| 05 مايو 2024 م

د. عبدالفتاح العوارى لـ"صوت الأزهر": جولات الإمام الأكبر بعثت الأمل فى نفوس الشعوب

  • | الثلاثاء, 19 أبريل, 2016
د. عبدالفتاح العوارى لـ"صوت الأزهر": جولات الإمام الأكبر بعثت الأمل فى نفوس الشعوب

الإسلام..المشكاة التى أنارت أوروبا لعشرة قرون

ـ فكرمن يسمون أنفسهم"سلفيين".. لا يمت للأزهر بصلة

ـ فضائيات "البزنس".. أشعلت تضارب الفتاوى

حوار:نعمات مدحت
قال الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بنين بالقاهرة، إن جولات فضيلة الإمامالأكبر بعثت الأمل فى نفوس الشعوب المتعطشة لظهور الأزهر على الساحة.. وأكد أنه لابد من تشريع عقوبة لمن يفتي دون أن يكون متخصصا ومؤهلا لذلك، مضيفا أن من يسمون أنفسهم السلفيين فكرهم لا يمت للأزهر بصلة بل ينتمي إلى فكر الوهابية، منوها بأن الأزهر يعمل بكل قوته من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة وتحسين صورة الإسلام التى شوهتها التيارات المتشددة والمتطرفة..

كيف ترى جولات شيخ الأزهر في الخارج؟ وما أهميتها في الوقت الحالي؟
جولات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى الخارج بعثت الأمل فى نفوس الشعوب المتعطشة إلى ظهور ووجود الأزهر على الساحة العالمية؛ حيث تعلق الأمل الكبير فى أن يكون الأزهر هو النور الذي يشع على الدنيا والمنقذ للعالم من التطرف والآثار المترتبة على الفكر المتشدد، ويرى فيه العالم مخرجًا من سيطرة أصحاب الفكر المتشدد الذين لا يملكون رؤية لصورة الإسلام الصحيحة، وليس هناك مؤسسة فى العالم تملك وسطية الأزهر فى مناهجها، ومن هنا تتطلع أعين العالم إلى وجود الأزهر فى كل مكان ومن هنا وجب على الأزهر أن يقوم بدوره المنوط به فى تصحيح المفاهيم المغلوطة وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام لأنه يملك ذلك دون غيره.

من خلال جولاتك فى الخارج واطلاعك على مناهج الجامعات الإسلامية هناك.. ما أوجه الاختلاف بين تلك المناهج ومناهج جامعة الأزهر؟
هناك جامعات تسير على مناهج الأزهر الشريف وهناك من لا تطبقها، وهذه كارثة فكثير من الجامعات فى الغرب يتحكم ممولها والقائم على الإشراف عليها فى وضع مناهجها حسب فكره ورؤيته فوضعوا لها مناهج تتسم بالتكفير والتشدد والتبديع وغير ذلك مما له خطورة على المجتمع الإسلامى وليس المجتمع المسلم فقط، والدليل على ذلك ما نراه من جماعات خرجت من رحم هذه الجامعات وتلك المراكز ومنها داعش وبوكو حرام وغيرهما فلا يمكن أن يكون لهذه المسميات والجماعات أدنى صلة بجامعة الأزهر وبمناهج الأزهر.

بعض شيوخ الدعوة السلفية ينسبون أنفسهم للأزهر ويرفعون شهادة التخرج..ما تعليقك؟
السلفيون يلتحقون بالأزهر لمجرد الحصول على الشهادة لتكون لهم رخصة لإلقاء الخطب والمحاضرات وتمسحهم بالأزهر أكبر دليل على إدراكهم لقيمة الأزهر ومكانة علمائه ولكن للأسف هؤلاء فكرهم الحقيقي ينتمي إلى فكر الوهابية ولا يدرسون لمريديهم وأبنائهم إلا هذا الفكر الوهابي ويتهمون الأزهر بأنه من الفرق الضالة وإن منهجه ضال؛ وذلك لأن منهج الأزهر يضيق باب التكفير وتتسع فيه دائرة الإيمان ولا يحكم بكفر أي شخص ولكن عند هؤلاء تارك الصلاة كافر وتطلق منه امرأته وعند الأزهر لا وتارك الصلاة إن مات على تركه للصلاة فهو عاص لله والعاصي حكمه إلى الله ومن يمت ولم يتب من ذنبه فأمره مفوض الى الله.

