| 05 مايو 2024 م

الهوية اللغوية وكيفية الحفاظ عليها.. بدراسات الديدامون

  • | الخميس, 21 أبريل, 2016
الهوية اللغوية وكيفية الحفاظ عليها.. بدراسات الديدامون


فى ظلِّ سطوِة المعلوماتية، وتوالى الغزواتِ الالكترونيةِ، واتساعِ الفجوةِ المعرفيةِ والتكنولوجيةِ، عقدت كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالديدامون ندوة عن الهويةِ اللغويةِ وسبلُ الحفاظِ عليها على اعتبار أن اللغة شكَّلت أهم هوية للجماعة الإنسانية فى تاريخها.
افتتح الندوة الدكتور حسام محمد علم عميد الكلية موضحا أنّ اللغةَ أقدمُ تجلياتِ الهوية طالما أنها صاغت أولى الهويات لجماعةٍ فى تاريخ البشريةِ، وآية ذلك أنّ اللسانَ الواحدَ هو الذى جعلَ من كلِّ فئةٍ من الناس ينضوون تحتِ لواء جماعةٍ واحدة، ذاتِ هويةٍ مستقلةٍ، وعليه فإنّ اللغة قاربنا إلى الاجتياز والعبور، وهويتنا أو ذاتنا العقلية والروحية والثقافية.، وتحسَّر الدكتور على الأجيالِ العربيةِ الحاليةِ التى تعانى الارتكاسِ والاحتباسِ؛ لأنها بعيدةٌ عن كنوزِ اللغةِ العربيةِ أصدافاً ولآلئ، فهى ضائعة بين مدادِ التغريبِ، ومفازةِ التعريبِ.

الحفاظ على الهوية
وكشف الدكتور محمد موسى جبارة أستاذ أصول اللغة بالكلية النقاب عن الهوية اللغوية وأهميتها، فأكّدَ أنّ كلَّ أمّةٍ تحاولُ الحفاظَ على لغتها، وثقافتها، وعاداتها، لتظلَّ لها هويتها اللغويةُ والثقافيةُ، التى تميزها عن غيرها من الأممِ، وينتقل من العام العرقى والعقدى إلى الخاص ـ الأمة الإسلامية العربية التى هى فى أمسِّ الحاجةِ إلى ذلك، موجباً على أهلها العملَ من أجلِ الحفاظِ على هويتهم بكلِّ مكوناتها، من دينٍ، ولغةٍ، وثقافةٍ، وتاريخٍ..
وأضاف أنَّ أى لغةٍ تعدُّ أهمَّ مظهرٍ تتجسدُ فيه الهوية وتتشكَّل حتى تقدم أرقى وأنقى تجلياتها، فهى الوعاءُ الذى تنتقلُ بواسطتهِ الأفكارُ والأخبارُ، ويتم ّ بها التعامل والتواصل.
واستطرد إلى السمات التى تتمثل فى المستوى الفصيحِ منها، والالتزامِ بإخراج كلِّ حرفٍ من مخرجهِ، وخَطّها الذى تُكْتب به، وتتجلى عناصرها فى الانتماءِ العرقِّى، والدين، والثقافةِ، واللغةِ، وهى وإن كانت ضمن الانتماء الثقافى إلا أن أهميتها البالغة تجعلها عنصرًا قائما بذاته؛ لأنَّ اللغةَ تعبرُ عن الفكرِ، وهو أخصّ خصائصِ الإنسانِ، فإذا كانت اللغةُ إحدى مكونات الهويةِ، لأى حضارةٍ إنسانيةٍ، فإنَّ اللغةَ العربيةَ ـ دون شكٍّ ـ من أهمِّ مكوناتِ الحضارةِ العربيةِ الإسلاميةِ. وعليه فإنَّ الحفاظَ على الهويةِ ـ بكلِّ ما تشتملُ عليه من دينٍ، ولغةٍ، وتاريخٍ، وثقافةٍ، وعاداتٍ وتقاليدَ ـ يعنى الحفاظَ على الذاتِ من الذوبانِ فى التياراتِ الوافدةِ علينا، كما أنها الرباطُ الثقافى الذى ربطَ ـ ولا يزالُ يربطُ ـ بينَ الشعب العربى من المحيط إلى الخليج.

لغة الوحي
وانتقلُ الحديثُ إلى كيفيةِ المحافظةِ على الهويةِ اللغويةِ وتحدث الدكتور عبد رب النبى أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة بالكلية من خلال عدة محاور أهمها الاعتزاز باللغةِ العربيةِ، فهى لغةُ الوحى المنزلِ، ولغةُ العلمِ والأدبِ، ووسيلةُ التفاهم بين أبناءِ الأمةِ العربيةِ، وهى اللغة التى استوعبت الحضارةَ العربيةَ الإسلاميةَ إبّان ازدهارهِا، فعن طريقِ الترجمة إليها انتقلت بعضُ حضارات الأممِ الأخرى كالحضارةِ الفارسيةِ، والهنديةِ، واليونانيةِ الرومانيةِ، إلى فلاسفة المسلمين وعلمائهم، ثم إلى أوروبا إبّان عصرِ النهضةِ، وهى لذلك كله جديرةٌ بالاعتزازِ بها، والاهتمامِ بشأنها، وصرفِ المجهودِ لرفعِ رايتها.
المحور الثانى هو إحياء النظريات اللغويةِ العربيةِ القديمةِ، حيثُ يزخرُ التراثُ العربى بكثير من النظرياتِ اللغويةِ، فقد بذل اللغويون العرب جهودًا مشكورةً فى تأصيلِ كثيرٍ من النظرياتِ اللغويةِ، التى لا تزال ذات فاعليةٍ فى الدرس اللغوِى، وبعض اللغويين المحدثين عمد إلى إحياء الأصول التراثيةِ، وبعضهم عمد َإلى إحياءِ النظرياتِ العربيةِ، ولا يزالُ التراثُ العربى فى حاجةٍ ماسّةٍ إلى مَنْ يستخرجُ منه كلَّ نافعٍ ومفيدٍ فى مسيرتنا العلمية اللغوية، لأن فى ذلك حفاظاً على الهويةِ اللغويةِ.

دور الاعلام
من جهته أوصى الدكتور عمر حسين أستاذ ورئيس قسم اللغويات بضرورة الاهتمام باللغةِ العربيةِ فى وسائلِ الإعلامِ المختلفة، حيثُ يمكنُ أن تؤدى دوراً فاعلاً فى العملِ على النهوضِ باللغةِ العربيةِ، وترغيب المجتمع العربى فى الاستمساكِ بها وإعزازها، وذلك عن طريقِ الالتزامِ بها نطقًا وكتابة، وعدم الغض من شأنها.
بدوره تناول الدكتور محمد عبد السميع المدرس بقسم أصول اللغة الحديث حول ضرورة الالتزام بالفصحى فى المواقع العربيةِ على الشاشة الزرقاء شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) مسألةٌ مهمةٌ للغاية حيث يمكنُ أن تُسدى هذه الشبكةُ أجلّ الخدمات للغة العربية، إذا أحسنا ـ نحن العرب ـ استخدامها، وجعلناها وسيلة نشر لهذه اللغةِ، وبهذا تكونُ هذهِ الشبكةُ عاملاً مهمًّا من عواملِ الحفاظِ على الهويةِ اللغويةِ.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg