه زي خاص بورثة سيدنا محمد، وأن هناك مؤامرة علي الأزهريين الذين تعلموا العلوم الإسلامية الطاهرة، منتقدًا السخرية في المسلسلات والأفلام عندما كانوا يأتون برجل يرتدي الزي الأزهري ويجعلونه يجلس على المقاهي ويشرب الدخان، موضحًا أن المادة الثانية من الدستور تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الأول للتشريع، مطالبًا بأن من يحتكر اللغة العربية والزي الأزهري بوصفه مجرم وآثم، مشيرًا إلى أن من يسخر من الزي الأزهري كالذي يتحرش بأبدان الآخرين.

سَنّ القانون
وأضاف الدكتور محمد جمعية المنسق العام لبيت العائلة المصرية أن ما يحدث الآن تعمد لتشويه الزي الأزهري بما لا يتفق مع رمزية هذه الزي في وجدان المصريين والمسلمين بصفة عامة على مستوى الذين يكنون لأهل العلم والاحترام بما يحمله من نور وعلم وهداية، لافتًا إلى أن الساعين لتشويه زي أبناء كعبة العلم قلوبهم مريضة، مطالبًا المسؤولين بتغليظ العقوبة بالطريقة القانونية، ورفع الأمر إلى مجلس الشعب بإقراره والعمل به في الهيئات القانونية؛ فالقانون يمثل العصا لكل من تسول له نفسه بالخروج على الفضائيات والاستهزاء بالزي الأزهري فهذا رادع لهؤلاء المشعوذين والأصابع الخفية للعبث برمزية هذا الزي أسوة بما يحدث في العديد من المهن التي تتمثل برمزيتها.

إجلال العمامة الأزهرية
وأوضح الدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى أن الأزهر الشريف يمثل نبرأس العلوم الشرعية فى شتى بلدان العالم الإسلامى والعربي، وأنه جزء أصيل وعريق من أصول الحضارة المصرية، لافتًا إلى أن الكيان الشريف يواجه حربًا شرسة من خلال البعض الذين ينظرون إلى الأزهر من باب الحصول على الشهادة الأزهرية، والعمل بفكر البيئة والجماعة التى تربى عليها وأنه محسوب على الأزهر فى حين أنه بالواقع فكره بعيد كل البعد عن مناهج الأزهر التي تقوم على الوسطية والاعتدال وعدم المصادرة على آراء الآخرين.
وأضاف أبو هاشم أنه لابد أن تعي كل عمامة أزهرية مكانة وقدر الأزهر وتاريخه، وأن يكون قدوة حسنة في العلم والعمل والأخلاق والتصرف, خاصة أن المجتمع من الممكن أن يتسامح مع الخطأ الذى يصدر من الفرد العادي كما نشاهد في الحياة اليومية، أما فيما يتعلق بالأزاهرة فإن الأمر يختلف فما زال الكثير من أطياف المجتمع ينظرون للعمامة الأزهرية بإجلال واحترام فعلينا جميع أن نحافظ على ذلك ونعلي من شأن الأزهر فى كل بلدان العالم وفى جميع المواقف وفي مقدمتها الخلاف فى الرأي وليس التراشق بالألفاظ غير المقبولة على الإطلاق.

طمس الهوية الإسلامية
وقال الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة جامعة الأزهر، إن الزي الأزهري يمثل في نظر العقلاء الكبار الذين يعرفون قدر أهل العلم قيمة لا تدانيها أي قيمة أخري في دنيا الناس ولا تساويها أي رتبة أخرى من الرتب والمنازل الدنياوية، مشيرًا إلى أن ولي الأمر يجب أن يتدخل لتجريم المتطاولين على الزي الأزهري أو من يحاولون السخرية منه، وأن يطبق ميثاق الشرف الإعلامي على الساعين إلى تشويه الزي الأزهري، مشددًا على أن هناك أياد خفية تسعى إلى هز صورة شيوخ الأزهر أمام العالم لعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وطمس هوية الأمة واهتزاز استقرارها.
كرامة أهل العلم
وقال الدكتورمختار مرزوق عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين بأسيوط، إن ما حدث من شجار بين رجلين يرتديان الزي الأزهري علي إحدى الفضائيات ما كان ينبغي أن يكون، وعلى العالم الأزهري إذا ما جلس أمام رجل يطعن في الدين أو يعتدي على ثوابت الإسلام يغادر المكان على الفور دون تجاوز، مصداقًا لقوله تعالى: "وأعرض عن الجاهلين"، مشيرًا إلى أن إهانة الزي الأزهري فهذا الأمر حتى وإن لم يكن مقصودًا في الفضائيات إلا أنه عمل موجود في روايات السينما من نصف قرن فهناك عشرات المشاهد تقلل من شأن رجال الأزهر وتسخر من الزي الشريف.
وطالب مرزوق بإصدار قانون يجرم من يرتدي الزي لغير أهل المتخصصين في المؤسسة الأزهرية، كما يتم التنبيه علي أصحاب الفضائيات ألا يستقبلوا الطاعنين في العقيدة الإسلامية أو في أحكام الشريعة الإسلامية كما يحدث مرارًا من نشر الجهل الفاضح الذي يضر في الخارج بسمعة مصر والمصريين، مشددًا على أن سبب التجرؤ على النيل من الزي الأزهري لإضعاف الدين في النفوس، مناشدًا المجتمع بأن ينكر هذه الأمور ويلفظها من رحمه وأن يحفظ كرامة أهل العلم، حتى لا يكون من علامات ضعف الإيمان، فقال النبي الكريم في حديثه الشريف: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا"، وطالب الشيخ رسمي عجلان عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ودار الإفتاء وهيئة كبار العلماء بالأزهر أن يصدر بيانًا شديد اللهجة يحذر فيه من يرتدي الزي الأزهري ويعده منتحل شخصية غير شخصيته كما يحدث مع من يرتدي الزي العسكري تمامًا ويطالبون في هذا البيان رئيس الوزراء بتقنين هذا الأمر قانونيًّا في شكل مادة في القانون المصري تجرم كل من يرتدي الزي الأزهري وهو لا يكون يعمل بالأزهر مدرسًا شرعيًّا أو لا يعمل إمام وخطيب بالأوقاف أو لا يعمل واعظًا بالأزهر فهذا الزي له شرف كبير وهيبة عظيمة لمن يرتديه فلا نترك كل من هب ودب، مناشدًا المسئولين بالضرب بيد من حديد على من يسخر من الزي الأزهري أو الأزهر ورجاله الشرفاء.
نعمات مدحت