لماذا يتم توجيه الاتهام لجامعة الأزهر بأنها مخترقة من قبل جماعة الإخوان؟
جامعة الأزهر أقل الجامعات اختراقًا، وجماعة الإخوان متغلغلة فى سائر الجامعات ولا توجد جامعة في مصر إلا وفيها من شباب تلك الجماعة، وكلما اقترب الشباب من الفكر الواعي الأزهري كانوا أقل انتماء لحزب أو جماعة.

ما تعلقيك على انتشار الفضائيات التى يتصدرها أنصاف العلماء ليفتوا الناس بفتاوى شاذة؟
انتشار الفضائيات ذات الغرض التجاري أدى إلى تضارب فى الفتاوى؛ حيث تستضيف هذه القنوات كل من هب ودب وليس له عمق فى التخصص الشرعي ولا أدنى احترام لخصوصية العلم وإنما متى قرأ كتابًا أو مذكرة ظن نفسه أنه صالح للإفتاء فخرج على الناس يبدع ويفسق ويحرم ويحلل بما لا يأذن به الله، فلابد من وضع تشريع يضع ضوابط يلتزم بها الجميع وكل من يجد فى نفسه أهلية الإفتاء والوعظ فمرحبًا به ومن ليس عنده هذه الأهلية يراعي الضوابط فهي بمثابة إشارات المرور إن اقترب منها سجلت عليه الخطورة والخطأ فيعاقب.. فلابد أن توضع ضوابط تلزم الجميع بحيث يلتزم بها الإعلام كميثاق شرف ويلتزم بها من يدعي إلى التحدث فيقول لا أنا لست أهلا لهذا؛ فالدين لا يقل شأنا عن احترام مهنة الطب والهندسة والزراعة والفلك بل الدين أخطر لأن التقول على الله بغير علم جريمة وأجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار كما جاء فى الحديث الشريف.

برأيك هل دار الإفتاء مسئولة عن سن قانون يجرم الفتاوى الشاذة؟
دار الإفتاء ومؤسسات الدعوة جميعها تعمل فى إطار واحد وليسوا مقصرين والقضية في القنوات الفضائية التي شاعت وانتشرت، نحن لدينا برلمان فلماذا لا يقدم له مثل هذه المشاريع ويناقشها؟ وما المانع لو رأت دار الافتاء ذلك؟ ليس هناك مانع ومن حق نواب الشعب أن يناقشوا هذه المشاريع ويقروها لأنها تحفظ للأمة هويتها واستقرارها واستمساكها لأن فوضى الفضائيات وفوضى الفتاوى تحدث نوعا من القلاقل والاضطراب وهذا ليس من صالح المجتمع ولا يعمل على إرساء السلم الاجتماعى فى الأمة.
هل لديكم مقترحات وحلول للحد من انتشار الفتاوى المباشرة على الهواء؟
تبلور الفتاوى جميعها فى إطار مؤسسي جماعي وليس فى إطار فتاوى فردية من شاذ القول ومن الآراء الضعيفة التى لا ينبغي أن تقال فهناك كثير من الآراء الضعيفة فى كتب الفقه وليس كل ما يقرأ يقال..فلا يجوز أن يخرج شخص على الناس ليقول رأيا شاذا مخالفا به إجماع جمهور الأمة وجمهور الفقهاء.. أما ما يحدث فهو أن القضية متروكة بدون ضوابط وأحيانا بعضهم يرد على المستمع بمجموعة من الآراء، ويقول اترك المستمع يختار فهذه جريمة وكارثة، فيجب على الدولة أن تولي الاهتمام والعناية بمثل هذه الأمور وأن تصدر التشريعات التي تجعل كل مؤسسة تلتزم تخصصها المنوط بها.

زرت العديد من الدول لإلقاء محاضرات.. برأيك ما أهم احتياجات المسلمين فى الخارج؟
يحتاج المسلمون إلى من يعلمهم كيف يتعايشون إن كانوا كثرة مع القلة غير المسلمة وكيف يتعايشون إن كانوا خاضعين لقوانين وسلطات الدول غير المسلمة وهذا موجود فى شرع الله والأدلة والتشريعات الإلهية كثيرة مثل قوله تعالى (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) وقوله أيضا (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) كما يحتاجون إلى زاد نقي وتعاليم سماحة الدين الوسطي، وعندما أعلم الناس في الدول الغربية أركز على القول أن علاقتكم بهذه الدول التي تعيشون فيها أنكم تحكمون بقوانينها وعليكم الانصهار فى المجتمع شريطة أن تحافظوا على هويتكم الدينية، ولكن لا تخرجوا ولا تعصوا ولا تتمردوا على مناهج هذه الدول ولا قوانينها.

حدثت عدة تفجيرات خلال الفترة الأخيرة فى الغرب واتهم فيها الإسلام.. كيف نحسن صورة الإسلام في الغرب؟
كان الإسلام على مدى قرابة عشرة قرون بمثابة المشكاة الوهاجة التى أنارت أوروبا إبان فترة العصور الوسطي المظلمة التي كانت فيها محاكم التفتيش تحارب العلم وتقتل أصحابه.. فلماذا لا نجدد هذه الصورة ونحسن عرضها؟ إن هذا أمرًا يتطلب من الدول الإسلامية أن تعين الأزهر على أداء رسالته وأن تمنحه من المعونات والسياسات ما يمكنه من أداء دوره لأن الأمر ثقيل، وأيضا ما المانع أن تمنح الدول التي تقيم مراكز إسلامية أو جامعات هذا الدعم للأزهر وتقول له: ادفع بمناهجك وعلمائك ونحن علينا التمويل.. لكن للأسف حب الظهور قصم الظهور حتى يقال إن دولة كذا لها جامعة ومركز وكأنهم لا يريدون أن يكونوا تبعا للأزهر.
لماذا يتهم الأزهر بالتقصير فى قضية تجديد الخطاب الديني بالرغم من قيامه بدوره؟
الأزهر يعمل حسبة لله وهذا دوره ولن يتخلى عنه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والمشكلة أن ما يقوم به الأزهر لا تسلط عليه الأضواء فهذا لا يعد تقصيرا فى دور الأزهر فهو يقوم بجهود جبارة لا تخفى على أحد والمرصد الذي أنشأه فضيلة الإمام الأكبر بعشر لغات يتتبع جميع الأفكار المنحرفة فكريا والمتشددة والمتطرفة التي تدعو إلى الإلحاد ويقوم بتفنيدها والرد عليها وترجمتها إلى سائر هذه اللغات وبثها لأصحابها مرة ثانية، فهذا لا يخفى على أحد هذا إلى جانب ما يسيره الأزهر من قوافل ولقاءات توعوية وإرشادية.
قوافل السلام الدولية .. ماذا عنها؟
هذه القوافل أطلقها الأزهر لكى تحد من الأفكار المتطرفة وقد آتت ثمارها وقامت بالمصالحات بين الشعوب الإفريقية وغير الإفريقية وكانت تلك الشعوب تتناحر وتتقاتل، فقوافل السلام تنطلق من مجلس حكماء المسلمين فى العالم الذي يترأسه الإمام الأكبر وكل دولة يستشعر فيها نوع من الخلل الفكري أو الأيديولوجي أوالخصومات السياسية أو الثأرية أو غير ذلك يدفع بقافلة حسب طبيعة البلد الذي يذهب إليه فتبقى هذا القافلة تتحاور وتتناظر وتعظ وتدعو وتعرض الفكر الصحيح من أجل تصحيح هذه الأوضاع حتى تلتئم اللحمة بين أبناء هذه الدول.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg