| 05 مايو 2024 م

زيارة خادم الحرمين للأزهر الشريف .. فى عيون الأزاهرة

  • | الجمعة, 15 أبريل, 2016
زيارة خادم الحرمين للأزهر الشريف .. فى عيون الأزاهرة

د. عبدالفتاح العوارى: تعبر عن تقدير المملكة لمكانة الإمام الأكبر.
د.غانم السعيد: تساند وتؤازر كعبة العلم.
د.إلهام شاهين: التعاون بين الأزهر والمملكة له جذور تاريخية.
د.أحمد البدوى سالم: إدراك المملكة بأهمية الأزهر فى التصدى للإرهاب.

زيارة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز للأزهر الشريف .. زيارة تاريخية بكل معانى الكلمة ..فهى الأولى من نوعها لعاهل سعودى ، وتحمل كثيرًا من المعانى، وتوصل رسائل مهمة للعالم فى وقت حرج بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية.
خادم الحرمين الشريفين خصّ الأزهر الشريف بيوم كامل، بما يعزز ويساند نجاح غرس الطيب فى نشر صحيح الدين وإزالة كافة المفاهيم المغلوطة عن الإسلام فى جولاته الأخيرة بأوروبا وآسيا.
لكن ..كيف يرى الأزاهرة زيارة خادم الحرمين للجامع الأزهر؟

يقول الدكتور عبد الفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، إن الزيارة التاريخية من العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز للأزهرالشريف وإمامه الأكبر تعبرعن مكانة الأزهر وقدر شيخه على المستويين العربى والإسلامي، لما يمثله الأزهر صاحب التاريخ الطويل فى خدمة علوم الشريعة والحفاظ على اللغة العربية وعاء الكتاب والسنة المطهرة، مشددًا على أن الزيارة تدل على قوة العلاقة ومتانة الروابط وتوطيد العلاقة بين الأزهر كأكبر مرجعية إسلامية فى العالم أجمع وبين الدولة العربية الشقيقة ذات الثقل العربى والدولى، بصفتها إحدى دول أهل السنة والجماعة وبلد الحرمين الشريفين اللذين يؤمهما بهما مليار وسبعمائة مليون مسلم فى القارات الخمس للعبادة والحج والاعتمار، مشيرًا إلى أن الأزهر كمعهد عتيق يحافظ على الشريعة الاسلامية وعلومها، ويقصده طلاب العلم الشرعى من كل حدب وصوب، سر حرص خادم الحرمين على زيارة الأزهر الشريف، والاهتمام بتطويره وترميمه، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف تربطه ببلاد الحرمين الشريفين علاقة وطيدة وصلة قوية انها علاقة العقيدة والمنهج أقوى من الأخوة والقرابة، وأن الدور الناجح الذى يقوم به فضيلة الإمام الأكبر فى العالم خارجيًا لا يخفى على أحد، حيث يقوم بالحفاظ على الواجهة المشرقة للدين الحنيف ويحميه من المفاهيم المغلوطة التى شوهت صورة الإسلام السمح فى جولاته الخارجية.

تتويج للجهود
وأضاف الدكتور غانم السعيد، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، أن شخصية الملك سلمان بن عبد العزيز لها دورها المؤثر فى المحيط الإقليمى والدولى، وأن اجتماعه بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى زيارته التاريخية للجامع الأزهر يبعث برسائل متعددة أهمها مساندة شيخ الأزهر وإظهار التقدير والاحترام لشخصه الكريم، لدوره البارز الذى يقوم به من أجل تبيان وتوضيح وسطية الإسلام لكل العالم وبخاصة العالم الغربى، والتى تجلت فى زياراته الأخيرة إلى عدد من البلدان الغربية، لوسطية الإسلام ونبذه للتطرف والإرهاب بصداها الواضح عند الشعوب الغربية، بالإضافة إلى الدعم المعنوى لمؤسسة الأزهر بعد حدة الهجوم عليها من قبل المغرضين والعلمانيين والإلحاديين الذين يرون فى الأزهر ووسطيته واعتداله شوكة فى ظهورهم وعقبة كؤود تمنعهم من تنفيذ مخططاتهم فى تذويب هوية الأمة والانقضاض على مقدساتها وتراثها مستغلين حالة السيولة الفكرية والثقافية وغياب الضوابط العلمية والأخلاقية فى تناولهم للتراث وأعلام الأمة.
وأضاف السعيد أن زيارة العاهل السعودى إلى الجامع الأزهر والصلاة فيه، يؤكد على احترامه وتقديره للدور التاريخى للأزهر الشريف حيث حفظ اللغة العربية من محاولات القضاء عليها وتذويبها بين العجمة والعامية، كما حافظ على التراث الإسلامى من الضياع والإندثار وأبقاه حيًا نابضًا حتى تسلمته الأجيال فى العصر الحديث كما تركه السلف، مشيرًا إلى تقوية روابط الجامع الأزهر ودور الحرمين الشريفين، فإن كان الحرمان يقدسان بالمشاعر والمناسك فإن الجامع الأزهر يُجَلُّ ويعظم لدوره فى الدفاع عن وسطية هذا الدين وتوضيح يسره وسماحته.

مواجهة التطرف
ولفتت الدكتورة إلهام محمد شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية بنات بالقاهرة، إلى أن التعاون بين المؤسسة الأزهرية والمملكة العربية السعودية لم ينقطع يومًا، فما بنيت الجامعات السعودية إﻻ على أكتاف علماء الأزهر وهم أهل الريادة والتعليم فيه، ومن هؤﻻء العلماء الاجلاء الشيخ الشعراوى والشيخ محمد الغزالى رحمهما الله، موضحة أن معظم الأساتذة الذين يقومون بالعمل فى الكليات الاسلامية هناك من الأزهر الشريف إﻻ أن التوجه الجديد نوع من التعاون لمواجهة الفكر الإرهابى المتطرف، والذى تشير الأصابع إلى انتشاره عبر بعض الأفكار التى خرجت من الجماعات التى رفضت التعليم الأزهرى وحاربت علماء الأزهر، وقد تحملت المملكة آثار تلك الأفكار المتطرفة والجماعات التى خرجت بناء عليها، وعلى الجانب الآخر لم يثبت أبدا أن أى جماعة ذات فكر متشدد أو متطرف خرجت من عباءة التعليم الأزهرى الذى يقوم على الوسطية واﻻعتدال، ويؤمن بالحوار، ويقبل الجدال بالتى هى أحسن، ويفتح الباب للتعرف على كل المذاهب، ويعمل بالملائم منها لروح العصر، ويحقق مصلحة الأمة.

وحدة إسلامية
وقال الدكتور أحمد البدوى سالم، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن زيارة الملك سلمان للأزهر تؤكد للعالم أجمع الدور الذى يحظى به الأزهر الشريف على المستويين الإقليمى والدولي، وأن الاتحاد بالأزهر ومؤازرته أصبح ضرورة لمواجهة التيارات الإرهابية التى أصبحت تهدد أمن وسلامة المجتمعات العربية، والتى نشأت بسبب الجمود الفكرى والتقوقع داخل رأى واحد لا يقبل معه المناقشة، لافتًا إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر جاء فى وقت دقيق من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، لتكشف عن مدى إدراك المسئولين فى مصر والمملكة أن هذا وقت الالتقاء واتحاد الصف والوقوف معًا لصد الهجمات والمخططات التى تستهدف أمن واستقرار الأمة العربية والإسلامية، وأن زيارة خادم الحرمين للجامع الأزهر وصلاته بجوار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر هى رمز لبداية هذا الاتحاد بين العالم الإسلامي.
وشدد البدوى على أن الزيارة جاءت دعمًا لمؤسسة الأزهر الشريف، التى لم تدخر وسعًا فى نشر رسالة الإسلام السمحة من خلال تدريس مناهجه المتسمة بالوسطية وقبول الرأى الآخر، وتقديرًا للدور الذى يشغله الأزهر على المستوى الدولي، وخير شاهد على ذلك الزيارات الناجحة الأخيرة التى قام بها فضيلة الإمام شيخ الأزهر إلى إندونيسيا ثم إلى ألمانيا، وقريبا فرنسا وغيرها من البلدان، لافتًا إلى أن العاهل السعودى أدرك الدور الذى يلعبه الأزهر الشريف فى مواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى، لذا رأى أنه من الواجب دعم الأزهر فى مواصلة دوره والالتحام به للوقوف فى وجه التيارات الفكرية الإرهابية، والدعوات والنزاعات الطائفية والمذهبية التى توظف الإسلام من أجل تحقيق المزيد من التمدد والتدخل لتحقيق السيطرة على العالم العربى، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف بفكره ومناهجه الوسطية البعيدة عن أية مظاهر الغلو يدرس به طلاب وافدون من أكثر من مائة دولة.

تلاقى القبلتين
وأوضح الشيخ أحمد عبد العظيم محمد، مدير عام شئون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، أن الزيارة أعادت روح الوحدة العربية وترابط الشعوب العربية والعمل على زيادة الأمل فى مستقبل أفضل بين الشعوب، وأصلت لروح التعاون ومدت جسور المحبة، مشيرًا إلى أنها جسدت مكانة الأزهر فى نفوس المسلمين جميعًا، وأخرست ألسنة المشككين فى مخرجات التعليم الأزهرى ومناهجه الدينية، لافتًا إلى أن زيارته إلى الأزهر الشريف إيمانًا بمكانة الكيان الشريف وقيمته نحو نشاطه الدينى بكونه القبلة العلمية للمسلمين، تخرج فيه علماء يحملون رسالته التى تتمايز بالوسطية والاعتدال، ولها دلائل تاريخية تعكس عمق العلاقة بين أرض القبلة الأولى والقبلة الثانية للمسلمين، كما تعد تقديرًا واعترافًا لمجهودات الأزهر الشريف فى خدمة الإسلام والمسلمين، وإيمانًا برسالة الأزهر العالمية التى جعلت الوسطية والاعتدال منهجًا لها، مشيرًا إلى أن سلمان حرص على تدعيم هذه الرسالة والعمل على مساندة الأزهر فى نشر سماحة الإسلام وصحيح الدين، ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف بجميع ألوانه بالحكمة والموعظة الحسنة، مشيدًا بقرار الملك سلمان بتكفله بإنشاء مدينة بعوث إسلامية سوف تضاعف عدد الطلاب الوافدين إلى الأزهر من شتى بقاع الأرض للنهل من العلوم الأزهرية النافعة.

مكانة الأزهر المقدسة
وأوضح الدكتور عبدالله حسين أحمد، رئيس الاتحاد الدولى لشباب الأزهر والصوفية بمصر والعالم والأستاذ بكلية الهندسة بجامعة نيويورك، أن زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز للأزهر الشريف بمصر رسالة للأمن والسلام العالمى والتأكيد على دور الأزهر الشريف فى ترسيخ قيم الإعتدال والوسطية ومناهضة العنف باسم الدين، مشيرًا إلى أن الزيارة التاريخية جاءت فى وقت يتعرض الإسلام والمسلمون لتشويه تعاليم دينهم وقيمهم ودورهم الحضارى بفعل ما تقوم به بعض الجماعات المتطرفة التى تستخدم الدين لتبرير أفعالها من قتل وتدمير بحق المسلمين وغيرهم، وتعرض للأبرياء، واستباحة لحرماتهم وتدمير للمواقع الدينية وأماكن العبادة، وهى تصرفات تنم عن أفكار غريبة عن ثقافاتنا وتاريخنا وتتناقض مع تعاليم الإسلام الأصيلة، مشيرًا إلى أن زيارة العاهل السعودى للأزهر الشريف ليست غريبة، ومتوقعة لأن الأزهر له مكانة تصل إلى التقديس فى قلوب المسلمين فى أنحاء العالم باعتباره قلعة الدفاع عن الإسلام بمفهومه الصحيح المعتدل البعيد عن التعصب والتشدد, وأعلى مؤسسة علمية إسلامية, والممثل الشرعى الوحيد للفكر وللفقه, والمدافع عن الشريعة فى مواجهة الأدعياء والمغرضين.
 

أحمد نبيوة

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg