د. البيومى: نهدف لتكوين شخصيات أزهرية تتفاعل مع الواقع بوسطية.
د. الأزهرى: مناهج الأزهر خضعت فى كل مراحلها للتمحيص والتدقيق.
أكد الدكتور محمد عبدالرحيم البيومى، عميد كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، أن الكلية تهدف من وراء مشروع برنامج المائة عالم إلى تكوين الشخصية الأزهرية المتكاملة التى تستطيع التفاعل مع الواقع وأطروحاته فى ضوء الخطوط العريضة لفلسفة العمل فى الأزهر الشريف جامعًا وجامعة، وفى إطار الأهداف والمبادئ التى ينادى بها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على الصعيدين المحلى والعالمى.
وأضاف عميد الكلية خلال الندوة التى نظمتها الكلية تحت عنوان "دور الأزهر فى تفكيك مفاهيم التطرف" أن مشروع المائة عالم هدف إستراتيجى تسعى الكلية بعلمائها وأساتذتها من خلاله على اتصال سلسلة الحلقات فى دورات المائة عالم، هدفه تكوين شخصية أزهرية متسعة الآفاق تربت على مائدة الوسطية فى الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن الطالب الأزهرى يجب أن يتفاخر باتصال سند العلم لديه إلى الصحابة والتابعين من خلال أنه ورث العلم عن علماء تشربوا المعارف حتى انتهى بهم نور الوراثة إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) بخلاف أصحاب المناهج الأخرى الذين اتخذوا من الكتب (المعلم الأعمى) شيوخًا لهم ولا يستطيعون أن يصلوا بسندهم العلمى لأكثر من جيل، مؤكدًا أن الالتزام بالكتاب والسنة أساس للتعليم فى الأزهر الشريف وفى المذهب الأشعرى والعقل المنضبط للنصر فى آيات الله وسنة النبى الكريم فى أخذ المباديء والأحكام بما يتفاعل مع الواقع واطروحاته بالقرآن والسنة.
وأضاف الدكتور أسامة الأزهرى عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية عضو هيئة التدريس بالكلية، أنه من الضرورى فهم الإنسان للواقع وما يحيط به، ضاربًا أمثلة عدة على أنواع المرايا، حيث أكد أن من الناس من يشبه المرآة المحدبة فى تكبير كل شئ حوله وتضخيمه وإعطائه أكبر من حجمه، ومنهم من يشبه المرآة المقعرة يصغر الأشياء حوله، ومنهم من يضع الأمور فى نصابها ويقدرها قدرها الحقيقى كالمرآة المستوية، وهؤلاء يشبهون التيارات المنحرفة والمرآة المركبة، حيث يحقرون المعانى الكبيرة والسامية كقولهم عن الوطن أنه حفنة من التراب، بينما الوطن فى الحقيقة شعب ومؤسسات وإنجازات وآداب وفنون وغيرها، موضحًا أن مناهج الأزهر الشريف التى خضعت فى كل مراحلها للفحص والتمحيص والتدقيق، مسشتهدًا بشيخ الإسلام أبوزكريا الأنصارى عندما جمع بكتاب ألفه ثلاث مائة عالم من أكابر عصره ليبدوا رأيهم فيما كتب وألف ثم يراجع كتابه معهم أكثر من خمسين مرة ليصل به فى النهاية إلى سلامة الرأى وجودة الفكر والعبارة، وهذا هو شأن الأزهر فى علومه على مر العصور تحقيق وتدقيق، مشددًا على أن علوم الأزهر الشريف قامت على منهج التلقى، ما أعطاها قوة ومتانة لتخريج سلسلة علماء يتميزون بموسوعية العلم والمعرفة منهم الشيخ حسن العطار وغيره من علماء الأزهر وشيوخه.
واقترح الدكتور محمد سعيد عرام، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالزقازيق، أن تخرج المادة العلمية فى اللقاءات والندوات إلى صور مقروءة ومسموعة لتكون زادًا للطلاب فى فهم مشكلات الحياة ووضع سبل علاجها، نظرًا لأن اللقاءات العلمية تعمل على تشكيل فكر ووجدان طلاب الأزهر.
أحمد نبيوة